محرر الأقباط متحدون
عقب الأحداث المؤلمة في غزّة، أصدر غبطة البطريرك ميشيل صباح، البطريرك الفخري للكنيسة اللّاتينيّة في القدس، سيادة المطران رياح أبو العسل، مطران الكنيسة الأنجليكانيّة الأسقفيّة في القدس والشرق الأوسط، المطران عطاللّه حنا، رئيس اساقفة سبسطيّة للرّوم الأرثوذكس، وسيادة المطران د. منيب يونان، المطران الأسبق للكنيسة الإنجيليّة اللّوثريّة في الأردن والأراضي المقدّسة، والرئيس الفخري لمجلس كنائس الشرق الأوسط، نداءً من أجل السّلام العادل حيث تجدون في التالي نصّه كاملًا.
نحن رعاة ومؤمنون، نضُمُّ صوتنا إلى صوت رعاتنا، بطاركة القدس وأساقفتها، للصلاة والعمل من أجل العدل والسلام. ويهمُّنا الإنسان، كل إنسان، [الإسرائيلي] والفلسطيني. كل إنسان خلقه الله على صورته ومثاله. وإنّا نبكي كل الضحايا ونعزي جميع المنكوبين.
في أقل من أسبوعين قتل ١٥٠٠ [إسرائيلي] و ٣٠٠٠ فلسطيني، بما فيهم أكثر من ألف طفل، وفيهم العاملون فيي الخدمات الطبية والإغاثة الدولية، وفي الصحافة. إننا نندِّد بشدة قتل المدنيين، على الجانبين الفلسطيني و[الإسرائيلي].
إنَّا نشجب الحصار ومنع وصول المساعدات الإنسانية، والخدمات الطبية، وقطع الماء والغذاء والمأوى لمليونين من البشر في غزة، وقد أصبح بينهم اليوم مئات الألوف من المهجَّرين والنازحين. وما زالت القذائف تستهدفهم. هذا عقاب جماعي، وهذه جرائم حرب في القانون الدولي. ولا بد من محاسبة المسؤولين عنها.
لجأت بالأمس مئات العائلات إلى المستشفى الأهلي الأنجليكاني تبحث عن مأوى وحماية، بدل ذلك قتل منهم المئات، وجرح عدد أكبر. أكبر مجزرة في تاريخ غزة منذ ٢٠٠٧. وبحسب منظمة الصحة العالمية، تعرضت المؤسسات الصحية في غزة لأكثر من ١١٥ هجوم من قبل [إسرائيل] في الأسبوعين الأخيرين.
ما يحدث في غزة وفي الأرض المقدسة اليوم ليست عملية عسكرية، بل هو هجوم شامل على الشعب الفلسطيني، ولا مبرر له، لا مبرر لنكبة ثانية تنزل به. إنَّا نوجه نداءنا إلى هيئة الأمم والأسرة الدولية، وإلى من يعتبرون أنفسهم أصدقاء [لإسرائيل] ولفلسطين، أن يبذلوا كل جهودهم وتأثيرهم لوقف التطهير العرقي الجاري، ولتطبيق القانون الدولي، ولإقرار الحقوق الإنسانية للفلسطينيين، و[الإسرائيليين]، ليعيشوا متساوين في العدل والكرامة والأمن في أرضهم.
نسأل الله أن يفتح الأذهان والقلوب، حتى يرى الإنسان أخاه الإنسان، ويتعلَّم من الله سبحانه أنَّ العدل والسلام والمصالحة هي مشيئته الإلهية للجميع. وحينئذ تعود أرض الله فتكون أرضًا مقدسة، وفيها إنسان يسبِّح الله، ويحِبُّ أخاه الإنسان. وإذاك نبدأ زمنًا يقول فيه الكتاب المقدس:
"وَسَيَمسَحُ الله كُلَّ دَمعَةٍ مِن عُيُونِهِم. وَلِلمَوتِ لَن يَبقَى وُجُودٌ بَعدَ الآنِ، وَلَا لِلحُزنِ وَلَا لِلصُرَاخِ وَلَا لِلأَلَمِ لَن يَبقَى وُجُودٌ بَعدَ الآنِ، لِأَنَّ العَالَمَ القَدِيمَ قَد زَالَ" (رؤيا ٢١: ٤).