د. أمير فهمى زخارى المنيا
ما معنى " سرجى مرجى " ؟؟؟ هناك أغنية شهيرة تقول "واحد اتنين سرجى مرجى"، فالسرجى هو «السركى»، وهى مهنة أدخلها الشراكسة إلى مصر لتسجيل بيانات العاملين بالمروج، أى بالبساتين. فكان العمال يقفون فى طابور طويل أمام الإقطاعى الشركسى الذى يقول للخولى: "واحد، اتنين فيقول له الخولى: «سرجى» أى تم تسجيلهم بالسركى فيشير له برأسه بالموافقة فيقول الخولى للعمال على نفس الوزن "مرجى"، أى ادخلوا إلى المزرعة للعمل وأصبح المصريون بعد هذا يستغلون عبارة "واحد اتنين سرجى مرجى" للسخرية من الطوابير الطويلة التى يسجلون فيها بياناتهم..
ثم تلقف فقراء الأطفال المسيحيين العبارة وأصبحوا يقولونها وهم يأخذون معونات صحية واجتماعية من أدوية وملابس من الكنائس يقفون من أجلها فى طوابير تسجيل طويلة أيضا، فأكملوا الأغنية قائلين "أنت حكيم ولا تمرجى أنا حكيم الصحية العيان أدى له حقنة والمسكين أدى له لقمة"، على أن كلمة سرجى أصبحت تشير فى تفسيرهم الحديث إلى "أبو سرجة" سيرجيوس، وكلمة مرجى و تشير إلى مارى جرجس وما يقدمه الراهبات من خدمات علاجية وإنسانية.
وعندما اشترك الأطفال المسلمون مع إخوانهم المسيحيين فى اللعب والغناء اضافوا إلى الأغنية مقطعا جديدا يقول "نفسى أزورك يا نبى يا للى بلادك بعيدة فيها أحمد وحميدة حميدة جابت ولد سمته عبد الصمد" دون أن يجد الطرفان حرجا فى استكمال هذا الإبداع الشعبى المشترك..
وفى هذا السياق لا يصبح غريبا أن نرى الأطفال المسلمين فى مصر حتى اليوم يستقبلون شهر رمضان الكريم بعبارات كنسية لا يعرفون سوى مصدرها القبطى المصرى الوطنى فهم يقولون فى أغانيهم "حلو يا حلو رمضان كريم يا حلو" وكلمة "حلو" من كلمة "حلول" القبطية التى تعنى التهنئة والمباركة ومنها قولنا إلى اليوم "حلالى بلالى" والكلمتين من اللغة القبطية ومعناهما "يا هنايا، يا فرحتى..
وبعد هذا الحديث نسمع عن كلمة فتنة بين مسيحى ومسلم ..!!
يا سلام عليكى يا مصر باولادك الطيبين...
د. أمير فهمى زخارى المنيا