محرر الأقباط متحدون
التقى قداسة البابا تواضروس الثاني، مساء أمس، أبناءه خدام وخادمات إيبارشية ميلانو، وذلك في إطار زيارته الرعوية الحالية لميلانو وڤينيسيا.
وتناولت كلمة قداسته موضوعًا بعنوان "الخدمة" حيث قرأ جزءًا من الرسالة الثانية لمعلمنا بولس الرسول لتلميذه تيموثاوس "أَنَا أُنَاشِدُكَ إِذًا أَمَامَ اللهِ وَالرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الْعَتِيدِ أَنْ يَدِينَ الأَحْيَاءَ وَالأَمْوَاتَ، عِنْدَ ظُهُورِهِ وَمَلَكُوتِهِ: اكْرِزْ بِالْكَلِمَةِ. اعْكُفْ عَلَى ذلِكَ فِي وَقْتٍ مُنَاسِبٍ وَغَيْرِ مُنَاسِبٍ. وَبِّخِ، انْتَهِرْ، عِظْ بِكُلِّ أَنَاةٍ وَتَعْلِيمٍ. لأَنَّهُ سَيَكُونُ وَقْتٌ لاَ يَحْتَمِلُونَ فِيهِ التَّعْلِيمَ الصَّحِيحَ، بَلْ حَسَبَ شَهَوَاتِهِمُ الْخَاصَّةِ يَجْمَعُونَ لَهُمْ مُعَلِّمِينَ مُسْتَحِكَّةً مَسَامِعُهُمْ، فَيَصْرِفُونَ مَسَامِعَهُمْ عَنِ الْحَقِّ، وَيَنْحَرِفُونَ إِلَى الْخُرَافَاتِ. وَأَمَّا أَنْتَ فَاصْحُ فِي كُلِّ شَيْءٍ. احْتَمِلِ الْمَشَقَّاتِ. اعْمَلْ عَمَلَ الْمُبَشِّرِ. تَمِّمْ خِدْمَتَكَ." (٢ تي ٤: ١ - ٥ )
وفسر المقصود بالوصايا الواردة في هذا النص، وهي:
١- اكْرِزْ بِالْكَلِمَةِ: الانجيل في لسانك دائمًا.
٢- وَبِّخِ: توبيخ فعل الخطية.
٣- عِظْ: تَوِّب الناس ولذلك يجب أن تَتُوب أنت أولًا.
٤- وَقْتٌ لاَ يَحْتَمِلُونَ فِيهِ التَّعْلِيمَ الصَّحِيحَ: وهذا ليس جديدًا منذ القرن الأول.
٥- يَنْحَرِفُونَ إِلَى الْخُرَافَاتِ: وهو ما نراه اليوم من خرافات مثل المثلية - والإلحاد.
٦- أَمَّا أَنْتَ: أي أن هذا التزام على كل خادم.
٧- فَاصْحُ فِي كُلِّ شَيْءٍ: كن متيقظًا في كل أمور الخدمة.
٨- احْتَمِلِ الْمَشَقَّاتِ: مشقات الخدمة كثيرة.
٩- اعْمَلْ عَمَلَ الْمُبَشِّرِ: أي يكون حضورك مفرحًا.
١٠- وأخيرًا تَمِّمْ خِدْمَتَكَ.
تعريف الخدمة:
١- وزنة: كمثل الوزنات تتاجر بها وتربح
وإذا كنت مثل صاحب الوزنة الواحدة ولم تتاجر تُوبَخ.
٢- الخدمة مسؤولية: سؤال خطير يسأله رب المجد "أَعْطِ حِسَابَ وَكَالَتِكَ" (لو ١٦: ٢) أيما كانت خدمتك.
٣- الخدمة فرحة: فهي مثلث (وزنة - مسئولية - فرحة). وبمعني آخر:
- وزنة = أمانة
- مسؤولية = اختيار
- فرحة = استثمار الوقت
علامات الخادم:
١- شاهد صحيح للمسيح: وتأتي كلمة صحيح من صحته الروحية، القديس بوليكاربوس كان عمره ٨٦ سنة وطلبوا منه إنكار المسيح فقال: "لي معه ٨٦ سنة ولم يفعل بي شرًّا فكيف أنكر سيدي!؟". وأطلقوا عليه الوحوش، لكن ذكراه باقية إلى الآن.
٢- معلم قوي عن المسيح: يجب أن يكون عارفًا بالكتاب ومميزًا في توصيل المعلومة.
٣- محب عظيم لأجل المسيح: قلوب الخدام يجب أن تتسع للجميع، فقلب الخادم يُشَبَّه بالرمان كله حبات تشبه القلوب، في داخله يحب الجميع.
ماذا يحتاج الخادم ليصبح خادمًا:
١- خبرة المكان: تدخل مخدعك وتأخذ خبرة الوقوف أمام الله ويمكن أن تبدأ حتى لو بخمس دقائق.
٢- خبرة الزمان: تستفيد بوقتك مع الله تسبيح، ميطانيات، وتقول ليت لي جناحًا كالحمامة فأطير وأستريح (في الله).
٣- خبرة الكيان: كيانك كله كتابك المقدس وتكون جاهزً دائمًا بكلمة الله. "لِكُلِّ كَمَال رَأَيْتُ حَدًّا، أَمَّا وَصِيَّتُكَ فَوَاسِعَةٌ جِدًّا." (مز ١١٩: ٩٦)
خمس صفات تنجح خدمة الخادم:
١- مشبع للروح: يكون ملمًّا بكتب الكنيسة وتراثها وطقوسها.
٢- ممتع الحضور: خادم مفرح، يبتكر في الخدمة، يحفظ أسماء أولاده، رقيق.
٣- الخادم مثقف: ملم بأمور كثيرة روحية وثقافية واجتماعي. مثلًا يجب على أولادنا الإلمام بالكنائس الأخرى (السريانية - الأرمينية).
٤- قلبه متسع: يهتم ويصبر على الناس، فالسيد المسيح صبر على معلمنا بطرس، وبعد القيامة سأله ثلاث مرات أتحبني وهذا بعد إنكاره له.
٥- متعدد الجوانب:
- في الدرس: ملتزم
- في الرحلة: منطلق ومفرح
- في التسبيح: صورة المسيح
- في الافتقاد: مشجع
وعقب الكلمة أجاب قداسته على أسئلة الخدام. قبل أن ينهي الاجتماع بالصلاة والبركة الختامية.