Oliver كتبها
كنا فى نشوة روحية بعد أن أكلنا جسده و شربنا دمه ثم وعدنا بأن نشربه جديداً معه فى ملكوت الآب .إذن الملكوت لنا فمن يقدر أن يمنعنا أو يمنعني عن تبعية يسوع المسيح.حتى و لا الصليب الذى أكثر المسيح الحديث عنه.قلت له و إن شك فيك الجميع فأنا لا يمكن أن أشك أبداً.لن أدعك تُصلب.
كان يخاطبنا و وجهه نجو جبل الزيتون فأخذته جانباً فى إتجاه أورشليم قائلاً: و إن أنكرك الجميع لا أنكرك أنا.كنت قد نبهت عليه سابقاً حاشا لك يا رب أن تصلب.كانت نبراتى تقول له ثٍق فىً ثٍق بى لكنه صدمنى بقوله لى قبل أن يصيح الديك مرتين تنكرنى أنت ثلاث مرات. ما هذا؟ ثلاث مرات أنكره و فى قلبي أنه و لا الموت يجعلني أنكره؟ أهكذا يرانى ضعيفاً و جباناً؟سوف يرى من هو بطرس .لعله لا يعلم أننى أخبأت سيفاً تحت عباءتى و لن أدع أحداً يمسه بسوء.سأريه أنه أخطأ الظن بى..
على أطراف بيت مرقس كانت ضيعة جثسيمانى.أخذنى و إبنى زبدى معى فقلت فى نفسى لعله الآن يثق بي لكنه تركنا و تقدم وحده نحو البستان حيث قضينا الليل فيه.نعسنا كلنا إلا هو.ما قدرت أن أسهر معه.غلبنى النوم و هو يتصبب عرقاً كالدم فى صلاته.كان يروح و يجئ يخاطبنا و نحن نياماً.كان يطلب أن نسهر ساعة واحدة فما إستطعنا.فى نعاسى أعيش أدوار البطولة.فى نعاسى لا أنتبه للحقيقة.
أفاقتنى أصوات السلاسل و أقدام الجنود.قمت لا أدرى ماذا أفعل. حانت لحظة البطولة أخرجت سيفى المختبئ .قطعت أذن عبد رئيس الكهنة و هرولت نحو الآخرين أما المسيح فإنحنى يلتقط الأذن التى قطعتها و يردها مكانها.أمرنى أن أرد السيف إلى مكانه.إذن كان يعرف مكانه؟رفض حماستى.فإبتعدت إلى أقصى بقعة عن ذاك المشهد.أخذوا سيدى و أظهروا عجزى.كيف تركتهم يأخذونه منى.
ودعت سيفى و صرت أتبعه من بعيد.فيما كانوا يبصقون عليه كنت خارج الدار أستدفئ.حدقت جارية فى وجهى قائلة:أنت كنت مع يسوع الجليلى .أنكرته قدام الجميع فيما كنت أحسب أن الجميع يتكرونه إلا أنا. خرجت من قدام الجارية إلى الدهليز فتبعتنى الجارية و أخبرت الواقفين أننى مع يسوع الناصري فأنكرته عند الدهليز.بل أقسمت أنى لا أعرف من هذا الرجل.بعد قليل جاء رجل و أقسم أننى معه لأن لغتى تشبه لغته .لم أكتفى بالإنكار بل إبتدأت أحلف و أسب و ألعن و لم يوقفنى إلا صياح الديك.
صاح الديك فإرتسمت قدامى تحذيرات المسيح..صاح الديك كأنه لم يصيح من قبل.أنا فقط أعرف لماذا صاح الديك فهذا الصياح يخصنى و هذه رسالة الله لى.تألمت جداً من صياح الديك.
لم أعد أقوى على الوجود فى حضرة المسيح حتى و هو يتألم حتى و لو من بعيد.خرجت و ما فى قلبي إلا الندم.تبخرت كل البطولات الوهمية.أدركت أن المسيح يعرفنى أكثر مما أعرف نفسى.هو أخبرنى أننى سأنكره و أنا ما صدقت.كانت هلالات الزيف تغشى عيناى و كان الضمير غير منقاد بالروح.
خرجت لا أدرى وجهتى. الدموع تكسونى.كل دمعة كانت تسألنى هل يغفر لى؟ ذات يوم سألته كم مرة أغفر لأخى فى اليوم الواحد هل سبع مرات لكنه ضاعف الرقم سبع مرات سبعين مرة.فهل يغفر لى؟ أنا أنكرته ثلاث مرات.لكننى أيضاً أقسمت كاذبا و لعنت و ظلمت .خفت و تواريت.ليست مشكلتى فى الإنكار وحده بل فى وهم البطولة الزائفة بصور متعددة.كلها ضد المسيح فهل يغفر لى؟
كنت أفكر كمن يهذى.لا أدرى أين انا و إلى أين أنا.كلما مررت بأحد الأزقة يتراءى لى .هنا يضع يده على الناس فيشفيهم .هنا طرد الأرواح الشريرة .هنا أجاب أسئلتى بحكمة علوية. أذهب فوق التل فتتراءى قدامى مياه البحر من بعيد.هناك جعلنى أسير على المياه؟ أمر الريح فسكتت.هل أذهب إلى الجليل الآن .كل مكان وضع عليه بصمته. الأماكن توبخنى التلال تؤنبنى و البحر يبكتنى قدماى لا تحملنى و كل الأصوات تبكيني..بكل موضع ذكريات تلطمنى .هنا فعل و هنا علم و أنا لا أدرى لماذا أنا هنا.لكن هنا أيضاً تبخرت أحلام البطولة و ذابت الذات.كيف صارت هكذا الدموع مُرِة ؟
أخطو خطوة للأمام ثم أتراجع. .هل أعود إلى الجارية و أعتذر عن الإنكار؟ هل أذهب إلى دار رئيس الكهنة و أعلن أننى أعرف الرجل و أن لغتي تشبهه لأنها منه؟ هل أذهب صوب المكان الذى سيصلبونه فيه و أصرخ قدام الجميع أن هذا هو يسوع المسيح إبن الله الحى.هل من جدوى للرجوع إلى العلية؟ هل أنا رسول بعد و تلميذ؟ هل يمكن أن أكون شيئاً وسط دوامات الأفكار المؤلمة.هل أنا ما زلت أنا؟ كانت الأسئلة تستجلب الدموع من ينابيعها.كان الندم يأكلنى.يلهبنى.وكانت الدموع تؤلم قلبى و عينى و داخلى مرارة.كل شيء يؤرقنى ليلة ندمى.