حمدى رزق

 خاطب الرئيس السيسى العالم من أرض الكنانة، تصفية القضية الفلسطينية على حساب مصر مرفوض من كل مصرى، ولن يحدث أبدًا.

قطع السيسى قول كل خطيب يتحدث بالتهجير والترحيل، قطع الطريق على مخططات تصفية القضية الفلسطينية، وإهدار نضال الشعب الفلسطينى، والتغول فى دمائه، والقتل الممنهج لشبابه وشيوخه وأطفاله، واغتيال أحلامه وآماله فى دولة مستقلة وعاصمتها القدس.
 
خطاب مهم فى مفرق خطير تمر به القضية الفلسطينية، خطاب يرسم خارطة طريق للخروج من دائرة العنف الضيقة التى تخنق الأرواح إلى مساحات السلام الرحيبة التى تزدهر فيها الحياة التى هى حق لأبناء شعبنا الصامد فى فلسطين.
 
لسان الرئيس لسان كل المصريين، لسان كل الفلسطينيين، لسان كل العرب، يستحيل تصفية القضية الفلسطينية، القضية حية لا تموت، حية فى الضمائر العربية، وفى قلب كل طفل عربى قبل الشباب والشيوخ، وأبدًا لن تتم تصفيتها، كُتب لها الخلود مادامت فينا أنفاس تتردد فى الصدور بين شهيق وزفير.
 
وأبدًا ليس على حساب دولتى الجوار، مصر والأردن، شعباهما لا يقبلان، ولا شعب فلسطين قابل بالتهجير، مَن خبر هذا الشعب الصامد يعرف أنه مزروع فى أرضه كشجر الزيتون، وسيبقى ما بقى شجر الزيتون، كل شجرة فى الأرض المباركة رُويت بدماء طاهرة، أشجار الزيتون تشهد على عصر الشهادة العظيم.
 
مصر تقول لكم حل القضية ليس بالتهجير والترحيل، إنكم لا تفقهون سفر شعب فلسطين، شعب مولِّف على الشهادة، أعداد الشهداء تُنير وجه فلسطين الحزينة، تبعث على الفخر والفخار، هذا شعب المقاومين، الشعب الذى يقدم ١٠٠ ألف شهيد فداء لقضيته، ويروى بدمائهم الزكية أرضه، لن تضيع قضيته مهما طال زمان الاحتلال.
 
الرئيس يتحدث عن شعب عظيم، شعب أطفاله يشبون على المقاومة. الأطفال المقاومون ظاهرة تُقلق راحة الاحتلال الصهيونى. عندما يشب الطفل عن الطوق مقاومًا، فثِقْ أن للقضية شعبًا يحميها، فى فلسطين يهبون أطفالهم فداء للقضية، فكيف لهذا الاحتلال البغيض أن يواجه شلال المقاومين؟!.
 
كيف تصفى القضية، وفيها المرأة الفلسطينية الولود، وفى صمودها يشعر الشعراء: «يا غصنًا استعصى كسره على أقوى الرجال، وأصبحت شجرة ثابتة فوق الرمال».
 
ثبات المرأة الفلسطينية فى قعر بيتها معجزة إنسانية تتحدث عنها، وتغار منها أشجار الزيتون، دمها عطر، وريحها نفَس المقاومين، شجرة عتيقة، تعْجب من صمودها فى وجه الأنواء والأعاصير والقصف الجوى يدك البيوت فوق الرؤوس.
 
تحمل، وتُنجب، وترضع المقاومين، وتُستشهد بجوار المجاهدين، فى مقدمة الصف وخلف المقاومين، وتتلقى الصدمات، وتسبل أعين أطفالها، وتودع الجثامين بزغرودة انتصار يلوح، وتعود إلى فرشتها تشحن عزيمتها وتحشد المقاومين ليوم الحرية.
 
مثل هذا الشعب عصِىّ على التصفية أو الترحيل، عصِىّ على الاحتواء، لا يُقهر، لا يُهزم، أرقامه المسجلة شهداء ترهب الاحتلال، كلما سفكوا دمًا، نبتت فى الأرض الطيبة أشجار المقاومة، أرض فلسطين خصبة ينبت فيها المقاومون ليلًا ليُستشهدوا صباحًا.. طوبى للشهداء شيوخًا وشبابًا وأطفالًا.. مقاومين.
نقلا المصرى اليوم