د. وسيم السيسي
«الثور يعرف قانيه، والحمار مِعْلفَ صاحبه، أما (إسرائيل) فلا يعرف، شعبى لا يفهم» (أشعياء ١: ٣). «التخطيط» للعمران أما «المؤامرة» فللشر والعدوان (معجم المعانى الجامع). البداية كانت عام ١٨٨٢م بالاحتلال البريطانى، لأن «الولس»- أى الخديعة، (كما ذاع شعبيا)- هزم عرابى، وكان قادة الجيش البريطانى فى موقعة التل الكبير: سيمور، «والاس».. وكانت الخديعة من: الخديو توفيق، وسلطان باشا «رئيس الحزب الوطنى»، وخنفس (ضابط خائن اسمه على يوسف). وفى ١٩٠٧ وجّه سير هنرى كامبل بنرمان، رئيس وزراء إنجلترا، دعوة إلى وفود سبع دول أوروبية، بأنه «لا بد من خلق كيان يدين بالولاء لنا، وظيفته عدم استقرار دول الشرق الأوسط حتى لا تتقدم، وبالتالى تتحكم فينا»!!، ثم تحالف حاييم وايزمان من بعد تيودور هرتزل، وصمم على فلسطين، لأنه بها البحر الميت الذى سيهب إسرائيل الحياة بثرواته اللا نهائية من البوتاسيوم كمخصب زراعى!.
قامت الحرب العالمية الأولى (١٩١٤ - ١٩١٨م)، طلبت إنجلترا من اليهود العمل على إسقاط ألمانيا، وروسيا القيصرية، والخلافة العثمانية، مقابل وعد بلفور «من لا يملك لمن لا يستحق»، خسرت ألمانيا الحرب «رجال الأعمال الألمان اليهود - ملوك الطاقة»، وهذا سر كراهية هتلر لهم، وسقطت روسيا بالثورة البلشفية ١٩١٧، وقام بها كارل ماركس، تروتسكى، أنجلز، لينين، كلهم صهاينة، ثم سقطت الخلافة العثمانية بخطف وحيد الدين على البارجة مالايا إلى قبرص، وكان هو آخر خلفاء آل عثمان.
شجعت إنجلترا هجرات كثيفة من اليهود إلى فلسطين، قامت الثورات فى فلسطين، وكان أفظعها ثورة ١٩٣٩م. كان التقسيم ١٩٤٧، كما كان إعلان دولة إسرائيل ١٩٤٨، رفض أينشتين أن يكون رئيسًا، قائلًا: «العلم لا وطن له ولا دين»، فكان حاييم وايزمان أول رئيس لدولة إسرائيل. قال موشيه شاريت «وزير خارجية إسرائيل» لـ «بن جوريون»: «نحن قطرة فى محيط من الكراهية، ولا بد من تدمير مصر، سوريا، العراق، بتحويلها إلى دويلات متناحرة على أسس دينية وطائفية، ونجاحنا لا يعتمد على ذكائنا، بقدر ما يعتمد على غباء الطرف الآخر»، وافقه بن جوريون، وتحفظ على مصر بقوله: «إنهم مسلمون ومسيحيون، ولكنهم شعب واحد حتى الآن!». نجحوا فى تدمير العراق، سوريا، ليبيا، اليمن، أما مصر «الجائزة الكبرى- كونداليزا رايس» صاحبة المخزون الحضارى التاريخى، فقد تحطمت أحلامهم على 6/30، بعد أن أوشكت على النجاح بطابورهم الخامس داخل البلاد.
فى سنة ١٩٨٠م تقدم برنارد لويس لمستشار الأمن القومى برجينسكى بمشروع لتقسيم ما سبق تقسيمه ١٩١٦م «مارك سايكس وجورج بيكو»!، مصر إلى أربع دويلات، والعراق إلى ثلاث، وكل الدول العربية حتى السعودية!.
وبعد ٣ سنوات من الدراسة مع جيمى كارتر والكونجرس، أقروا هذا المشروع كخطة استراتيجية مستقبلية، على الولايات المتحدة تنفيذها. فى تقسيم مصر، شمال الدلتا دويلة مسيحية عاصمتها الإسكندرية، جنوب الدلتا حتى أسيوط، دويلة سنية عاصمتها القاهرة، شرق الدلتا مع سيناء دويلة فلسطينية تحت الإدارة الإسرائيلية، من جنوب أسيوط حتى شمال السودان، دويلة نوبية عاصمتها أسوان!.
إنها الصهيونية العالمية بأدواتها الخمس المعروفة، وأهمها الجماعات المستترة بالدين. إنها الصهيونية العالمية التى كتب عنها بول فندل الأمريكى، فى كتابه: «من يجرؤ على الكلام»، قال: «اليهود فى بلادنا يسيطرون على كل ما يسيطر على المعدة، والعقل، والغرائز، ولم يعد باقيًا لدينا إلا أن نغير اسم نيويورك إلى JEW يورك!» يا أبناء العم سام، حذار من مصر لقد شهد التاريخ، وليس كالتاريخ عبرة:
من جرح مصر فى عزتها/ مشى إلى القبر مجروح الإباء.
نقلا عن المصري اليوم