انتظر العالم كله خطاب السيد حسن نصر الله امين عام حزب الله اللباني ، منهم من انتظره بترقب ربما مصحوب بخوف من فتح جبهة ثانية في الحرب القائمة الان بين حماس وإسرائيل مثل الولايات المتحدة وإسرائيل ومواطني لبنان الخائفين علي بلادهم من التدمير ، ومنهم من انتظره بلهفة المستغيث كانصار حماس في غزة ومعظم الغوغاء من داخل الدول العربية الذين لايدركون معني ولا فداحة الحرب .
وها قد ظهر سماحته كما يطلقون عليه بعد حيل سينمائية واخراج هوليدي كما تهكم عليه سمير جعجع اللبناني رئيس حزب القوات اللبنانية والذي طالبه بترك جنوب لبنان للجيش اللبناني بدلا من مليشيات حزب الله .
والمتامل في خطاب سماحته اليوم سيجد ان الجبل قد تمخض فولد فارا خائف مرتعب ، ومن يتامل خطابه سيجد الاتي :-
اولا تنصل من معرفة اي جهة وخصوصا ايران بخطط حماس رغم ان خالد مشعل سبق واعلن ان حماس تلقت مساعدات من ايران ( واعتقد ان هذا ليس ببعيد عن حزب الله ) وقال انها مساعدات تقنية ساعدت الحركة الحمساوية علي اختراق الجبهة الاسرائيلية يوم السابع من اكتوبر .
ثانيا نصر الله قال انه شارك في الحرب من ثاني يوم لها وهذا الي حد ما صحيح ولكنها مشاركة علي استحياء حتي لا يلام من جهات الممانعة والمقاومة كما يقولون وحتي يحفظ ماء وجهه امام انصاره .
ثالثا مشاركة حزب الله البسيطة والغير فعالة لم تنقذ حماس ولا غزة مما لحق بها بالعكس اضرت بالحزب فان حزب الله فقد ٥٢ جنديا مقابل سقوط ثماني جنود اسرائيليين فقط ولكن حزب الله ظل محافظا علي مسافة ما حتي لا يواجه تدمير كالذي حدث في ٢٠٠٦ وربما اكثر كما هدد قادة اسرائيل بذلك .
رابعا حسن نصر الله اثني علي محاور المقاومة كما قال في العراق واليمن (كلها شيعية التوجه ) مع ان لا هذا ولا ذاك مؤثرين في الامر وكل ما اطلقوه هو بعض الصورايخ التي تم اعتراضها بنجاح او تم اطلاقها علي قواعد امريكية في العراق وقامت امريكا بالرد القوي .
خامسا وضح للجميع وخصوصا لانصار حماس ان حسن نصر الله ظهر خائفا لايريد المواجهة لان ايران التي ياتمر بامرها لاتريد المواجهة مع الامريكيين لانها تعلم مدي
جدية امريكا هذه المرة وما انتشار قواتها وسفنها الحربية الا دليل علي ذلك .
سادسا ادركت حماس انها الان اصبحت بلا حليف استراتيجي في شمال اسرائيل لذا تسلل بعض من مقاتليها لمهاجمة إسرائيل من جنوب لبنان وتم قتلهم كما اعلنت إسرائيل .
سابعا بعد ان تاكدت حماس من ان حزب الله قد اخذ مسافة ما فهي الان وعلي لسان اسماعيل هنية تلح علي
مصر في مسالة فتح حدودهامهما كلف ذلك مصر وبدون النظر لاي اعتبارات كما قال هنية الذي طالب بفتح معبر رفح لادخال الوقود والمؤن لغزة ولاستقبال الجرحي الفلسطينين وهنية بذلك يحاول توريط مصر بل العالم كله في هذا النزاع فبعد ان فعل فعلته بمهاجمة إسرائيل دون استشارة احد الا ايران يريد الان من مصر ان تخرجه من ورطته بعد ان دمر غزة وسكانها بفعلته النكراء يوم ٧ اكتوبر الماضي .
مجدي جورج
باحث اقتصاد دولي