د. عوض شفيق
مجلس الأمن المختص بحفظ السلام والأمن الدوليين خطف الإنسانية رهينة لديه برفضه قرار وقف إطلاق النار طويل الأمد لأغراض إنسانية، وإدانة الهجمات العشوائية واستهداف المدنيين من سكان غزة  فلسطين الأصليين والأعيان المدنية والمرافق والمستشفيات والانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي الإنساني التي تشكل جرائم حرب وجرائم دولية أخرى.  

لا يوجد أحد من دول أعضاء مجلس الأمن يستحق التطويب لعدم صناعته السلام وصيانته، خطفوا الإنسانية رهينة لديهم بسبب عدم إدانة حركة الجهاد الإسلامي "حماس" التي أعلن مسؤولون السلطة التنفيذية الفلسطينية  بأنهم لا يمثلون الشعب الفلسطيني!

المعارضون والذين كانوا ضد مشروع القرار الروسى يطالبون بإدانة حركة حماس ككيان إرهابي وينبغي ادراجه في قائمة المنظمات والكيانات الإرهابية مثل باقي المنظمات "داعش" والقاعدة وطالبان. ومن ثم يوافقون على قرار الإنسانية.

لا يجوز تسيس الإنسانية وتجزؤها إلى إنسانية غربية إسرائيلية وأمريكية وإنسانية عربية وشرقية. عندما تم وضع قواعد الإنسانية لم يفرق بين دول ولم يوضع لأجل دول بل وُضع لأجل البشرية وليس للدول, فليس من حقها خطف الإنسانية وجعلها رهينة لحين إدانة حركة حماس التي تعتقد أنها حركة من حركات التحرير الوطني وليست حركة إرهابية. في حين أن المقاومة وحركات التحرير الوطني مقننة منذ 1977 وخاضعة لشروط وأحكام ومطالبة بتنفيذ أحكام القانون الدولي الإنساني. وتخضع لأحكام القانون الجنائي الدولي والوطني في معاقبة سلوكياتها الإجرامية التي ترتكبها أثناء النزاع المسلح الدولي (المادة1المشتركة في اتفاقيات جنيف الأربعة ) وفى النزاعات المسلحة غير الدولية كجماعات مسلحة التابعة للدولة أو غير التابعة للدولة وأيا كانت مسمياتها (المادة 3 المشتركة في اتفاقيات جنيف الأربعة).

دوافع حركات التحرير الوطني المسلحة تخضع لأحكام القانون الدولي الإنساني في تقييم سلوكها القتالي بأنه لا يجوز لها خطف وقتل مدنيين وعسكريين وعدم اطلاق هجمات عشوائية، والعنصر الحاسم المشترك الذى يحدده القانون بأنه قتال مسلح دولي أو غير دولي، أو إرهاب مسلح دولي أو غير دولي  هو "بث الذعر والرعب في نفوس السكان المدنيين"، في النزاعات المسلحة الدولية/وغير الدولية.

خطفوا الإنسانية وبثوا الرعب والذعر في نفوسنا وللمشاركين في كافة الأعمال القتالية بين حماس وإسرائيل وللمشاهدين والمتابعين لأحداث غزة، ومطلوب منا أن نحترم المجتمع الدولي للدول والجماعات الإرهابية الت تطلق وعودها بالتدمير للإنسانية والبشرية.

ليس هذا الكلام استعطافا وإشفاقا لأجل استرداد وارجاع الإنسانية ، كلا، بل هو رسم الخطوط العريضة والعناصر القانونية المادية والمعنوية لملاحقتكم ومقاضاتكم لارتكاب جرائم ضد الإنسانية.

ونتيجة لكل ما سبق، ردت إسرائيل على تقاعس مجلس الأمن باستهداف المستشفى المعمدانى والمرخص بها من الصليب الأحمر كملاذا آمنا  في غزة مساء اليوم، لزيادة المأساة الإنسانية.

لا تطويب ولا تمجيد لأعمال الحركات الإرهابية ... ولا تطويب لمن يقم بصناعة السلام
وحتى لو قام أحد بصناعة السلام لا يجوز منحه جائزة نوبل للسلام
لأنه لا سلام بدون مساءلة عن أفعالكم اللاإنسانية.
د. عوض شفيق