كتب - محرر الاقباط متحدون 
قال البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان :"إن الاقتصاد المتكامل هو الاقتصاد الذي يُصنع مع الفقراء والمستبعدين، وغير مرئيين، والذين ليس لديهم صوت ليتم سماعهم، ولصالحهم. علينا أن نكون هناك، على هوامش التاريخ والحياة، وبالنسبة للذين يكرسون أنفسهم لدراسة الاقتصاد، أيضًا على ضواحي الفكر، التي لا تقل أهمية.
 
مضيفا في رسالته الى المشاركين في اللقاء السنوي الرابع لاقتصاد فرنسيس الذي يُعقد في أسيزي :"  لذا اسألوا أنفسكم: ما هي ضواحي العلوم الاقتصادية اليوم؟ لا يكفي أن يكون هناك تفكير حول الفقراء، وإنما يجب أن يكون هناك تفكير مع الفقراء، ومع المستبعدين. حتى في اللاهوت، درسنا الفقراء كثيرًا ولكننا لم ندرس كثيرًا "مع الفقراء": وبالتالي من مواضيع علم يجب أن يصبحوا أشخاصًا، لأن كل شخص لديه قصص ليرويها، ولديه تفكير حول العالم: وأول فقر للفقراء هو استبعادهم عن التعبير عن أنفسهم، واستبعادهم عن امكانية التعبير عن تفكير يعتبر جديًا. إنها مسألة كرامة واحترام غالبًا ما يتمُّ تجاهلهما. هذا هو اقتصاد المسيرة. وبالتالي اذا نظرنا إلى خبرة يسوع والتلاميذ الأوائل، نرى أنها خبرة "ابن الإنسان الذي ليس له أين يسند رأسه". إن إحدى أقدم الطرق التي وصف بها المسيحيون هي "الذين يتبعون تلك الدرب". وعندما بدأ فرنسيس الأسيزي، الذي نحبه جميعًا، ثورته الاقتصادية أيضًا باسم الإنجيل فقط، تحوّل إلى متسول متجول: وانطلق في مسيرة تاركًا بيت أبيه برناردوني.
 
تابع الحبر الأعظم يقول أي مسار إذن يجب على من يرغب في تجديد الاقتصاد من الجذور أن يسلكه؟ إن درب الحجاج مليء على الدوام بالمخاطر، ومنسوج بالثقة والضعف. والذي ينطلق في هذا المسار يدرك سريعًا اعتماده على الآخرين طوال الدرب: هكذا، تفهمون أن الاقتصاد أيضًا يعتمد على مجموعة متنوعة من الاختصاصات والمعارف. وكما يعرف الحاج أن رحلته ستكون مليئة بالغبار، هكذا أنتم تعلمون أيضًا أن الخير العام يتطلب التزامًا "يوسِّخ" اليدين. وحدها الأيدي المتسخة تعرف كيف تغيّر الأرض: لأن العدالة تُعاش، والمحبة تتجسد، وبالتضامن في مواجهة التحديات نستمر فيها بشجاعة. أن نكون اقتصاديين ورواد أعمال "لفرنسيس" اليوم يعني أن نكون بالضرورة نساء ورجال سلام: وألا نهدأ إلى أن يتحقق السلام. أيها الشباب الأعزاء، لا تخافوا من التوترات والصراعات، حاولوا أن تعيشوا معها وتؤنسنوها يوميًا. أنا أوكل إليكم مهمة أن تحافظوا على البيت المشترك وأن تتحلوا بالشجاعة للمضي قدمًا في المسيرة. إنها مهمة صعبة، ولكنني أعرف أنكم قادرون على التغلب عليها لأنكم تفعلون ذلك. أعلم أنه ليس من البديهي أن تُدرجوا جهودكم وتشاركوا أحلامكم داخل كنائسكم وبين الوقائع الاقتصادية في المناطق التي تعيشون فيها. إنَّ الواقع يبدو معقدًا، وغالبًا ما يكون كالتربة التي لم يمطر عليها لفترة طويلة. لا ينقُصنّكم الصبر والتصميم لكي تسمحوا للعالم بأن يعرفكم ولكي تقيموا علاقات أكثر استقرارًا وخصوبة. إنّ الرغبة في عالم جديد هي أكثر انتشارًا مما يبدو. لا تنغلقوا على ذواتكم: الواحات في الصحراء هي أماكن يجب أن يتمكن الجميع من الوصول إليها، مفترقات طرق حيث يمكنكم أن تتوقفوا فيها وتنطلقوا مجدّدًا مختلفين. لذلك، ابقوا منفتحين وابحثوا بعزم وحماس عن زملائكم، وأساقفتكم، ومواطنيكم. وأقول لكم مرة أخرى، ليكن الفقراء معكم في كلِّ ذلك.
 
وختم البابا فرنسيس رسالته إلى الشباب المشاركين في اللقاء السنوي الرابع لاقتصاد فرنسيس بالقول أعطوا صوتًا وشكلا لشعب، لأن واقع الاقتصاد والحلول التي تدرسونها وتختبرونها يؤثران على حياة الجميع. هناك مجال لكم أكبر مما يبدو اليوم. لذلك، أنا أطلب منكم أن تبقوا متحدين بشكل فعّال، وأن تبنوا جسورًا حقيقية بين القارات، تساهم في نقل البشرية بشكل نهائي من عصر الاستعمار والتفاوتات. قدموا وجوهًا ومحتوى ومشاريع لأخوة عالمية. كونوا روادًا من داخل الحياة الاقتصادية والريادية في تنمية بشرية متكاملة؛ أنا أثق بكم، ولا تنسوا أبدًا: أنني أحبكم كثيرًا.