د. أمير فهمي زخارى

تعد كلمة "شنة ورنة" من الكلمات الشهيرة فى مجتمعنا المصري التى تستخدم لوصف شخص ذو مكانة او مركز مرموق.. ورغم تداولها بشكل كبير الا انه ربما لا يعلم البعض معناها او أصلها.
 
في التاريخ المصري القديم:
أن أصلها فرعوني وكانت تستخدم مع الملوك فقط فحينما يتم دفنهم يوضع معهم الشنة وهى كالخرطوش وكذلك يوضع الرنة وهى الاسم.
اى انها كانت علامة تميز الملوك لكن عامة الشعب يدفنوا بدون شنة او رنة.
 
أن كلمة “رن” بكسر الراء، كلمة مصرية قديمة وتعني الاسم، لافتا إلى أن الحضارة المصرية كانت من أوائل الحضارات التي اهتمت بثقافة الاسم، حيث تشير نصوص الأهرام إلى أن أحد الوسائل التي يحوز بها المتوفى الخلود أن يكون له اسم، كما دلت النقوش في المقابر الملكية على أن الروح تتعرف على الجسد في العالم الآخر من خلال الاسم، أن ذلك يفسر لماذا جنح تحتمس الثالث إلى طمس أسماء حتشبسوت من معبدها حتى يحرمها من الأبدية؟
كلمة “شنة” مشتقة من الكلمة المصرية القديمة “شن” التي تعني الأبدية، وكانت ترسم على شكل قرص الشمس المشرق على الأرض، وهي العلامة التي استوحى منها شكل الخرطوش الملكي والمخصص لأسماء الملوك، أنه بإضافة كلمة “شن” إلى كلمة “رن” تنتج مصطلحا مصريا قديما يعني صاحب الاسم الشهير، 
 
تبقى كلمة "شنة" أصلها كلمة "شن" وهو الإطار الخارجي للخرطوشة التى تحتوي إسم الملوك فقط، والإسم الملكي الذي يكتب بداخل الخرطوشة أو الشن إسمه "رن"
"شنة ورنة" تعنى قديماً انه رجل فى منزلة الملوك له شن ورن
أي له خرطوش تحتوي على إسمه كالملوك أي انه عال المقام...
في العصر القبطي:
أن كلمة “شن” أصلها الكلمة القبطية “سن سن” التي تعني “يرن” أو “يطنطن” للدلالة على أن الاسم له وقع على الأذان، وأن مقامه عال، أما كلمة “رنة” فهي مأخوذة من الكلمة القبطية “رانا” التي تعني صيحة الإعجاب، فيصبح معنى “شنة ورنة” (إعجاب بالمقام العالي).
 
الأصل العربي:
بالرجوع إلى الأصل العربي لكلمة “شنة” يمكن ردها إلى الفعل “شَنّ” بمعنى شن الغارة على عدوه، أما كلمة “رنة” فتعني “دبيب العصا” على الأرض أو قرقعة السيف، ليكون معنى الكلمتين معا مرتبطا بالحروب، وغالبا ما كانت تقال عن الفرسان، موضحا أن المقولة تقول أن فلان حين يحضر يكون حضوره مثل الغارة الحربية بكل صخبها، وفي ذلك دلالة على عظم قدره، 
أن هذا التأصيل مرتبط بثقافة الفروسية، التي كانت تعظم من شأن الفرسان وتخلد ذكرهم،
 في ليبيا تسمى قبعة الرأس “شنة” وهي قبعة غالية الثمن يرتديها الوجهاء وغالبا ما يتحركون بعصيهم التي تدب على الأرض فتحدث صوتا، فيقال إنه صاحب “شنة ورنة”.
 
الخلاصة:
تبقى مقوله الشنه والرنه هو الشخص عالي المقام في اللغة المصرية القديمة أو اللغة القبطية أو اللغة العربية ...
والى اللقاء في معلومة جديده من ثقافه المعلومات... تحياتي.