ياسر أيوب
كان من الممكن أن يكتفى الكساندر تشيفرين، رئيس الاتحاد الأوروبى لكرة القدم، بتضامنه الشخصى مع إسرائيل ولا يضطر للتراجع عن قرار سابق بالسماح للبنات الروسيات تحت 17 سنة بالمشاركة فى بطولة أوروبا.. لكن من الواضح أن الرجل لا يريد أن يترك أى مساحة للظنون والشك فى ولائه الأعمى وطاعته المطلقة للغرب.
وبعيدا عن أن الاتحاد الأوروبى لكرة القدم لم يصدر حتى أمس الأول أى بيانات رسمية بشأن الحرب فى غزة واكتفى بتأجيل مباريات إسرائيل فى تصفيات أمم أوروبا 2024.. فقرر تشيفرين أن يكتب رسالة شخصية تضامن فيها مع إسرائيل وأرسلها لموشيه زواريس، رئيس اتحاد الكرة الإسرائيلى.. ولم يكن تشيفرين ليجد أفضل وأقوى من هذه الرسالة ليحتفظ بثقة كبار الغرب وقادته.
لكنه من باب الاحتياط والسلامة تراجع أيضا عن قراره السابق منذ أيام بمشاركة بنات روسيا فى بطولة أوروبا.. ولم يكن قرارا شخصيا من تشيفرين وحده كرئيس للاتحاد الأوروبى إنما قرار رسمى لمجلس إدارة الاتحاد.. ودافع تشيفرين وقتها عن هذا القرار مؤكدا أنه لا يجوز معاقبة الصغار على جرائم الكبار، وأن بنات روسيا الصغيرات ليست لهن علاقة بما قامت به روسيا فى أوكرانيا.
وكلام آخر كثير وجميل لا يفتقد العقل والمنطق أو الحكمة والإنسانية أيضا.. وبعد أيام قليلة.. أعلن الاتحاد الأوروبى لكرة القدم عجزه عن أن يجد مكانا لروسيا فى تصفيات بطولة تحت 17 سنة، وبالتالى لم يعد ممكنا أن تشارك فيها روسيا.. ولم يجد تشيفرين أى حرج فى أن يعلن ذلك وينسى كل ما قاله قبل أيام.. ولم يكن مثل السويدى كارل إريك نيلسون، نائب رئيس الاتحاد الأوروبى، الذى لم يغير رأيه بشأن مشاركة الروسيات الصغيرات رغم حرب الإعلام السويدى والأوروبى ضده بضراوة وشراسة، وفضل أن يستقيل من منصبه كرئيس للاتحاد الرياضى العام فى السويد.
وأظن أنه سيفقد قريبا منصبه كنائب لرئيس اتحاد أوروبا بعدما وافق على مشاركة الروسيات فى بطولة أوروبا.. ومن غرائب موقف تشيفرين، سواء مع غزة أو روسيا، أنه رجل قانون ومارس المحاماة طويلا باحثا عن الحق والعدالة رافضا أى اتهامات دون وقائع وأدلة حقيقية.. وهو من مواليد سلوفينيا، وحين كبر حمل السلاح وانضم لجيش سلوفينيا الشعبى دفاعا عن حق سلوفينيا فى الحياة كدولة مستقلة وحق أهلها فى ألا يحملوا أى علم غير العلم السلوفينى.
لكنه يرفض الآن نفس هذا الحق للفلسطينيين فى تناقض فادح وفاضح.. كما أنه خاض فى إبريل الماضى انتخابات دون منافسة ليبقى رئيسا للاتحاد الأوروبى حتى 2027، وهو ما يعنى أنه لم يكن مضطرا لكل ذلك.
نقلا عن المصرى اليوم