قال السفير فهمي فايد، الأمين العام للمجلس القومي لحقوق الإنسان، إن المنتدى الحواري الإقليمي يأتي في وقت بالغ الأهمية ويتناول موضوعات هامة حول مستقبل التعليم والتثقيف وانعكاسه على حقوق الإنسان في المنطقة العربية من اجل عقد اجتماعي جديد.

 
وأشار “فايد” إلى أنه تم عرض تجربة مصر في تضمين المناهج الدراسية لمبادئ حقوق الإنسان واستحداث مقررات تتناول حقوق الإنسان والقيم واحترام الآخر والتي لاقت ترحيبا واسعا من حاضري المؤتمر وهم نخبة منتقاه من العاملين بمجال التربية والتعليم في المنطقة العربية بالإضافة إلى ممثلين عن الجامعة العربية والمكتب الإقليمي لليونسكو لمنطقه الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وومفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان والمعهد العربي لحقوق الإنسان.
 
وأضاف السفير فهمي فى تصريحات على هامش أعمال المنتدى - أن التجربة المصرية في وضع مقرر دراسي بعنوان "القيم واحترام الآخر" بجميع المراحل الدراسية كانت تجربة رائدة وجاءت نتيجة عمل مجموعة من الابحاث والدراسات لمراجعة كافة المناهج الدراسية اشترك فيها المجلس القومي لحقوق الإنسان منذ عدة سنوات حيث قام المجلس بتشكيل فريق عمل متخصص بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم لعمل مراجعة علمية شاملة للمناهج الدراسية من منظور حقوق الإنسان أسفرت عن بحوث ودراسات حول خصائص مفردات حقوق الإنسان وكيف تتناول الكتب المدرسية في جميع مراحل التعليم تلك الأمور.
 
وأوضح السفير فهمي أن المنتدى ناقش خلال جلساته العديد من الموضوعات منها قضية التمييز وحقوق ذوي الإعاقه والفتيات في المناطق النائية والفئات المهمشة وكيفية تطوير مخرجات التعليم وربطها بسوق العمل وفق تحديات المستقبل، ودور التكنولوجيا في تحسين التعليم، وتحقيق المساواة والعدالة والجودة للجميع في التعليم، فضلا عن مشكلة التسرب من التعليم وتأثير الأوبئة والأزمات على العملية التعليمية.
 
ولفت الأمين العام للمجلس القومي لحقوق الإنسان، إلى تقديم العديد من أوراق العمل من قبل المشاركين بالمنتدى لبحث تلك الأمور والخروج بتوصيات ورؤى يمكن تطبيقها على أرض الواقع في منطقتنا العربية لضمان تربية النشء على مباديء حقوق الإنسان.
 
وأكد أن الدساتير والمواثيق الدولية واتفاقيات حقوق الإنسان أقرت ضرورة تضمين المناهج لمبادئ حقوق الإنسان لتنشئة جيل يفهم تلك المباديء ويطبقها في جميع جوانب حياته، مشيرًا إلى الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة 2030 والذي تحدث عن ضمان التعليم الجيد المنصف والشامل للجميع وتعزيز فرص التعليم مدى الحياه للجميع واهمية ضمان أن يكتسب جميع الدارسين المعارف والمهارات التي تدعم التنمية المستدامة وأن يحقق التعليم التنمية المستدامة ويتبع اساليب العيش المستدام وحقوق الإنسان والمساواة بين الجنسين والترويج لثقافة السلام لدى الطلاب والطالبات ونبذ العنف، وتكريس مبدأ المواطنة العالمية وتقدير التنوع الثقافي وتقدير مساهمة الثقافة في التنميه المستدامة بحلول عام 2030.
 
وضع استراتيجية شاملة
وكشف السفير فهمي، عن بعض التوصيات التي من المقرر أن يصدرها المنتدى وهي ..
 
أولا: ضرورة وضع استراتيجية شاملة لتطوير التعليم وذلك بالتركيز على عناصر الاتاحة والجودة والعدالة وزيادة الانفاق على التعليم.
 
ثانيا: إجراء حوار مجتمعى بين كافه الأطراف في العملية التعليمية بما فيها منظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص مع إعداد بنية تحتية تتناسب مع متطلبات التعليم الإلكتروني وبما يساهم في النهوض بالعملية التعليمية.
 
ثالثا: تطوير المناهج الدراسية في بلداننا العربية بما يمكنها من اداء دورها في غرس قيم حقوق الإنسان في نفوس الطلاب.
 
رابعا: العمل على بناء شخصية الطلاب وتنمية المواهب والمهارات من خلال التدريب اللا صفي على حقوق الإنسان ( وهي مجموعة من الأنشطة الحرة التي لا ترتبط بالمنهج التعليمي في الصفوف الدراسية ولكنها تكمله وتمثل الجانب التطبيقي للمنهج ويمكنها أن تثري العملية التعليمية وتوسع آفاق الطلاب وتعمق أفكارهم ).
 
خامسا: تدريب المعلمين على مباديء حقوق الطفل وأسس التربية الإيجابية.
وقال السفير فهمي إن ورقة العمل التي قدمها المجلس القومي لحقوق الإنسان خلال جلسات المنتدى، دعت إلى ضرورة مراعاة عدد من المباديء بالنسبة لهدف تربية النشء والشباب على مباديء حقوق الإنسان، ومنها ضرورة تعزيز الأنشطة اللاصفية غير التقليدية لتكمل المناهج الدراسية وتستطيع غرس مباديء حقوق الإنسان في نفوس الطلاب بعيدا عن المحتوى النظري.. مشيرا إلى أن الدراسات في هذا المجال أثبتت فاعلية " التعلم بالاستمتاع " والذي يعني توصيل فكرة معينة بطرق غير تقليدية تجعل الطالب يطبق الفكرة ويستمتع بها بما يساعد في فهم تلك الافكار بشكل أسرع.
 
ورش عمل للطلاب
وأضاف أنه يتم عمل ورش عمل للطلاب لتعزيز السلوك الايجابي لديهم لمشاركة الطلاب بشكل فعال في عملية التعليم والتعلم وإتاحة الفرصة لهم لاكتشاف أهمية السلوك الإيجابي بأنفسهم حيث يستطيع الطفل معرفة الأشياء السلبية بنفسه ويقوم بتصحيحها.
 
ولفت إلى أن التربية الايجابية تعتمد على خمسه محاور هي: مساعدة الأطفال على الشعور بالتواصل من خلال الشعور بالقيمة والانتماء الى بلادهم، الاحترام والتشجيع للاطفال والكبار من خلال تطبيق أسلوب الحنان والحزم معا، الاعتماد على نتائج طويلة المدى، الابتعاد عن الطرق العقابية واستبدالها بالاقتناع، تعليم المهارات الاجتماعية والحياتية العامة لتشجيع الأطفال عليها.