تشير التقديرات إلى تسجيل المئات من حالات الإصابة بحمى الضنك في ولاية القضارف، شرقي السودان، بحسب وزارة الصحة.
ولم تخف هبة عمر، رئيسة اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان، مخاوفها من انتشار أمراض حمى الضنك والكوليرا في عموم السودان، بعد انتشارهما في ولاية القضارف، محذرة في حديثها لبرنامج "للسودان سلام" على إذاعة بي بي سي العربية من تسجيل اثنتين وثمانين حالة مصابة بمرضي حمى الضنك والكوليرا في ولاية الجزيرة قبل أيام، بالإضافة إلى حالات إصابة أخرى في ولاية القضارف وولاية البحر الأحمر والخرطوم وشمال كردفان.
وتحدثت عن "انعدام كبير للعلاجات المنقذة للحياة وأكياس الدم، حتى الأدوية التي تعالج أعراض المرض والمحاليل الوريدية والمسكنات. كما أشارت إلى عدم وجود نظام استجابة سريع وتقصي الحالات وانعدام الأدوية المنقذة للحياة.
وترى هبة عمر أن الأولوية حالياً تتمثل في محاربة أسباب العدوى وتوفير الخدمات الصحية والمعينات والفحوصات والمحاليل الوريدية وأكياس الدم وتوفير معامل موثوق بها لتوثيق الحالات، نظراً لصعوبة توثيق إحصائيات دقيقة بحسبها.
العلاج في المنازل بسبب التكلفة الباهظة
ويقول محمد سلمان، عضو لجان الطوارئ بولاية القضارف، إن بعض المصابين يلجأون مباشرة للعلاج في المنازل بإمكانياتهم الخاصة نظراً لأن التكلفة لتشخيص وعلاج المرض عالية قد تصل إلى ستة عشر ألف جنيه سوداني أحياناً للتشخيص للحالة الواحدة، ما يعادل عشرين دولاراً بحسبه، وسط ظروف قاسية يعيشها المواطنون، بسبب الحرب وآثارها الاقتصادية.
"لذا لا يمكن حصر الكثير من الحالات المصابة بحمى الضنك في القضارف، وبالتالي عدد حالات الإصابة الرسمية غير حقيقية"، بحسب سلمان.
ويحذر سلمان من تحديات حقيقية لمحاربة مرض حمى الضنك بالولاية، أبرزها احتياج وزارة الصحة السودانية المكلفة إلى إمكانيات كبيرة لمكافحة البعوض الناقل للعدوى، وسط وجوده داخل المياه المخزنة في المنازل. كما تعاني القضارف من شح المياه ونقص كبير في الأدوية.
هل فقدت السلطات السيطرة على حمى الضنك؟
يؤكد الدكتور منتصر محمد، مدير الطوارئ ومكافحة الأوبئة بوزارة الصحة الاتحادية لبرنامج للسودان سلام، أن السلطات أرسلت فريقاً طبياً إلى ولاية القضارف لمكافحة وبائي الكوليرا وحمى الضنك المنتشرين في الولاية.
ويقول إن الوفد الذي شمل أطباء وممرضين من ولاية القضارف وممثلاً عن منظمة الصحة العالمية زار المناطق التي تم الإبلاغ عن وقوع حالات إصابة بها، لتقصي المرض وبيئة ناقل المرض، وتوفير المياه ، لكنه اعتبر تفشي مرضي الكوليرا وحمى الضنك أكبر من قدرة الولاية على مواجهتهما منفردة.
ويضيف: "الوزارة لم تفقد السيطرة وتعمل بصورة مكثفة لمجابهة سلسلة انتشار المرض التي تشمل توفير مياه غير ملوثة وطعاماً غير ملوث".
ويرى نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي أن السلطات السودانية ربما فقدت السيطرة على الأزمة في ولاية القضارف شرقي البلاد.
ويطالبون بتوفير ميزانيات للمتطوعين الذين يقومون بعمليات تفتيش المنازل والرش المنزلي والتثقيف الصحي، التي يقول عنها الدكتور محمد سلمان عضو لجان الطوارئ بالولاية إن وزارة الصحة تحاول في توفيرها، لكنها محاولات ضعيفة في محاربة ناقل العدوى.
"عشان القضارف"
ويعمل مجموعة من الشباب المتطوعين من بورتسودان في ولاية البحر الأحمر على جمع الأدوية والمساعدات الطبية لإرسالها لمرضى حمى الضنك في ولاية القضارف في مبادرة شبابية تحمل اسم "عشان القضارف"، كما يحدثنا أحد المتطوعين.
وقال المتطوع لبرنامج للسودان سلام إنهم يعملون بشكل أساسي على مكافحة الناقل للمرض عبر توزيع الناموسيات على الأهالي وتجميع الأدوية والمحاليل الوريدية بالتعاون مع أطباء في ولاية البحر الأحمر وإرسالها لمتطوعين في ولاية القضارف ، لمساعدة من يتلقون العلاج في المنازل تحديداً.
ويسعى الشباب في مبادرة "عشان القضارف" لإيصال المساعدات لمجابهة مرض حمى الضنك في ولاية القضارف، لكنهم لا يستطيعون تغطية كل الحوجة وسط مخاوف من تفشي المرض لولايات أخرى وانتقادات لقلة المساعدات المقدمة من منظمات دولية لإنقاذ السودان من تفشي أمراض حمى الضنك والكوليرا.