الحرية و الديمقراطية
د. وديع منصور (دياكون موريس)

كمهاجرين من العالم الثالث لقد جئنا إلى الغرب سعيا وراء الحرية المسؤولة و الديمقراطية و المساواة.  و هي قيم مسيحية و أنجيلية بالأساس،  يجب على الكنيسة أن تشجعها وتنفذها.

و بالتأكيد فإن أولادنا من الجيل الثاني و الثالث يمارسون هذه الحرية و الديمقراطية والمساواة في المدرسة و الجامعة و العمل.

فعندما يصطدمون بممارسات دكتاتورية في الكنيسة او ديموقراطية كاذبة شبيهة بديموقراطيات العالم الثالث،  يكون حكم الفرد فيها هو الأساس مع مظاهر كاذبة للديموقراطية كالانتخابات الشكلية (انتخابات الحزب الوطني)، بل قد يتدنى الوضع حتى يطلب احد الكهنة او الأساقفة بأشياء ضد القانون مثل منع ترشيح بعض الأشخاص بدون سند قانوني . او الترشيح بالتزكية من الكاهن او الأب الاسقف تحت مبدأ (ابن الطاعة تحل عليه البركة)، و هي ممارسات تضرب قانونية الانتخابات في مقتل و تؤدي إلى الغاؤها بل قد تؤدي الى الوقوع تحت طائلة القانون.

وعندما يكون مجرد إبداء الرأي هو جريمة و كبرياء و عدم طاعة و تهديد لسلام ووحدة الكنيسة.  و عدم مواجهة الرأي بالرأي ، بل مواجهة الرأي بالاتهامات الكاذبة و الاغتيال المعنوي و الشيطنة.

و عندما تتميز إدارة الكنيسة فى بعض الكنائس بعدم الشفافية و عدم الوضوح و عدم تبادل المعلومات،  بل قد يصل الحد أن يقترح أحدهم أن تتم بعض التعاملات المالية للكنيسة مثل البناء او الإنشاءات او المشتريات بشكل غير رسمي و غير قانوني.

عندما يواجه أولادنا هذه الممارسات فإنهم يدركون أنهم اما يعيشون في العصور الوسطي المظلمة للكنيسة في أوروبا،  أو أنهم لا زالوا يعيشون في أحد مجتمعات العالم الثالث،  فيتركون الكنيسة لأنهم يشعرون أنهم لا ينتمون لها،  حيث أن مبادئها و ممارساتها لا تنتمي للمجتمع الذي يعيشون فيه،  أو على أحسن تقدير يحضروا إلى الكنيسة بدون أن يشعروا بالانتماء لها.

يترك أولادنا الكنيسة عندما يشعرون أن بعض الإكليروس يمارسون عليهم السلطة و ليس الأبوة.  

يترك أولادنا الكنيسة عندما يرون بعض الإكليروس قد تحول إلى أنصاف آلهة،  لا يقبلون المناقشة و لا الرأي.

يترك أولادنا الكنيسة عندما يشعرون بالرفض والإحباط و عدم القبول لمجرد أنهم استخدموا حقهم المشروع في إبداء الرأي،  أو تجرأوا أن يرفضوا قرارا يرونه خطأ.  

وهذا أدى الى إننا لا نرى فى كنائسنا اليوم شباب الجيل الذى ولد فى المهجر قبل عام 2000 إلاّ نادرا.

رسالة المسيح هى الحرية و العدالة و المساواة…
هل هذا كان مبدأ المسيح في التعامل مع الآراء المخالفة له؟
+    جاء المسيح ليرد على انتقادات الكتبة و الفريسيين بكل موضوعية و لم يتجاهلها.

+    جاء المسيح ليعلن مساواة كل المؤمنين في البنوة لله.

+    جاء المسيح يتعامل بإحترام و تقدير مع الفئات المنبوذة، مثل الخطاة و العشارين، و النساء، و الأمميين،  و ذوي الأمراض المعدية،  و المجانين.
+    جاء المسيح ليعطينا الإعلان و الشفافية و ليس التعتيم ، فيعلن أن العبد لا يعرف ما يفعل سيده ، و لكننا أبناء الله نعلم فكره. 
+    جاء ليتحاور مع التلاميذ .

+    جاء ليسأله و ليجربه الكتبة و الفريسيين و يرد على أسئلتهم و فخاخههم، بل يمدح بعض اجوبتهم (بالصواب حكمت، لست بعيدا عن ملكوت الله، حقا قلتي انه ليس لك زوج …. الخ)

+    جاء المسيح لكي يحررنا من الشر و الموت و الشيطان و الناموس و العبودية للتدين الشكلى و الرياء (ان حرركم الإبن بالحقيقة تكونون احرارا)
+    جاء بطرس ليعلن أن دوره هو خدمة الكلمة ، و دور الشمامسة هو خدمة الموائد(الأمور الإدارية).  و لم يطلب أن يجمع كل السلطات و الصلاحيات في يده.

+    جاء بولس و اختلف مع بطرس علانية (الشفافية) و لم يلجأ للتعتيم  بدعوى عدم العثرة.