( 1842- 1896 )
إعداد/ ماجد كامل
يمثل الخطيب والمفكر والزجال الكبير عبد الله النديم حلقة هامة في تاريخ الحركة الوطنية في مصر . أما عن عبد الله النديم نفسه ، فلقد ولد في 10 ديسمبر 1845 بالاسكندرية من أسرة فقيرة ، ولقد تعلم في الكتاب حيث كان يوجد معلم قدير علمه مباديء الخطابة والإنشاء ، كما شجعه علي القراءة والاطلاع . ثم نزح الي القاهرة حيث عمل عامل تلغراف ؛ولقد تاثر بجمال الدين الافغاني كثيرا ، ثم تحول الي العمل الصحفي ، فكتب عدة مقالات للمحروسة ؛والعصر الجديد ، ومصر ؛والتجارة . وفي عام 1881 بدأ في نشر جريدته الخاصة " التنكيت والتبكيت " ثم "الطائف " وناصر الزعيم أحمد عرابي ، وبسبب كفاحه في الثورة العرابية ، تم نفيه الي يافا لمدة سنة ، حتي دعاه الخديوي عباس حلمي الثاني للعودة الي مصر ، وخلال الفترة من (1892- 1893 ) نشر مجلة " الاستاذ " فأتهمته السلطات البريطانية بالتعصب ؛وتم نفيه للمرة الثانية الي أسطنبول ، حيث الحقته الحكومة العثمانية بوزارة التعليم ، وبعد ذلك عمل مفتشا للمطبوعات ؛حتي توفي هناك في 11 اكتوبر 1896 عن عمر يناهز 54 عاما .
وبالرغم من وفاته في سن مبكرة ؛ إلا انه أثري المكتبة المصرية بالعديد من المؤلفات القيمة ، ولكن للاسف الشديد تم فقد جزء كبير منها ؛ولكن تمكن شقيقه عبد الفتاح نديم بالاشتراك مع صديقه محمود افندي واصف من جمع ما تبقي من مؤلفاته وطبعوه في كتاب بعنوان "سلافة النديم في منتخبات السيد عبد الله النديم
أما عن قائمة مؤلفات عبد الله النديم ، يذكر الدكتور "علي الحديدي " في كتابه "عبد الله النديم خطيب الوطنية " انه لا يمكن تحديد عدد الكتب التي ألفها النديم بكل دقة ، فلقد ضاع الكثير منها وهي مازالت مخطوطة ، ولكن من واقع المؤلفات التي وصلت الينا بالفعل قام الدكتور الحديدي بتقسيمها الي ست مراحل هي :-
اولا :- المرحلة الأولي :- منذ نشأته حتي آخر عام 1878 :-
1- ديوان شعر صغير وهو مفقود
2- ديوان شعر متوسط وهو مفقود ايضا
3- مجموعة كبيرة من الرسائل الأدبية كتبها في صباه نذكر منها "لواء النصر في أدباء العصر" – "التنور المسحور في المفاخرة بين السفينة والوابور" – "طالع الكرامة بحسن السلامة " – " حفظ الودائع لدرر البدائع –"تنبيه اللبيب وتسلية الحبيب " ..... الخ وهذه كلها موجودة في كتاب "سلافة النديم "
4- مجموعة أخري من الرسائل جمعها تحت عنوان "رياض الرسائل وحياض الوسائل "
ثانيا:- المرحلة الثانية :- من عام 1879- 1881 :-
1- جريدة التنكيت والتبكيت
2- تمثيلية الوطن وطالع التوفيق
3- تمثيلية "العرب" وهي مفقودة
4- آثار الإنسانية في تاريخ الجمعية الخيرية الإسلامية " وهو مفقود ايضا
ثالثا :- المرحلة الثالثة :- 1881- 1882 :-
وهي مرحلة الثورة العرابية وتشمل :-
1- جريدة الطائف
2- مقابلة النظير وهو كتاب سياسي في أربعة أجزاء "مفقود"
رابعا :- المرحلة الرابعة :- 1882- 1892 :-
وهي مرحلة الاختفاء وتشمل :-
1- كتاب "كان ويكون" في 3 أجزاء
2- مجموعة من الخطابات المطولة لأصدقائه بعضها موجود بجريدة "الأستاذ"
3- مجموعة رسائل إلي الزعيم أحمد عرابي بسيلان
4- عشرون كتابا كتبها أثناء الأختفاء وكلها مفقودة
خامسا:- المرحلة الخامسة :- 1892- 1893 :-
وهي مرحلة الجهاد ضد الاستعمار البريطاني وتشمل :-
1- جريدة "الأستاذ
2- التحفة السنية بالأفراح الرياضية
3- آداب رمضان وهو ملحق كتيب كان يوزع مع الأستاذ
سادسا :- المرحلة السادسة :- 1893- 1896
وهي المرحلة الأخيرة من حياته التي قضاها في المنفي وتشمل :-
1- كتاب "المسامير" في ثلاثة أجزاء وقد طبع منه جزء واحد
2- قام بعض أصدقائه بجمع بعض مقالاته ورسائله وفصلا من مسرحية "الوطن وطالع التوفيق" وأصدروها في كتاب أطلقوا عليه "سلافة النديم" طبع في جزئين وصدر بترجمة له بقلم صديق عمره أحمد سمير
وإذا ما حاولنا أن نقدم قراءة سريعة في فكر عبد الله النديم ، نجد مفهوم الوطنية عنده أحتلت قيمة كبيرة عنده ؛فلقد كان لعبد النديم دور كبير في إرساء دعائم الحركة الوطنية في مصر ؛ وذلك من خلال كتابته في مجلتي "التنكيت والتبكيت" و"الاستاذ" ، كذلك من خلال خطبه ؛فلقد أمن بعدة مباديء حرص علي تنفيذها في كفاحه الوطني نذكر منها :-
1- الا يستعمل الجيش مطلقا في حركته بل يجعل جل اعتماده علي الرأي العام الذي يمكن تنميته بالتربية الوطنية والأخلاقية للشعب حتي يتكون منه قوة تكون ركيزة للحركة الوطنية
2- الا يعادي الخديوي حتي لا تنقسم الأمة كما حدث بين العرابيين والخديوي توفيق ؛فيضطر الخديوي لكي لا يفقد عرشه الإنضمام للقوي القوي الاجنبية ضد الوطنيين
3- الا ييأس مطلقا من طريق الكفاح الشاق الطويل مهما طالت المقاومة لأن اليأس طريق الهزيمة الاكيد
4- ألا يطمئن للانجليز بل يحذر من خداعهم ودسائسهم التي كان لها دخل كبير في إخفاق الثورة ووقوع الاحتلال .
وفي العدد الأول لمجلة "الاستاذ" الصادر في 24 اغسطس 1892 ؛وفي مقال بعنوان "فصل في الأخلاق والعادات" كتب يقول في تعريف معني الوطنية ( الوطنية تجمع أجناسا شتي يدعوهم حب الوطن إلي توحيد المعاملة والسير في في كل ما من شأنه حفظ الوطن وعماره وانتظامه وامتداد تجارته وتحسين صناعته لا يفرق بينهم جنس ولا دين لسير الجميع خلف مقصد واحد )
وتتضح معالم الوطنية عند النديم كما يحددها الدكتور الجميعي في النقاط التالية :-
1- عدم إدخال الدين ضمن مقومات الوطنية ؛واعتبار الوطنية فوق كل الخلافات الدينية ؛ثم محاولة نفي تهمة التعصب عنه وعن كل المصريين عموما
2- استخدامه كلمة الوطنية بدلا من كلمة القومية حيث انها لم تعرف كمصطلح سياسي في ذلك الوقت
3- الربط بين فكرة الوطني ومحتواها حيث ذكر ان الحياة الوطنية لا تتحق الا بانتشار المعارف والصنائع في الأمة
4- دعوته الي احتكاك الأفكار وتبادلها بين أبناء الوطن حتي يتبين لهم النافع من الضار
4- ان الوطنية توجه الأفكار وتبعث الهمم العالية لدرجة الجود بالنفس والتضحية بكل غال ونفيس من أجل الوطن .
بعض مصادر ومراجع المقالة :-
1- أرثر جولد شميث الأبن :- قاموس تراجم مصر الحديثة ؛ ترجمة وتحقيق عبد الوهاب بكر ؛ المشروع القومي للترجمة ؛ المجلس الاعلي للثقافة ؛ الكتاب رقم ( 521 ) ؛ الطبعة الأولي 2003 ؛ صفحة ( 732- 736 ) .
2- صلاح عبد الصبور :- قصة الضمير المصري الحديث ؛ كتاب الاذاعة والتلفزيون ؛ الصفحات من ( 73- 96 ) .
3- عبد الله النديم – ويكبيديا .
4- ماجد كامل :- عبد الله النديم الثورة العرابية'> خطيب الثورة العرابية ؛ مؤسسة المصري لدراسات المواطنة وثقافة الحوار ؛ سلسلة (بناة المواطنة ) .