كشف الكاتب الصحفي والإعلامي مجدي الجلاد، عن الأسباب الحقيقة لحزن وغضب الرئيس عبد الفتاح السيسي في قمة "القاهرة للسلام".
وبدأ "الجلاد"، حديثه في برنامجه "لازم نفهم"، والذي يتم بثه عبر صفحته الرسمية بـ"فيسبوك"، بسؤال.. لماذا كان الرئيس عبدالفتاح السيسي في قمة السلام يبدو حزينًا غاضبًا؟.. الإجابة عند الجميع بأن كلمات الزعماء والوفود الغربية بالقمة جاءت صادمة وإن كانت مُتسقة مع موقفهم المعلن، وعدم الاتفاق حول صدور بيان ختامي عن هذه القمة كان أحد الأسباب.
وأوضح، إن هناك حالة قلق شديدة لدى القيادة المصرية بناءً على معلومات مؤكدة توفرت للدولة المصرية في الملف الحالي للحرب الدائرة في غزة، والمعلومات نقلاً عن مصدرين بارزين حول ما وصل لمصر من معلومات، وتتمثل في رفض مصر بشكل تام على لسان رئيسها وكل الدولة، تهجير الفلسطينيين إلى سيناء وجزء منهم إلى الأردن، وكانت مصر واضحة في رفضها وأسبابها معروفة للجميع.
وأشار إلى أن ما يحدث في الإدارات الغربية بزعامة وقيادة أمريكا، هو ما يثير قلق القيادة المصرية ولابد أن يثير قلقنا جميعًا وأن نتخذ وقفة واحدة كشعب، موضحا أن هناك خطة سرية توافق عليها البيت الأبيض مع دولة الاحتلال، والإدارة البريطانية وأوروبا، وهي أنه إذا كانت مصر قد رفضت التهجير المؤقت طوعًا، فليكن قسرًا.
وقال الجلاد إن الخطة تعتمد على الاجتياح البري للكيان الصهيوني لغزة يكون عنيفًا حتى يؤدي لتهجير أكبر قدر ممكن من المدنيين من غزة نحو سيناء، وبالنسبة لهم ذلك يُعني وضع مصر أمام موقف صعب جدًا على أرض الواقع، بأن الأحداث التي تحدث في الميدان تقود إلى نفس الهدف الذي كانوا يرغبون به "طواعية، أو بالاتفاق".
وأضاف "الجلاد: "المحور الثاني يضمن عدم جر مصر إلى حرب أو مواجهة حقيقية مع إسرائيل؛ لأن خسائرها فادحة على الجميع؛ ولأن مصر ليست أي دولة أو أي جيش، والمحور الثالث، استغلال الأزمة الاقتصادية الحادة في مصر؛ للضغط عليها لقبول الأمر الواقع، مع مميزات وإغراءات خاصة بالديون وغيره.
وأوضح أن هذا يعني أن ما لا تقبله بالمفاوضات، قد تقبله رغمًا عنك؛ بسبب الواقع المتواجد على الأرض والضغوط الشديدة التي تُمارس على مصر، وهناك عامل يعتمدون عليه لإنجاح هذه الخطة، يتمثل في الانقسام العربي والدليل على ذلك أن هناك دولة عربية ثالثة تمتلك إمكانيات وموارد مالية كبيرة كانت من ضمن الدول التي تحاول الضغط على مصر الأيام الماضية للقبول بتهجير الفلسطينيين إلى سيناء مع منحها مميزات مالية واقتصادية كبيرة.
وقال إن الأزمة الاقتصادية مع الانقسام العربي مع الضغوط على مصر باجتياح عنيف لقطاع غزة، هو ما يثير قلق القيادة المصرية؛ لأنها لحظة فارقة بالنسبة لمصر بالتحديد وقد تكون أكبر من القضية الفلسطينية نفسها، والدولة المصرية تعلم ما يدور في الكواليس لإقناعنا بقبول هذه الصفقة.
واستطرد: "المعلومات التي أملكها تقول، أن الدولة المصرية مازالت ثابتة وقوية في رفضها لهذا المُخطط، ولكن متوقع طبقًا للمعلومات أيضًا، أن يكون الاجتياح البري لقطاع غزة هذا الأسبوع، وبالتالي الدولة المصرية وقيادتها تستعد لذلك، وتعرف جيدًا ما يُحاك لها في ظل هذا الاجتياح".
وأشار رئيس تحرير مجموعة أونا للصحافة والإعلام، إلى أن الحلول من وجهة نظره هو الوقوف بجانب القيادة في هذه اللحظة ضرورة حتمية ومصيرية بالنسبة لمصر، ستؤثر عليها سلبًا أو إيجابًا وعلى مستقبل هذه الأمة العربية بالكامل.
وقال "الجلاد": "الحروب لا تقوم بالترتيب، ولكن ممكن حاجات تحصل في هذا الصراع العسكري تتسبب في الحرب، مثل ما أعلنه المتحدث العسكري للقوات المسلحة، بأن أحد أبراج المراقبة المصرية برفح أُصيب بشظايا دبابة إسرائيلية، واعتذرت إسرائيل بشكل واضح في بيان، وهذا يعني أنه سيحدث بعض الأمور، ونحتاج أن نقف سواء بضبط النفس، أو لو رأت الدولة المصرية أن هناك لحظة ما تحتاج إلى أخذ قرارات حاسمة، من المؤكد أنها ستكون مدروسة".
وأضاف: "يجب أن نحذر من شبكات التواصل، ونستقي الأخبار من مصادرها الرسمية الطبيعية المؤكدة، لأننا في حالة حرب حقيقية، ومخطط دولي وغربي وأمريكي غير طبيعي، ونحتاج إلى التماسك على مستوى الرأي العالم، ورأيت عندما كُنت طفلًا حرب 73 وكيف كان أبائنا وأجدادنا واعيين ويقفون خلف بلدهم وجيشهم، وقدرتهم على الانتصار الكبير في 6 أكتوبر على الجيش الاسرائيلي الذي لم يُحاربنا وحده بل حاربتنا معه الولايات المتحدة الأمريكية، والتاريخ يُعيد نفسه.