محرر الأقباط متحدون
أجرت وكالة الأنباء الكنسية آسيا نيوز مقابلة مع الأب رائد أبو ساحلية، كاهن رعية القديس أنطونيوس في الرامة، تحدث خلالها عن توترات كبيرة يشهدها الشمال الإسرائيلي، مشيراً إلى أنه لم ير في حياته كلِّها هذا الكم الهائل من الغضب والحقد والدمار.
قال أبو ساحلية إن الحرب الدائرة اليوم في المنطقة بين إسرائيل وحماس، تفوق الصراعات الماضية خطورة، نظرا لحجم العنف الممارس من قبل الطرفين، معربا عن خشيته من أن الجيش الإسرائيلي لن يتوقف قبل القضاء نهائياً على الحركة التي تسيطر على قطاع غزة. وأوضح الكاهن الفلسطيني أن مدينة الرامة تبعد حوالي خمسة عشر كيلومتراً عن الحدود اللبنانية حيث تزداد حدة التوتر يوماً بعد يوم، لافتا إلى أن المقاتلات الحربية الإسرائيلية تحلق في أجواء المنطقة ليلاً نهاراً، كما تقوم المسيرات بمراقبة الوضع الميداني.
في سياق حديثه عن الخسائر البشرية التي تكبدتها إسرائيل مع بداية هجوم مقاتلي حماس في السابع من أكتوبر الجاري، إذ تشير الحصيلة إلى أكثر من ألف وخمسمائة ضحية فضلا عن وجود مائة وخمسين رهينة، قال أبو ساحلية إن ما حصل جاء بمثابة فشل ذريع بالنسبة لإسرائيل لأنه لم يسقط لها هذا العدد الهائل من القتلى من قبل، حتى إبان حرب الأيام الستة، حيث بلغت الحصيلة ثمانمائة ضحية.
وأضاف أنه في شمال البلاد قُتل سبعة إسرائيليين على الأقل نتيجة المواجهات مع جماعة حزب الله اللبنانية. لكن على الرغم من كل ذلك، تابع يقول، إن الرهان على القضاء على حماس من خلال قصف القطاع أو التوغل فيه تترتب عليه مخاطر كبيرة، خصوصا وأن القتال قد ينتقل إلى الأنفاق تحت سطح الأرض. ولفت إلى أنه لم ير، خلال ثمان وخمسين سنة من حياته، هذا الكم الهائل من الغضب والحقد والدمار، فيما تسعى إسرائيل إلى "غسل عارها" أمام العالم والحكومة تحاول أن تتعامل مع مواطنيها الغاضبين والخائفين حيال الخرق الذي تعرضت له المنظومة الدفاعية.
بعدها لفت خادم رعية القديس أنطونيوس في الرامة إلى أن السلطات الإسرائيلية بدأت تمارس الرقابة الإعلامية، مضيفاً أن لا أحد في إسرائيل يجرؤ أن يتحدث عن الأوضاع، كما أن الأنباء التي تبثها وسائل الإعلام باتت موجّهة، وقد يتعرض رواد وسائل التواصل الاجتماعي للتوقيف والاستجواب، كما حصل مع مطربة فلسطينية. وأضاف أن الكنيسيت الإسرائيلي صوت على مشروع قانون يهدف إلى حظر قناة الجزيرة الفضائية ومنعها من نقل الأخبار انطلاقاً من الضفة الغربية، مع العلم أن المحطة تابعة لدولة قطر التي تستضيف زعيم حماس إسماعيل هنية.
تابع أبو ساحلية حديثه لوكالة آسيا نيوز مشيرا إلى أن الناس يشعرون بالخوف الشديد، وقال إن النشاطات الرعوية عُلقت، كما أقفلت المدرسة التابعة لبطريركية اللاتين، ويتابع التلامذة دروسهم عبر الإنترنت، كما حصل خلال الجائحة. وأشار في هذا السياق إلى أن الأطفال يرفعون الصلوات يومياً على نية السلام، لكنه رأى أن كل المؤشرات تسير في الاتجاه المعاكس. وختم متحدثا عما يُسمى بقنبلة ديمغرافية في البطن، أي أنه توجد اليوم خمسون ألف امرأة فلسطينية حامل يقلن: "يمكن أن نخسر عشرة آلاف مقاتل، لكن هناك خمسون ألفاً آخرين سيحلون مكانهم". وأكد أن هذه الظاهرة جديدة على مستوى الشعارات والنداءات التي يسعى من خلالها الفلسطينيون إلى مواجهة الإسرائيليين.