Oliverكتبها
- عجيب و ممجد الله في قديسيه.عجيب هو مشهد إصعاد إيليا النبى إلى السماء.الله منحهم الكثير و وهب لنا بواسطتهم الكثير و الكثير.فى كل منا صفات كانت لهؤلاء الأنبياء.لنا منهم بعض أجزاء.بعضاً من أشواقهم و أتعابهم و عمل الله معهم.لكن مغبوط هو الذى يأخذ ما هو أكثر مثلما فعل إليشع النبى الذى عاش المشهد العجيب و أخذ منه ما يبنيه.
- لم يطلب جزءاً من روح إيليا و لا حتي كل روح إيليا النبي الناري بل طلب نصيبين من روحه.ضعفين من كل شيء عاشه إيليا و إختبره في الروح.لم يرد أن يصعد في المركبة مثله بل طلب كتلميذ مبتدئ نصيبين .
-نحن معك ايها المبارك إليشع النبي نعيش عهد النعمة.زمن الطمع الروحى.نعيش العهد الجديد الذى فيه كل شيء متاح و مباح حتي أن باب السماء قدامنا مفتوح .
- قبل صعود إيليا كان يطوف أماكن متفرقة.ذهب إلى بيت إيل و رآه أنبياء بيت إيل هناك و أخبروا إليشع أنهم يعرفون أن سيده إيليا سوف يؤخذ منه اليوم لكن فاتهم أن يطلبوا لأنفسهم شيئاً. ثم لما ذهب النبيان إلى أريحا حدث معهما نفس الأمر و أخبر أنبياء أريحا إليشع أن سيده إيليا سوف يؤخذ منه اليوم لكنهم ما فكروا في شيء لأنفسهم يأخذونه من هذا الموقف؟ و الغريب أن المشهد تكرر لثالث مرة حين ذهب النبيان إلى الأردن.هنا وقف أنبياء الأردن و أخبروا إليشع أن سيده يؤخذ منه ثم إكتفوا بالوقوف بعيداً و إنتظار عودة إليشع من بعد أن يؤخذ منه إيليا إلى السماء.عرفوا جميعهم الأخبار.أخبرهم روح النبوة أن مشهداً سمائياً سيكون.إكتفوا بالأخبار و ما إقتنصوا الفرصة لأنفسهم.مارسوا النبوة و لم يأخذوا منها الكثير. أما إليشع فقد عاش و عاين و طلب لنفسه نصيبين من روح إيليا فطوبي لمن يقتنص الفرص الروحية و يأخذ من قدوته المسيح له المجد و من شخصه الحاضر في قديسيه ما شاء من أنصبة.
- يحدث ان نتقابل مع أناس هم تجسيد للمحبة الإلهية و صور نقية من صور الحياة مع المسيح فإن قابلت أحدهم أطلب نصيبين من روحهم.من روحهم تطلب نصيبك و ليس من أموالهم أو جمالهم أو مواهبهم.هل تفكر ماذا تفعل بالنصيبين؟ تعيش في الأرض بنصيب كنصيب هؤلاء المباركين و تعيش في السماء بالنصيب الثاني لأن صداقة الأنقياء لا تنقطع و المحبة المباركة لا تسقط.تدوم كما في الحاضر كذلك في الآتى فخذ نصيبين لو أمكنك.إغتنم الفرصة و لا تكتفي مع القديسين بالمشاهدة و المدح مثلما إكتفي الأنبياء في بيت إيل و أريحا و الأردن و ما عرفنا مَن هُم و لا كيف خدموا الله و عاشوا لكنهم كما ظهروا إختفوا.مثل ومض لم يتركوا اثراً.أما إليشع النبي الذى أخذ النصيبين فقد ظهرت عليه سمات النعمة ا-
.شهد له هؤلاء الأنبياء المراقبون فور أن شاهدوه عائد فوق النهر و قالوا قد إستقرت روح إيليا علي إليشع. لكل الأحباء أرجو .لا تكن مجرد شاهد لقداسة القديسين بل شريك لهم.لك منهم نصيب و إثنين.خذ ما شئت فالوعد لك أن ما تسأل يُعط لك و يزاد و ما تطلبه تجده و ما تقرع من أجله صدرك تنفتح له الأبواب المغلقة.الفضائل كالأطعمة و كل الوليمة لك فخذ ما شئت و تنعم.
- هذه النظرة الروحية تساعدك أن تري كل ما هو فضيلة في الناس كما يرى النحل أين يجد الرحيق.طريقة تجعلك متمسكاً بإتضاعك فمن ير الآخرين خير منه و يشتهي ما فيهم من قداسة لا تقربه روح الكبرياء.لأنه ير نفسه تلميذاً لكل أحد من المشهود لهم بالنمو الروحي كما شهد الأنبياء لإيليا و إليشع بعده.إجمع رحيقك من هؤلاء فتكون قارورتك طيباً كثيرا الثمن, مستعد لأن تسكبه عند قدمي السيد حين يأتي اللقاء و ما أحلاه لقاء فإستعد بأطيابك و خذ رحيقك ممن تقودك النعمة و تجدهم في طريقك فليس هباءاً و لا مصادفة أنك قابلتهم.و ليس غريب أنهم أحبوك.فالجميع منقاد بتدبير إلهي من أجل الجميع.لكي نذهب إلى السماء ككنيسة واحدة ليس بين أعضاءها غربة.إني أطلب نصيبين من كل أحد يحوي شخصك في داخله أيها الرب يسوع القدوس.
- ما الذى يجعل الشعوب تخسر و تتراجع؟ إنه عدم تقدير القلوب العظيمة فيها إلا بعد أن يفقدوها.أما نحن أولاد الله فنمارس التقدير للأحياء سواء هنا أو في السماء.لا تخجل أن تمتدح الفضيلة و القداسة.لا تتردد في تقدير من يستحق التقدير و لو إحتقره البعض و عايره.إطمئن فستعرف هؤلاء المجهولين و سيرسل لك الله من يشهد لهم قدامك لتعرفهم.هكذا ترسخ المحبة في الأجيال المتعاقبة إن كنا نفتخر بالرب سنصدق أن له شهود عاشوا معنا كانوا بيننا و ربما ما زالوا.لا تدع أحد يجرفك للنظرة السوداء التي تظن أنه ليس للرب أحد في هذا الجيل.ثق أن له سبعة آلاف ركبة تستحق أن نمتدحها و نبحث عنها و متي وجدنا أحدهم نطلب نصيبين من روحه و نتضع أمامه مهما كان يبدو لنا في مظهره و إمكانياته. حتي يكون لنا هذا علينا أن نمارس البحث بجدية عنهم.فليست الأرض من القداسة خالية و لا من النعمة خاوية بل هنا و هناك سنجدهم في حقولهم مثل سمعان القيروانى أو فى شقوقهم مثل أنبا بولا يركعون مستترين عن عيون الناس مكشوفين للرب.فإحتفظ برجاءك فللرب شهوده في كل زمان.
- أغمض عينيك و فكر لأي فضيلة تشتاق.صلي بعمق و سيرسل لك الرب من ترى فيه الفضيلة حية معاشة تتلمذ عنده و تتدرج حتي تأخذ منها نصيبك.حين تقرأ سير القديسين لا تنبهر بمعجزاتهم .توقف عن هذه العلاقة المظهرية. إسأل نفسك لو جاء القديس الآن ههنا ماذا آخذ منه؟ماذا تريد من سير القديسين؟ أليس مكتوب تمثلوا بإيمانهم فكيف ستتمثل بهم إن لم ترفضائلهم كي تقلدهم فيما ذهبوا فيه.أما المعجزات فلن تنفع شيئاً في السماء لن تحتاجها لأنك ستكون كاملا هناك.لكنك إلى البر تحتاج.فإطلب نصيبين للأرض و السماء أما المعجزات فهي نصيب واحد هو الأرض.يا من تكتبون سير القديسين إجعلوها سمائية و ليست مظهرية.فالقداسة أعظم من المعجزات و مريم أخذت النصيب الأعظم من غير معجزة لكنها بالحب السخي للمسيح أخذت نصيبها.
- أيها القدوس العجيب في قديسيه مشتاق أنا إلى نصيبين.فقد رايت الصاعدين إليك مثل إيليا.ما قدرت أن أحتفظ برداءهم و لا شققت الأردن مثلهم.حين تابعتهم أخذونني بعيدا بعيداً إليك ثم ذهبوا و لكني لست وحدى فها أنت صانع القديسين بنفسك معي.أريد أن أحبك كما أحبك يوحنا و أتحمس لك كما غار عليك بطرس.أريد منك قوة المعمدان و نصيبين من إيليا أيضاً.أريد من نقاوة أمك البتول و إيمان إليصابات .أريد من وداعة يوسف أبيك و رقة سالومي الجميلة.أريد من كل نبي و رسول و خادم شيئاً يجعلني أتلذذ كما تلذذوا بك و أصادقهم بتقدير.أريد أن تفتح عيني فأعرف شهود جيلنا و أتعرف علي الركب المنحنية بغير إختيال.أريد حين أقابلك ألا يصيبني الخجل من تقزمى قدامك و قدام ملائكتك و قديسيك فأسكب من حنانك لتكمل نقائصى.فأنا بدونك لا شيء أبدا.