حمدي رزق
اختيار صادف أهله كما يقولون، عن المستشار «محمود فوزى»، رئيس الحملة الانتخابية الرسمية للمرشح الرئاسى عبدالفتاح السيسى، أتحدث.

وجه مريح، نفَس هادئ، يؤمن بالحوار البَنّاء، تجربته فى إدارة «الحوار الوطنى» أكسبته مهارات التواصل الإيجابى، فضلًا عن انضباط قانونى بحكم المهنة، ما يوفر ثقة المعارضين، وقبلها إجماع المؤيدين، وهذا ما تتطلبه حملة انتخابية بحجم حملة المرشح الرئيس.

مفتتح الحملة كان توكيد الاحترام الكامل للمنافسين المحتملين، وهذا عين الصواب، الاحترام يفرض الاحترام، والمحترم يحترم، والمنافسون يليق بهم الاحترام، ويعولون على حملة الرئيس فى تجسيد معانى الاحترام أفعالًا وأقوالًا.

فضلًا الامتثال التام للقواعد، والالتزام الحرفى بالقواعد الحاكمة للانتخابات التى سنّتها الهيئة الوطنية للانتخابات، حملة الرئيس نموذج ومثال، بمنطق نحن أول الملتزمين.

الاحترام والالتزام يوفران أجواء صحية تستوجبها وتستحقها الانتخابات الرئاسية، التى يجب أن ترسم صورة وطن بحجم مصر أمام أنظار العالم، الانتخابات برامج وشخوص، أبدًا ليست تمزيق وجوه.

الخطاب يبان من عنوانه، فى أول طلة، وفى أول مؤتمر صحفى، خطاب الحملة الرئاسية على لسان المستشار فوزى، جاء واقعيًّا تمامًا ليس محلقًا، الانتخابات ليست نزهة خلوية يخوضها المرشح الرئيس، لكنها معركة انتخابية حقيقية تكسب على الأرض ببرنامج معلن للكافة.

المطلوب من المرشح الرئيس ليس عاديًّا كغيره من المرشحين رفضًا لما هو قائم، سهل الرفض، المهم مخطط البناء على ما تقدم، المطلوب جد استثنائى فى ظل موجة تشكيك عاتية، واستهداف ممنهج لمنجز المرشح الرئيس طوال عقد مضى من الأشغال الشاقة فى بناء وطن يستحق.

أن تبدأ من فراغ، صفحتك بيضاء، لم تُختبر بعد، يمكن البناء فى الخيال، ورسم صور ملونة، وبناء قصور على الرمال، والوعد بالأحلام، ولكن حملة المرشح الرئيس تتحرك على أرض سبق حرثها، وسابقة أعمال مجسدة، ما يضعها فى مرمى الاستهداف حتى قبل إلقاء أول ورقة فى أول صندوق انتخابى.

الحملة لن تواجه برامج منافسة فى إطار منافسة شريفة، بل حرب استنزاف، حملات ممنهجة وممولة من الخارج تصدر إلى الداخل للتيئيس والتحبيط، وإشاعة مناخ سوداوى، مع نظرة مستقبلية متشائمة، وهذا يتطلب جهدًا مضاعفًا ذا مصداقية عالية فى الطرح الواقعى الذى لا يخاصم واقعًا معيشًا.

الحملة ستسبح فى بحيرة مالحة، وستخوض فى مياه ملوثة، وعليها أن ترفع ثيابها خشية البلل، وثيابك فطَهِّر، وتترفع عن المهاترات التى سيتعمد العقورون جرّها إليها ليُقيموا عليها الحجة، ما ستواجهه الحملة ليس برامج منافسة، بل قذف طوب وتمزيق ملابس وتلطيخ وجوه، حملة الكراهية مستعرة تلفح الوجوه.

المستشار فوزى عليه الحذر، أن يكون حاذقًا ولا يبحر فى هذا الاتجاه بسفينته الضخمة، الطريق سالكة بحمولة الأمل لاستكمال إنجاز ما تم تأسيس بنيته الأساسية، وتجنب قراصنة البحر، ليصل بحمولته سالمة دون خسائر لا يحتملها الوطن.

ما أعلنه المستشار فوزى بوجوب الفصل بين الرئيس السيسى، والمرشح عبدالفتاح السيسى من الآن وصاعدًا مهم، ومستوجب تفعيل هذا الفصل فى الأفعال والأقوال ومجمل التصرفات الدعائية، وهذا عين الصواب، ما يستلزم الحذر وبشدة من محاولات الخلط والصيد فى مياه الرئيس.
نقلا عن المصرى اليوم