ياسر أيوب
لم تكن خسارة الحرب في يونيو 1967 هي السبب الوحيد لتوقف بطولة كأس العرب لكرة القدم.. البطولة التي كانت مجرد فكرة وحلم لجورج دباس بعد توليه رئاسة الاتحاد اللبنانى لكرة القدم في 1962.. ولم تستجب لدعوة جورج سوى 4 بلدان عربية فقط.. سوريا والأردن وتونس والكويت، بالإضافة إلى لبنان الذي استضاف الدورة الأولى في إبريل 1963.. وسواء لخلافات سياسية حادة معلنة أو سرية وكبرياء كروى لم يقبل المشاركة في بطولة فكر فيها ودعا إليها لبنان الذي لا يملك تاريخًا كرويًا طويلًا.. غابت عن البطولة بلدان عربية كثيرة، مثل مصر والجزائر والمغرب والسودان والسعودية وليبيا.. وفى ثلاث دورات لهذه البطولة.. 1963 في لبنان، و1964 في الكويت، و1966 في العراق.. لم تشارك سوى 8 بلدان عربية فقط، وفازت تونس بالدورة الأولى، والعراق بالدورتين الثانية والثالثة.. وكان من الطبيعى أن تتوقف البطولة بعد حرب 1967، رغم أن خسارة تلك الحرب أنهت معظم الخلافات السياسية العربية..
ولأن العرب، بعد خسارة الحرب ورغم مرارة وقسوة الهزيمة في مصر وسوريا والأردن، شعروا بأنهم خذلوا فلسطين بهزيمتهم.. فلم يترددوا في قبول دعوة سعيد السبع، رئيس المجلس الأعلى لرعاية الشباب في فلسطين، لإقامة بطولة كروية جديدة تحمل اسم كأس فلسطين.. وفى الأول من يناير 1972 بدأت هذه البطولة الجديدة في بغداد بمشاركة 8 بلدان عربية.. العراق ومصر وسوريا والجزائر وليبيا والكويت واليمن وقطر، بالإضافة لمنتخب فلسطين التي تحمل اسمها البطولة كلها.. فالهدف لم يكن فقط الاعتزاز بفلسطين إنما الإبقاء على اسمها ملء الأفق حتى ولو بكرة القدم.. وفازت مصر بالبطولة الأولى..
واستضافت ليبيا البطولة الثانية في أغسطس 1973.. التي فازت بها تونس.. ولأن التعليمات السرية للصحف المصرية وقتها بإطالة الحديث عن كرة القدم وأخبارها وحكاياتها لإقناع إسرائيل بأن المصريين تفرغوا لكرة القدم ولا ينوون خوض أي حرب جديدة.. فقد كان غضب الجمهور المصرى هائلًا لخسارة منتخبهم أمام تونس ثم سوريا بقدر ما كانت فرحة الذين فازوا.. وتوالت بعدها تعليقات بأن العرب يفرحون بالانتصار أو يحزنون للخسارة في كأس فلسطين أكثر من حزنهم على ضياع فلسطين نفسها.. واستضافت تونس البطولة الثالثة في ديسمبر 1975 وفازت بها مصر، وكانت آخر بطولة تحمل اسم فلسطين.. لم يعد العرب يرون ضرورة لاستمرار هذه البطولة دون إعلان الأسباب الحقيقية لذلك.. فهل كان انتصار أكتوبر بديلًا أجمل لبطولة كروية تحمل اسم فلسطين.. أم أن الخلافات السياسية عادت من جديد وكانت نتيجتها خفوت اسم فلسطين وإنهاء بطولة كانت تحمل اسم كأس فلسطين.
نقلا عن المصرى اليوم