مارجريت عازر
إن ما يحدث الآن- من تجويع، ودمار فى البنية التحتية، وعقاب جماعى للمدنيين العزل من الشعب الفلسطينى، وعدم السماح بوجود ممرات إنسانية لتقديم المساعدات الطبية والغذائية، وهو أبسط حق من حقوق الإنسان فى الحياة- يُعد جريمة شنعاء فى حق الإنسانية، وخاصة أن الكيان الإسرائيلى يستطيع تصوير الأحداث وإرسالها إلى العالم بالشكل الذى يجعل العالم يتعاطف معه، فيستطيع أن يصور هجوم حماس والفلسطينيين على أنه هجوم عصابات تنتهك حقوقهم، ولا ينظر أحد إلى حقوق الفلسطينيين المدنيين العزل، وهذا لا يعنى أنى أؤيد ما حدث من انتهاكات من الجانب الآخر، ولكننى أطالب البرلمان الأوروبى وأعضاء مجلس النواب والشيوخ الأمريكى بتشكيل لجان لتقصى الحقائق على وجه السرعة لمعرفة الأحداث الدامية التى يشهدها قطاع غزة من تدمير شامل لكل الاحتياجات اليومية للشعب الفلسطينى بكل فئاته، بمَن فيهم الأطفال وكبار السن، الذين يتعرضون لأبشع أنواع العذاب من نقص فى الغذاء والدواء والمياه ومواد الوقود والطاقة.
فالقضية الفلسطينية أمن قومى، ومصر لم تتنازل يومًا فى التاريخ عن مساندة الشعب الفلسطينى، وتكبدت الكثير من اقتصادها فى سبيل ذلك، ودائمًا نعلم أن الطريق الوحيد للاستقرار هو السلام وإيجاد حلول تُرضى الطرفين، وهذا ما نسعى إليه، وأتمنى لانتفاضة الأقصى أن تجعل الكيان الإسرائيلى يشعر بخطورة الوضع، ويتنازل عن غروره، وهذا ما ظهر فى اهتزاز وتضارب تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلى ما بين عملية رد سريع وتشكيل حكومة جديدة للطوارئ، والإخفاق الاستخباراتى فى معرفة حجم الموقف بدقة.
ولأول مرة، ينتقل الصراع من قلب الأراضى الفلسطينية إلى قلب الأراضى الإسرائيلية، مما أدى إلى اختراق الدفاعات الإسرائيلية بشكل احترافى، وحالة من التيه لإسرائيل، ولم تعد هناك الثقة المفرطة فى التكنولوجيا والدفاع عن النفس، بعد الإخفاق الواضح فى الاستخبارات الإسرائيلية وعدم تقدير الموقف بشكل حقيقى، ما يجعل جميع الأطراف خاسرة والبحث السريع عن حلول لاستقرار الطرفين بمساعدة كافة الدول المعنية أمرًا واجب السرعة.
نقلا عن المصري اليوم