نجاح بولس
القمص سمعان ابراهيم ليس مجرد رجل دين لكنه رجل الله كما كان يطلق على الأنبياء قديماً، لم يكن فقط من المؤمنين الذين أجرى الله المعجزات على أيديهم بل كانت حياته ومسيرته وانجازاته معجزة كبرى في حد ذاتها 🤔
بدأت مسيرته حينما دعاه احد جامعي القمامة في منطقة المقطم لتفقد اهل المنطقة وكان وقتها خادم باحدى كنائس شبرا، وذهب هناك فلم يجد سوى مستنقع للشر والرزيلة وليست منطقة سكنية، سكان اغلبهم من الأقباط يعملون في جمع القمامة ويعيشون في عشش غير أدمية، ويحيون تحت وطأة الفقر والمرض والجهل، فضلاً عن انتشار الجريمة وتعاطي المخدرات وغيرها الكثير مما يميز حياة المستنقعات البشرية 🤔
هذه كانت البداية وبتفاصيل كثيرة نعجز عن سردها ذهب الخادم للبابا شنودة الثالث وطلب منه تكليفه بالخدمة في منطقة زرائب المقطم ووافق له وقام بسيامته كاهناً على مذبح متنقل ، وكانت النهاية بمنطقة ذات جذب سياحي غير مسبوق ومعالم سياحية ودينية ذاع صيتها حول كل العالم، واصبحت منطقة زرائب المقطم واحدة من أجمل المعالم السياحية الدينية في مصر 🤔
وعلى مستوى العمل العام قام الاب سمعان بتأسيس جمعيات مهنية لعمال جامعي القمامة ، وكلف أخرين للأرتقاء بمعيشة اهل المنطقة ، فتأسست مؤسسات أهلية ترعى سكان الحي، وتعاقدت الجمعيات مع المصانع لتوريد مخلفات القمامة فاصبح اهل المنطقة من رجال الاعمال الأثرياء وليس مجرد جامعي قمامة، وتم التنسيق مع الجهات المعنية لإعادة تطوير المنطقة فتم تخطيط الشوارع وبناء البيوت على طراز جيد ونشأت منطقة مستقطبة للعمالة تتمتع برواج اقتصادي غير مسبوق 🤔
وعلى المستوى الروحي قام الأب سمعان ببناء كنيسة باسم القديس سمعان الخراز، وبعدها أشرف على نحت دير القديس سمعان داخل صخور جبل المقطم، والدير يعد تحفة معمارية تستقطب السائحين من كل دول العالم👍
وأهم من ذلك كله رأينا عمال جمع القمامة البسطاء يترنمون باعزب الألحان الروحية وتتغير منظومة القيم الاخلاقية في المنطقة لتتحول بأكملها الى قيثارة من السماء تجتمع على المحبة والخدمة والعطاء ، وذاع صيت المنطقة روحياً حتى استقطبت المؤتمرات الروحية من كل محافظات الجمهورية ، وكان الاجتماع العام مساء يوم الخميس بدير سمعان الخراز أشبه باجتماع مسكوني يجتمع فيه المسيحيون من كل محافظات مصر وبعض البلدان العربية المجاورة للترنيم والتسبيح ❤️
كان الأب سمعان ابراهيم بسيطاً في حياته الروحية وكان يدرك ايضاً ان العلاقة مع الله هي أيضاً بسيطة لا تحتاج لتعقيد ، فكان يؤمن ان الكنيسة هي وسيلة لمعرفة الله وليس هدفاً في حد ذاتها ، فلم يكن ممن يضعون العقد والعراقيل امام اي قلب يستهدف الانطلاق لمعرفة الله، فجمع حوله المرنمين والمسبحين من كل الملل والطوائف ، وسمح بإقامة المؤتمرات الروحية واجتماعات التسبيح في الدير وكان يشارك فيها ، حتى باتت منطقة زرائب المقطم أشبه بالسماء التي تمتلئ بتسبيحات الملائكة ❤️
نياحاً لروح أبينا القمص سمعان ابراهيم في فردوس النعيم وعزاء لكل محبيه