Johann Lorenz Von Mosheim
( 1693- 1755 )
إعداد / ماجد كامل 
يمثل المؤرخ الالماني العالمي جوهان لورانس موسهيم ( 1693- 1755 ) أهمية كبيرة في تاريخ دراسات تاريخ الكنيسة في العالم كله  ؛فمازالت موسوعته الكبري "تاريخ الكنيسة المسيحية القديمة والحديثة" في ستة كتب ؛تمثل قيمة كبيرة رغم مرور أكثر من 250 سنة  علي كتابتها . أما عن موسهيم نفسه ، فلقد ولد في 9 أكتوبر 1693  بأحدي المدن الالمانية  ،وتدرج في مراحل التعليم المختلفة ؛ثم ألتحق بجامعة كييل University of Kiel عام 1716 ، وحصل علي درجة الماجستير Masters degree عام 1718 ؛وفي عام 1719 أصبح أستاذا للفلسفة في جامعة كييل .ولقد كان أول ظهور له له عام عام 1721 ؛وفي خلال عام 1723 تم تعيينه رئيسا Abbot لأحدي الكنائس في ألمانيا ؛ كما عمل أستاذا في جامعة هيلمستادات Helmestedt  وعندما  تم تشكيل جامعة جونتجين University of Gottington  ، تم تعيينه عميدا لكلية اللاهوت بها  حيث ساهم في وضع اللائحة الأساسية للكلية بها  ، وفي خلال عام 1747  ، تم تعيينه مستشارا Chancellor بالجامعة ، وفي عام 1848  وعندما قام ملك بريطانيا العظمي جورج الثاني George 11of the Great Britain  بزيارة الجامعة كان موسهيم  هو المسؤلresponsible  عن ترتيب برنامج الزيارة للملك. ولقد أستمر في العمل والكتابة والتأليف حتي توفي في  9 سبتمبر 1755 في غوتنغن عن عمر يناهز 62 عاما قضاها كلها في الكتابة والتأليف في مجال التاريخ الكنسي . ولقد ذكرت بعض المراجع أنه  كتب حوالي 85 كتابا باللغات اللاتينية والألمانية  .
 
أما عن كتابه العمدة " تاريخ الكنيسة المسيحية القديمة والحديثة " ؛ فهو موسوعة تاريخبة ضخمة ، يتكون من ستة كتب ؛تقسيمها كالتالي :- 
1- الكتاب الأول :- من ميلادالسيد المسيح إلي قسطنطين الكبير من سنة 4 ق.م إلي 312م .
2- الكتاب الثاني :- من قسطنطين الكبير إلي شارلمان  الكبير من  313 م إلي 800 .
3- الكتاب الثالث :- من شارلمان  الكبير إلي بدايةالإصلاح  سنة 800 إلي سنة 1517 .
4- الكتاب الرابع :-  من الإصلاح إلي القرن السابع عشر .
5- الكتاب الخامس :- القرن الثامن عشر .
 
والجدير بالذكر أن الموسوعة الأصلية لموسهيم تقف عند القرن الثامن عشر  ، ثم قام المترجم باستكمال الموسوعة بداية من صفحة 700 بعنوان تلخيص مختصر تاريخ القرن التاسع عشر   في الترجمة العربية  حتي وصل بها الي نهاية  الكتاب السادس  صفحة 853 ويشمل :- 
6- الكتاب السادس : - القرن التاسع عشر مع جداول الملوك والبطاركة والبابوات والمجامع .
ولقد تمت ترجمة الكتاب من الأصل اللاتيني إلي اللغة الأنجليزية علي يد العلامة يعقوب مردوك الأمريكاني مع شرح وملاحظات عديدة ، ثم ترجم إلي اللغة العربية علي يد القس هنري هرس جسب ، وطبع في المطبعة الأمريكية ببيروت خلال عام 1875 م .
 
ويذكر المترجم هنري هرس جسب في مقدمة الكتاب عن قيمة وأهمية هذه الموسوعة فيقول " لم نجد بين الكتب الانجليزية والجرمانية كتابا أوفق للغاية من كل الأوجه من كتاب موسهيم هذا الموجود في ثلاث مجلدات كبري مع حواشي مستطيلة في لغات مختلفة وأشارات إلي مئات من الكتب الرومانية واليونانية والبروتستانية التي راجعها ودرسها باعتناء لا مزيد عليه من هذا المؤلف الشهير الخالي من التعصب والمنصف والمعتدل في الكلام والأفكار . غير أنه لا يخفي ما هي صعوبة ترجمة كتاب عن ترجمة لأن الأصل اللاتيني لم يصل ليدنا فكان الاعتماد علي الترجمة الانجليزية الشهيرة الواضحة " . 
ولقد كتب عن هذا الكتاب أيضا المؤرخ الأمريكي العالمي هاري المر بارنز Hary Elmer Barnes  ( 1889- 1968 ) ( راجع مقالنا عنه علي صفحة الأقباط متحدون بتاريخ  يوم الثلاثاء 25  أغسطس 2020 علي صفحة الأقباط متحدون ) في موسوعته الخالدة "تاريخ الكتابة التاريخية ؛ الجزء الاول " حيث قال عنه  "وكان أن أقترب عصر الجدل الديني من نهايته عندما ظهر اتجاه جديد كان بمثابة البداية للتاريخ العلمي للكنيسة . واتضح هذا الاتجاه في اعمال يوحنا فون فوشيم . وهو أستاذ جامعي بارز في علم اللاهوت وتاريخ الكنيسة .
 
وقد ألف عددا من الكتب في حقل تخصصه ، ولكن أتم هذه المؤلفات كان كتابه " مباديء وأسس التاريخ الكنسي القديم والحديث " الذي ظهر سنة 1755 م . ذلك أنه جمع في كتابه بين طول الباع بتعاليم المذهب البروتستنانتي والنظرة البروتستانية إلي تاريخ الكنيسة ، وأخرج ذلك في مجلد ضخم قصد به أن يكون مرجعا للدراسة الجامعية في ذلك الميدان وتميز هذا الكتاب باعتدال لهجته واقترب نوعا من المذهب العقلاني ؛ولو أنه لم يشارك مطلقا العقلانيين في نقدهم لأسس العقيدة المسيحية Supernaturalism  وهي الفكرة التي أخذ بها الكاثوليك والبروتسانية تاريخ الكنيسة  .
 
والملاحظ أنه كان ضعيفا في معالجته للعصور الوسطي ليس فقط بسبب نظرته إلي تلك العصور من الوجهة البروتستانية  ، وأنما لأنه تجاهل أمورا بالغة الأهمية مثل قانون الكنيسة ونظم إدارتها . هذا إلي ان روايته عن أسباب حركة الإصلاح الديني وتطورها اعتمد تماما علي تفسيرات البروتستانت . ومع ذلك فان حديثه عن الثورة البروتستانية جاء معتدلا ومتزنا . والحق  أن كتابه هذا يمثل أتم كتاب في موضوعه قدمه مؤرخ  بروتساتني سابق " ( لمزيد من التفاصيل راجع الكتاب السابق ذكره ؛ صفحة  191 )
والجدير بالذكر أن الطالب الاكليركي وهيب عطا الله جرجس (المتنيح الأنبا غريغوريوس أسقف البحث العلمي فيما بعد )  (  1919- 2001 ) قد قدم مذكرة إلي المتنيح الأرشيدياكون القديس حبيب جرجس (1876- 1951 ) بتاريخ 2 فبراير 1939 ؛ وفي الباب الثاني وتحت عنوان "مناهج الدراسة " وتحت عنوان فرعي "تاريخ الكنيسة " طالب بضرورة تدريس كتاب موسهيم ضمن مقررات الدراسة بالكلية الاكليركية حيث قال "  تقرر كتب تاريخية أخري غير الخريدة النفيسة ككتاب القس منسي يوحنا وكتاب مدام بوتشر وكتاب ابن العبري وكتاب موسهيم المؤرخ البروتستانتي . ( موسوعة الأنبا غريغوريوس :- التعليم الديني والكلية الإكليركية ومدارس التربية الكنسية ؛ جمعية الأنبا غريغوريوس ؛ الجزء رقم 36 ؛ صفحة 81 ) .
 
والجدير بالذكر أنه قد صدر منها طبعة حديثة لهذه  الموسوعة  عن تاريخ الكنيسة ؛كذلك توجد توجد للترجمة العربية نسخة PDF . 
 
بعض مصادر ومراجع المقالة :-
1- Johann Lorenz von Mosheim – Wikipedia
2- Johann Lorenz von Mosheim / German theologian /Britannica .com
3- Johann Loeronz von Mosheim – Oxford Reference
4- Moshiem .Johann Lorenz .1694- 1755 the online Books Page
5- Johann Lorenz von Mosheim – Wiki data  
Johann Loranz von Mosheim – Google Arts and Colure6- 
6-Mosheim ,Johanns Lorenz 1649- 1755  
7- Johann Lorenz von Mosheim Books / List of Books 
8- الأنبا غريغوريوس :- التعليم الديني والكلية الاكليركية ومدارس التربية الكنسية ؛  جمعية الأنبا غريغوريوس ؛ الجزء رقم 36 ؛صفحة 81 .
9- يوحنا لورانس فان موسهيم :- تاريخ الكنيسة القديمة والحديثة  في ستة كتب ؛ ترجمة القس هنري هرس جسب الأمريكي ؛المطبعة الاميركية بيروت 1875م .
10- هاري المر بارنز :- تاريخ الكتابة التاريخية ؛ الجزء الاول ؛ ترجمة محمد عبد الرحمن برج ؛ مراجعة سعيد عبد الفتاح عاشور ؛ الهيئة المصرية العامة للكتاب ؛ 1948 ؛ صفحة 191 .