د. أمير فهمي زخارى المنيا
عمرك سألت نفسك ليه بنعمل الملوخية بالأرانب؟!.. «وراها قصة وكانت رمز للتمرد»
هل سألت نفسك مرة وأنت بتاكل الملوخية بالأرانب، عن سبب اقتران الملوخية بالأرانب، ولماذا الأرانب بالتحديد، ومن هو أول شخص عبقري قدم لنا هذا الطبق المصري الأصيل الذي لن تجده أبدًا إلا في مصر؟، وراء هذا الطبق قصة طويلة ولم يخترع هذا الطبق صدفة، تعالوا لنعرف معًا حكاية طبق الملوخية بالأرانب.
نبدأ القصة من بدايتها
وفقًا لنقوش المعابد واكتشاف المصريين الملوخية منذ عقود طويلة في الدولة الفرعونية، لكنهم اعتبروه نبات شيطاني سام، بسبب أوراقه وجذوره المتداخلة، لدرجة أن الهكسوس عندما غزوا مصر أجبروا شعبها على تناول الملوخية، ومن هنا بدأ المصريون بعشق الملوخية والتفنن في صنعها، وكانت ربات البيوت يطعمون أطفالهم الصغار الملوخية لسهولة تناولها فهي لا تحتاج إلى هضم.
الارانب في مصر قصتها طويلة
تبدأ قصة عشق المصريين للأرنب فى تربيتها وطهيها إلى العصر الفرعوني بالأخص في محافظة الشرقية الموطن الأول لمزارع الارانب في مصر، وعاصمة مصر في الدولة الفرعونية، وكان المصريين القدماء يحبون طهي الأرانب وتناولها، لكنها اقتصرت على موائد الملوك.
وبسبب سهولة تربيتها عكف الناس على تربيتها في منازلهم، حتى العصر الفاطمي، حين حرم المصريين من تناول الملوخية والأرانب (الخليفة الحاكم بأمر الله الفاطمي الذي حرم تناولهما)، وتمسك المصريون بطهي الملوخية وفقُا لما ذكره الجبرتي في توثيقه تاريخ مصر في هذه الوقت.
كانت الأرانب دائمًا بديل أرخص للحوم
على مر السنوات كانت... الأرانب أرخص أنواع البروتين الذي يوضع على موائد المصريين، وقد اعتادوا أن يطبخوا الأرانب حين ترتفع أسعار الدواجن، ويذكر الجبرتي في موسوعته أن سيدة مصرية من عامة الشعب قررت صنع الملوخية التي يحبها زوجها بمرقه الأرانب بدلًا من الدجاج، سرًا في العصر الفاطمي، ولكن الوصفة انتشرت واستمر الناس في إعدادها كنوع من الاعتراض على تحريم أكل الأرانب والملوخية وأشيع استخدام هذه الوصفة، حتى أصبحت الملوخية تنتمي بشكل أو بآخر إلى الأرانب.
طريقة عمل ملوخية بالأرانب:
يغسل الأرنب جيدا بالملح والليمون ويشوح مع سمنة وملح وفلفل أسود، ثم يضاف الماء ويترك على النار حتى ينضج، ونأخذ الشوربة وتوضع في إناء ثم تضاف إليها الملوخية المخرطة حتى تبدأ في الغليان يضاف إليها "تقليه" الثوم بالكزبرة الناشفة.
بصراحة طبق الملوخية بالأرانب لا يعلو عليه أي أكله ... هل هناك اعتراض؟؟؟
وللحديث بقية... تحياتي.
د. أمير فهمي زخارى المنيا