د. أمير فهمي زخارى المنيا
يطلق الشعب المصري على بعض الناس صفة الأونطجى أو الفوريجى أو الهمباك أو الفهلوي أو الحدق أو الحلنج أو القرعجى أو البرم أو البكاش.

طبعا كل كلمه وليها معناها...تعالوا معى نبحر في معانيها في مقال اليوم..

مصطلحي “الحنجلة” و” الحلنجي” ومفهوميهما:
 “الحنجلة.. نمط من أنماط الفهلوة، والحَلَنْجي.. شخص يدَّعي كلَّ شيء؛ يدَّعي المعرفة ومعرفته سطحية، ويدَّعى المثالية وقدماه غائصتان في الطين، ويدَّعي الحكمة وهي منه براء”، مردفًا: “لا تجد الحَلَنْجي مقل في الكلام في أي مجلس؛ الكلام بضاعته، والصوت العالي طريقته، والتأثير من خلال وسائل الإقناع اللغوية هو أسلوبه”.

والحلنج :
يأتى معنى هذه الكلمة من كلمه الحلج . والحلج هو ضرب القطن بشدة مما يساعد على تخلل كمية كبيرة من الهواء بين شعيرات القطن فيبدوا القطن أكبر من حجمه الطبيعى ولذا يسمى الكاذب المبالغ فى وصف الاشياء بحجم اكبر منها اما الحلنجى وهى كلمة بها مقطع اعجمى (جى ) تعطى معنى اسم الفاعل والنون للتخفيف . والحلنجى هو الذى يعمل من البحر طحينة وربما اعطت الكلمة معنى أشمل من الخداع .

لا تكاد مؤسسة حكومية أو خاصة في مصر تخلو منهما، حيث يتقافز الحلنجية على أكتاف المخلصين والمتقنين والنابهين، ليستأثروا بكل شيء لنفوسهم الأمارة بالسوء وذواتهم المتورمة،

الاونطجى: معنى الأونطة: الفعل نط اى قفز وتعنى الكلمة القافز على حقوق الغير والمعنى الدارج ان الاونطجى هو الإنسان الذى يقول ما لا يفعل ولا يعتقد ليصل الى هدفه .

خصائص الأونطجى:
ذكاء اجتماعي - لباقة فى الحديث - كلامه حلو - سريع الحركة - له قبول – مجامل - له قدرة على الإيحاء - لا يذم أحد - يجيد فن التعامل - يقنع بالا منطقى - سريع فى تكوين العلاقات وتوظيفها - ماهر فى فن الاقناع - حاضر النكتة - لدية علم بمداخل الناس ( من أين تؤكل الكتف ) - يعكس الأمور - الخلط بين الحقيقة والكذب - بياع كلام وبتاع كله.

ومعنى الفهلوي: أي الذي يعمل عمل غير جاد ولديه فتاوى جاهزة فى كل شيء وحلول جاهزة لجميع المشاكل ويعتمد على الأمية الاجتماعية والاقتصادية والدينية والأبجدية وتنتهي الى الفشل والتخلف مع الزمن فهو الذى يتحايل دون معرفة.

والهمباك: هو الذي يتكلم كثيرا فى أشياء ليس لها فائدة وسلبية وقد يهدف الى مصلحة أو لذة.
الحدق: الشخص الملم بالموضوع ولديه المعرفة ولكنه لا يتقن العمل.

والفوريجى: يمكن أن نعرف الفورمجى وهي كلمة انجليزية معناها الرجل الذي يضع الشكل اى يصب الاشكال فى القوالب. ويمكن أن تقول إن الفوريجى هو تحريف للفورمجى ونقول ان الفوريجى الذي يستطيع وضع الموضوع المعروض الكاذب فى شكل قابل للتصديق.

والبكاش: هو الإنسان الذي يخلط الشيء ويأتي به على غير وجهه الصحيح.

أما القرعجى: والمعنى اللغوي هو القرع وهو الصوت المزعج الذي ينشأ من الخبط على الاشياء. كما ان قرع الرأس هو فراغها من الشعر وأطلقت كلمة القرعجى على الشخص الذي يستطيع سلب او نزع أي شيء يصعب على صاحبة ان يتركه بالثرثرة والازعاج وطرح مواضيع كثيرة دون أي معنى حقيقي يهدف الحصول على ما عند الغير بالحيلة والإقناع والصوت العالى الغير قائم على الحقيقة.

اما البرم: برم الشيء أحكمه وهو الذي يفتل الحبل.

والبرمجي: هو الشخص الذى يستطيع فتح ثغرة او ايجاد طريق غير سوى لتحقيق هدفه.

ظهرت عبارات تحمل فى طياتها التقدير الاجتماعى لمثل هذه الشخصيات مثل (ولد يعرف من أين تؤكل الكتف). (ولد مخلص). (ولد ما يتخافش عليه) (ولد دماغة دهب) (اكل بعقله حلاوة) (ولد ما جابتوش ولادة). (أكل الأونطه). هذه العبارات فى ثقافة التخلف تخلق ضغط اجتماعي لبناء شخصية هؤلاء الأشخاص...

وأخيرا:
هناك تساؤلات مرتبطة بهذا الموضوع:

هل المرأة عندما تتجمل يطلق عليها أنها أونطجية لأنها توحى أنها جميلة مع أن الواقع غير ذلك؟
هل الدعاية والاعلان التى لا تتبع أخلاقيات الاعلان نوع من الأونطة؟
هل فن البيع نوع من الاونطة؟
هل الأونطجى شيء جيد أم شيء رديء وهل يحتاج الانسان الى الاونطة فى بعض المواقف؟
هل السمسار يحتاج لهذا النوع من المهارة؟
هل هناك تداخل بين معاني هذه الكلمات ومعنى كلمه الوصولي، النفاق الاجتماعى، التملق، توظيف العلاقة، النصاب، المتحايل؟
هل هناك مهن تحتاج الى الاونطة؟
هل الاونطة فن ام مهارة ام علم ام ماذا؟
ياريت اعرف رأيكم...والا أنتم مع المثل: “ميتحنجلش على الطبلية إلا الصحن العِوج”
تحياتي...
د. أمير فهمي زخارى المنيا