المسيحيون وطوائفهم ... الجزء الثانى.

د. أمير فهمي زخارى 
تكلمت في مقال سابق عن الطوائف المسيحية 
وأستطيع أن أقول إنه نتج عن مجمع خليقدونية انشقاق الكنيسة الواحدة إلى مجموعتين من القرن الخامس الميلادي وحتى الآن وهما، 
 
أولًا: الكنائس اللاخلقيدونية وتتمثل فى:
1- الكنيسة القبطية الأرثوذكسية (مصر)، 2- وكنيسة الحبشة، 3- وكنيسة أنطاكية، 4- وكنيسة الهند، 5- وكنيسة اتشمبازين (الكنيسة الأرمنية)، 6- كنيسة انطلياس (الكنيسة المارونية)، 7- كنيسة اريتريا، ويرأس كل كنيسة من الكنائس السبع بطريركًا.
 
ثانيًا: الكنائس الخلقيدونية وهي:
أ - الكنائس البيزنطية (الروم الأرثوذكس).
ب - الكنيسة الكاثوليكية: وتتمثل في كنائس الغرب برئاسة كنيسة روما.
 أ- الكنائس البيزنطية (الروم الأرثوذكس):
وتتمثل الآن فى تسعة عشر كنيسة هي:
+ تمثل الكنائس الأربع الأولى (1-4) البطريركيات القديمة التي نشأت بعد عزل الإمبراطور البيزنطي لبطاركة الكنائس الأرثوذكسية عقب مجمع خلقيدونية، وما زال لليوم بطريرك للروم الأرثوذكس في الإسكندرية وأنطاكية:
1- القسطنطينية، 2- الروم الأرثوذكس بالإسكندرية، 3- إنطاكية، 4- أورشليم. 
+ تمثل الكنائس الخمس التالية (5-9) بطريركيات حديثة:
 5- روسيا، 6- صربيا، 7- رومانيا، 8- بلغاريا، 9- جورجيا.
+ تمثل الكنائس الست التالية (10-15) كنائس مستقلة أي أنها تحكم ذاتها بنفسها رغم شركتها مع القسطنطينية:
10- قبرص، 11- اليونان، 12- تشيكوسلوفاكيا حتى بعد الانقسام بين السلاف والتشيك، 13- بولندا،14- البانيا، 15- جبل سيناء.
+ الأربع كنائس الأخيرة (16-19) لها الحق الذاتي في إدارة شئونها الرعوية ولكن لا يحق لمجمعها المقدس رسامة رئيس للكنيسة إنما يقوم برسامته بطريرك القسطنطينية:
 16- فنلندا، 17- واليابان، 18- وأمريكا، 19- والصين. 
ومعظم كنائس الروم الأرثوذكس تقع شرق أوربا، ومن الخمسة عشر كنيسة توجد تسع كنائس يرأسها بطاركة وهي القسطنطينية والإسكندرية وأنطاكية وأورشليم وروسيا وبلغاريا ورمانيا وجورجيا ويوغوسلافيا، ويُسمى بطريرك القسطنطينية "البطريرك المسكوني" وهو المتقدم فيهم، والكنيسة الفنلندية واليابانية وكنيسة الروم الأرثوذكس بأمريكا والكنيسة الصينية نشأت نتيجة للكنيسة الروسية، ثم حصلت هذه الكنائس على استقلالها من بطريركية موسكو.
وانقطعت العلاقة بين الكنائس اللاخلقدونية بقيادة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، والكنائس الأرثوذكسية التى اعترفت بقرارات مجمع خليقدونية الـ 19 بقيادة الكنيسة الروسية الأرثوذكسية، بالطبع هناك فرق بين كنيسة روسيا الأرثوذكسية وكنيسة مصر القبطية الأرثوذكسية التى تأسست من ألفى عام.
 
ومن هذه الخلافات اللاهوتية نستطيع أن نتفهم أشياء كثيرة، وموقف الكنيسة القبطية الأرثوذكسية من اتجاهات الكنيسة الروسية:
وعلى مدى التاريخ تم استخدام الأديان فى الصراعات السياسية، وفى القرن الماضى بدأ الغرب فى استخدام الدين فى الحرب الباردة، ورسم استراتيجيته مستغلين فى ذلك مجلس الكنائس العالمي، فى ضوء هذه الخبرة التاريخية للكتلة الشرقية مع استخدام الدين فى الحرب الباردة أصبح من الواضح أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيستخدم الكنيسة فى مخططه الاستراتيجي للدولة الروسية وأمنها القومي، بدا ذلك بالاهتمام بعقد المؤتمر المسكوني للكنائس الأرثوذكسية، هذا التحرك يؤكد أن هناك تصورا واضحا للدولة الروسية وكنيستها للتوجه الاستراتيجي الذى يخدم أمن البلاد القومي.
والخلاصة:
 
نحن أمام ثلاث أمميات دينية مسيحية، 
الأولى كاثوليكية فاتيكانية وظهرت فى وثيقة «الأخوة الإنسانية» التى بدأها البابا فرنسيس فى الإمارات 2019.
والثانية أممية ترامب وبايدن الإنجيلية 2016، 
والثالثة الأممية الأرثوذكسية التى يسعى لها بوتين منذ 2015، 
ولكن الكنائس المصرية على مختلف عقائدها تغلب الاتجاه الوطني عن الدخول فى أي أمميات دولية.
وللحديث بقية... تحياتي.