تتزايد حالات حمى الضنك على مستوى العالم مع زيادة عدد الأشخاص الذين يعانون من أعراض حادة، وهو ما استلزم تطوير لقاح عالمي لحمى الضنك يمكنه حماية الناس من هذه العدوى القاتلة.

 
والشيء الغريب في حمى الضنك هو أنها تكون أكثر فتكاً في حالة تكرار العدوى وتكون فرص الإصابة بمرض يهدد الحياة أعلى في المرة الثانية.
 
لا تفشل أجسامنا في الحصول على الحماية بسبب الإصابة السابقة فحسب، بل تصبح أيضًا أكثر عرضة للإصابة بعدوى أكثر فتكًا؛ السبب في حدوث هذا كان لغزا يحاول العلماء كشفه.
 
وفي بحث جديد نُشر في مجلة Nature Microbiology، حدد الباحثون مجموعة فرعية معينة من الأجسام المضادة المسؤولة عن زيادة فتك حمى الضنك عند التعرض الثاني، وهو ما يمكن أن يفتح الباب أمام تطوير لقاح عالمي لحمى الضنك يمكن أن يستفيد منه الملايين.
 
الأشخاص الذين لديهم أجسام مضادة موجودة مسبقًا ضد حمى الضنك هم أكثر عرضة للإصابة بأعراض حادة، ويعتقد أن هذه الأجسام المضادة تعزز إصابة الفيروس ببعض الخلايا المناعية.
 
ووجدت الدراسات الحديثة أن هذه الأجسام المضادة مرتبطة بخطورة المرض، ولفهم كيف تسبب هذه الأجسام المضادة مشكلات مرتبطة بحمى الضنك، أنشأ العلماء نموذجًا للفأر يحاكي ردود الفعل المناعية البشرية.
 
وفي هذه الفئران، اكتشفوا أن التأثيرات الضارة للأجسام المضادة لحمى الضنك مرتبطة بخلايا مناعية محددة في الطحال، وهذا يسلط الضوء على دور هذه الأجسام المضادة في حمى الضنك وله آثار مهمة لتطوير لقاحات وعلاجات أكثر أمانًا.
 
وقال ستيليانوس بورنازوس، الأستاذ المساعد في مختبر جيفري رافيتش، الأستاذ في جامعة روكفلر: "لقد أثبتنا بشكل قاطع أن المشكلة ليست في وجود الأجسام المضادة لحمى الضنك، بل في جودة تلك الأجسام المضادة". .
 
وأضاف الباحث المشارك: "الآن بعد أن عرفنا المسار الذي تستخدمه هذه الأجسام المضادة، يمكننا تطوير علاجات ضدها".
 
ووجد الباحثون أنه يتعين عليهم تتبع مسار العدوى بالكامل وليس التركيز فقط على الأجسام المضادة، كما اكتشف الفريق أن النتائج الشديدة لفيروس حمى الضنك لم تكن نتاجًا لقدرته على إصابة المزيد من الخلايا ولكن من تنشيط المسار الذي يؤدي إلى زيادة الالتهاب.
 
وجاء في مقال بجامعة روكفلر: "لقد قلبت النتائج النموذج الحالي لعدوى حمى الضنك رأساً على عقب، وأظهرت أن كادراً صغيراً من الأجسام المضادة «المسببة للأمراض» كانت مسؤولة في المقام الأول عن العدوى الشديدة. وتشير نتائج الفريق إلى أنه قد يكون من الممكن منع مضاعفات المرض الشديدة عن طريق إعطاء دواء يمكن أن يعطل نشاطه".