محرر الأقباط متحـدون
يتخوف اللبنانيون من اتساع رقعة النزاع الإسرائيلي الفلسطيني ليشمل بلداناً أخرى في المنطقة يكون لبنان أولها، خصوصا مع الحديث عن إمكانية تدخل جماعة حزب الله في الحرب. وسط هذه المخاوف أجرى موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني مقابلة مع رئيس رابطة كاريتاس لبنان الأب ميشيل عبود الذي سلط الضوء على جهود تبذلها الهيئة الخيرية الكاثوليكية من أجل توفير الضيافة للمهجرين، مع أنه لم يخف قلقه حيال العديد الكبير للنازحين السوريين في لبنان.
استهل الأب عبود حديثه لموقعنا الإلكتروني لافتا إلى أن جميع اللبنانيين وبغض النظر عن انتماءاتهم الطائفية لا يريدون صراعاً جديداً، قائلا إن الحرب يجب ألا تدخل إلى لبنان. وتوقف عند أجواء القلق والتوتر التي خيّمت على بلاد الأرز بعد الهجوم الذي نفذته حركة حماس في عمق الأراضي الإسرائيلية يوم السبت الفائت، وفي أعقاب رد الجيش الإسرائيلي الذي يدكّ قطاع غزة بغارات، منذ أكثر من أسبوع، أسفرت عن سقوط مئات القتلى.
بعدها أكد الكاهن اللبناني أن رابطة كاريتاس المحلية تستعد لتوفير الضيافة والمساعدات الإنسانية للمهجرين اللبنانيين الذين يمكن أن ينزحوا عن مناطقهم الجنوبية في حال تأزم الوضع هناك، مع العلم أن تلك المناطق شهدت خلال الأيام الماضية تبادلاً في إطلاق الصواريخ بين ميليشيا حزب الله والجيش الإسرائيلي. وقد أعلن وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال زياد مكاري أن السلطات اللبنانية تدرس إمكانية الاستعداد لاحتمال تأزم الوضع الأمني. ولفت إلى أن الجيش اللبناني ملتزم في دعم الفلسطينيين في غزة، لكنه عازم على الحفاظ على الهدوء على طول الحدود الجنوبية تفادياً لاندلاع حرب جديدة على غرار تلك التي شهدها لبنان عام ٢٠٠٦.
عن هذا الموضوع حدثنا الأب عبود لافتا إلى خشية اللبنانيين من اندلاع حرب جديدة، ومذكرا بأن حرب العام ٢٠٠٦ أدت إلى نزوح أعداد كبيرة من السكان عن المناطق الجنوبية، وقال إن هذا السيناريو سيتكرر في حال وقوع صراع جديد، موضحا أن عدداً من أهالي الجنوب باشروا بمغادرة مناطقهم متوجهين شمالا. وأضاف أن ما يزيد الطين بلة اليوم وجود أكثر من مليوني نازح سوري على الأراضي اللبنانية هربوا من الحرب في بلادهم، مذكراً بأن هذا العدد الهائل يوازي نصف عدد سكان لبنان ومن الصعب جداً استيعابه. وعبر عن قلقه حيال وصول عشرات آلاف الشبان السوريين إلى لبنان خلال الأشهر الماضية، موضحا أن اللبنانيين يتخوفون من إمكانية أن يكون الهدف من مجيء هؤلاء الإعداد لحرب في لبنان. وما يؤكد صحة هذه المخاوف قيام الجيش اللبناني مؤخرا بمصادرة كميات كبيرة من الأسلحة داخل مخيمات النازحين السوريين.
بالعودة إلى الاستعدادات التي تقوم بها هيئة كاريتاس لفت الأب عبود إلى أنها تواصلت مع عدد من المدارس والأديرة لتوفير الضيافة لمهجرين محتملين من الجنوب، كما أنها تسعى إلى توفير المواد الغذائية لهؤلاء. وطالب في هذا السياق بتوفير الأدوية والتمويلات اللازمة لضمان التدفئة خصوصا وأن الشتاء بات على الأبواب. وقال: إذا وقعت الحرب سنكون مستعدين لمساعدة الأشخاص المحتاجين، وإن لم تقع ستُستخدم الأموال والمساعدات لمد يد العون للفقراء، مذكرا في الختام بأن كل ذلك يحصل في وقت يعاني فيه لبنان من أزمة داخلية حادية، لا سابق لها، على الصعيدين الاقتصادي والسياسي.