فاطمة ناعوت
١١ أكتوبر، هو «اليوم العالمى للفتاة» كما أعلنته الأمم المتحدة لدعم حقوق الفتيات وضمان حصولها على فرص للحياة الأفضل والتوعية بخطورة عدم المساواة والعدالة بين الذكور والإناث. هنا نتذكّر بفخر جميع المبادرات التى أطلقها الرئيس السيسى لدعم المرأة وتوعيتها بحقوقها وتمكينها اقتصاديًّا، حتى ترتقى بأسرتها وتنشئ جيلا قويًّا يليق باسم مصر المستقبل. منذ يومه الأول فى الحكم، كان جليًّا إيمانُه الراسخ بأن المرأةَ حجرُ الزاوية فى الأسرة، وصانعة مستقبلها والقائمة الحقيقية على تنشئة جيل قوى ينهضُ بالوطن.
فالشاهد أن المرأة المصرية اليومَ تقبضُ على صولجانها الذهبى تحت لواء «الجمهورية الجديدة»، وصارت تكتسبُ كلّ يوم مكتسبات جديدة تأخرت طويلا حتى عددناها فى «دفتر الأحلام المستحيلة». نشكرُ الله أن مصر الراهنة فى ثوب «الجمهورية الجديدة» بدأت تعيدُ للمرأة مكانتها الرفيعة التى تليقُ بها، والتى افتقدناها عهودًا طوالا لأسباب رجعية يطولُ شرحُها. فلم نكن نحلمُ بأن تحمل المرأةُ حقيبة سيادية خطيرة ورفيعة المقام مثل «وزارة الثقافة» التى كانت حكرًا على الرجال منذ نشأة وزارة الثقافة فى مصر إثر خروجها عن عباءة «وزارة المعارف العمومية» فى خمسينيات القرن الماضى، ثم استقلالها عن مظلة «وزارة الإرشاد القومى»، حتى تبلورها واستقلالها كوزارة مستقلة فى نهاية ستينيات القرن الماضى، وكان أول وزرائها العظيم د. «ثروت عكاشة». وظل يحمل حقائبَها رجالٌ دون النساء على مدى العقود حتى سنوات قليلة خلت. واليوم تحملُ حقيبة الثقافة سيدةٌ للمرة الثانية على التوالى، وكان هذا حلمًا عصيًّا، رغم أن بلدانًا عربية قد سبقتنا فى ذلك! لم نكن نحلم أن تحمل المرأةُ المصرية حقائب خطيرة مثل: وزارة التعاون الدولى، وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية، وزارة الاستثمار والتعاون الدولى، وزارة الصحة والسكان، وزارة السياحة. ومازلتُ أذكر هذا اليوم من يونيو ٢٠١٨ حين أشرقت الصحفُ والمواقعُ الخبرية فى مصر والعالم بهذا الخبر المدهش: «لأول مرة فى تاريخ مصر، ربع أعضاء الحكومة من النساء، ثماني وزيرات فى حكومة واحدة»، ويومها أصدر «المجلس القومى للمرأة» برئاسة «د. مايا مرسى» بيانًا أعربت فيه عن سعادتها وجميع عضوات وأعضاء المجلس بهذه الخطوة الحضارية الراقية. وكانت سعادتنا لا توصف، نحن الشارع الثقافى من الأدباء والكتاب بهذه الطفرة الحضارية الحادثة فى تاريخ مصر والذى يُتوّجُ المرأة المصرية بما تستحقه من تكريم يليق بها. كان حلمًا عصيًّا أن نطالع فى جريدة الصباح خبرًا عن قرار جمهورى بتعيين ٥٧ قاضية فى مقعد «رئيس محكمة»، ووكلاء نيابة. ولم يكن لمثل تلك الأحلام أن تحدث لولا الإرادة السياسية الحكيمة، والجسورة دون شك، والتى ارتأت أن تمكين المرأة على كافة الأصعدة السياسية والتشريعية والاجتماعية والاقتصادية بات حتمىّ الحدوث تحت شمس «الجمهورية الجديدة» التى تنهج النهج التنويرى الحضارى فى جميع جوانبه المشرقة.
عديدُ المبادرات السيادية دشنتها الدولة المصرية الراهنة، تعمل على النهوض بالمستوى المعيشى للأسرة المصرية والمرأة المعيلة، كان درّةُ تاجها المبادرة الرئاسية «حياة كريمة» التى تُسخّر كافة جهود الدولة وقطاعاتها المختصة لتفعيل آليات دعم المرأة المصرية والارتقاء بدخلها فى الريف المصرى. وكان من بين الأحلام المستحيلة كذلك عبارة: «مكافحة العشوائيات» التى غدت خلال سنوات قليلة من فولكلور العهود القديمة حيث استبدلنا بها تعبيرًا بات واقعًا وهو: «القضاء على العشوائيات» لتحل محلها مدنٌ متكاملة راقية أنيقة تليق بالإنسان، كما فى حى الأسمرات وجميع الأحياء الجديدة التى انتقل إليها سكانُ العشوائيات.
ولكى نكتشف كيف تسيرُ مصرُ الراهنة فى عهد الرئيس «عبدالفتاح السيسى»، وفى ظل بروتوكول «الجمهورية الجديدة» على وقع الإيقاع الحضارى المستنير فى تكريم المرأة والاعتراف بإمكاناتها وقدرتها على معالجة الأمور على النحو السديد، تعالوا نتعرّف على مكانة المرأة المصرية عند الجد المصرى القديم، علّنا نضبط إيقاع وعينا الجمعى على إيقاع الحضارة العظمى التى انحنى لهنا العالمُ احترامًا.
سجل الملكُ «أمنحتب الثالث» مناسبة زواجه من الملكة «تى» على جعران نقش عليه: «إنها الأعجوبةُ التى وهبها الإله لجلالته»!، ووصفها العالمان «بورخارت» و«ويجال» بأنها أعظم نساء التاريخ ذكاءً وقوةً وعزيمة، وكانت مستشارة شؤون الدولة المصرية فى الداخل والخارج، وساهمت جهودها فى إنجاح الإمبراطورية المصرية. لهذا ظلَّ اسمُها مقرونًا باسم الملك فى جميع الوثائق الرسمية تشاركه الاجتماعات السياسية والدينية والرحلات خارج البلاد، وكان لها الفضل فى تعمير وتجميل «طِيبة» وتشييد المعابد فى جميع أنحاء الوادى المصرى. وصفها أحدُ الكهنة فى إحدى البرديات بقوله: «عندما تتكلم تخرجُ من شفتيها لآلئُ الحكمة المقدسة». هكذا احترم سلفُنا المصرىُّ العظيمُ المرأةَ وأجلَّ مكانتَها.
نشكرُ الله تعالى أن «الجمهورية الجديدة» تسيرُ بخطى واثقة ومشهودة نحو التحقق والعلو والاعتراف بمكانة المرأة. كل عام وكل فتاة مصرية فى علو وإشراق، وتحيا مصر المتحضرة.
نقلا عن المصرى اليوم