( 1908 – 1980 )

إعداد/ ماجد كامل
يعتبر الدكتور زاهر رياض ( 1908- 1980  ) واحدا   من أهم رواد الدراسات الأفريقية  في مصر ؛ وبالرغم من ذلك فأن المادة عنه قليلة جدا ؛باستثناء مقال وحيد للدكتور  مينا بديع  عبد الملك نشر  في كتاب " أقباط في تاريخ مصر " ؛ الجزء الأول , ومن واقع ما جاء في الكتاب أنه  ولد في 12  أغسطس 1908 ؛ وتدرج في مراحل التعليم المختلفة  حتي حصل علي ليسانس الآداب  قسم التاريخ عام 1932 ؛ وفي عام 1950 حصل علي درجة الماجستير  من نفس  الكلية ؛وكان موضوع رسالة الماجستير "العلاقات بين المسلمين والمسيحين  في الحبشة " ثم حصل بعدها علي درجة الدكتوراة  من نفس القسم ؛وكان موضوع رسالة الدكتوراة " الدور الأول من الأسرة السلمانية  في الحبشة  وأشهر ملوكها "  . ولقد  سافر إلي أثيوبيا فور تخرجه   حيث عمل مدرسا في العديد من مدارسها منها  مدرسة منليك الثاني بأديس أبابا ؛ مدرسة كفري ماكوين ؛ مدرسة المعلمين العليا ؛ مدرسة التجارة ؛ وبعد عودته إلي القاهرة وأثناء دراسته لدرجتي الماجستير  والدكتوراة ؛ عمل مدرسا للمواد الاجتماعية بمدرسة ليسيه الحرية بمصر الجديدة  خلال الفترة من ( 1945- 1948 )  ؛ومدرسة المعهد العلمي بلاظوغلي خلال الفترة من ( 1948-  1956 ) . وبعد حصوله علي الدكتوراة ؛عمل مدرسا للتاريخ بمعهد  الدراسات الأفريقية بجامعة القاهرة ؛ كما  عمل محاضرا بجامعة  توبنجن بألمانيا .

وبعد تأسيس معهد   الدراسات القبطية بالقاهرة عام 1954 ؛ تم اختياره من ضمن أعضاء مجلس إدارة المعهد ؛ كما كان عضوا في جمعية الآثار القبطية بالقاهرة ؛ الجمعية التاريخية المصرية ؛ الجمعية الجغرافية بالقاهرة . ولقد نشر العديد من  المقالات  في العديد من الدوريات العلمية المتخصصة مثل ( المجلة – نهضة  أفريقيا – مجلة معهد الدراسات القبطية – مجلة كلية الآداب جامعة القاهرة  ) كما نشر عدد من المقالات في المجلات الدينية  مثل ( مجلة التوفيق – مجلة اليقظة – مجلة مدارس الأحد )  . ومن المجلات الثقافية ( الأهرام الأقتصادي )  .وأخيرا له العديد  من المقالات المتناثرة  في بعض الجرائد مثل ( وطني – المساء ) .

كما  أثري العالم الكبير المكتبة التاريخية الأفريقية  بالعديد  من الكتب  نذكر منها :-
1-بقظة العرب في العصر الحديث ( 1957 )
2-أوربا  في قرن ونصف ( 1957 ) .
3-الشرق الأوسط في العصر الحديث ( 1958 ) .
4-بحث في الدستور  الأثيوبي ونظام الحكم ( 1958 ).
5-الأستعمار الأوربي لأفريقيا  في العصر الحديث ( 1960 ) .

6-قصة ملكة سبأ بين الأسطورة والتاريخ ( سلسلة كتاب أقرأ – العدد 215 – دار المعارف – 1960 ) .
7-جنوب أفريقيا دراسة سياسية وأقتصادية ( 1961 ) .
8-تاريخ غانا الحديث ( 1961 )
8-كنيسة الإسكندرية في أفريقيا( 1965 ) .

9-العرب في العصر  الحديث ( 1964) .
10-شمال أفريقيا في العصر الحديث ( 1967 ) .
11-كشف القارة الأفريقية منذ أقدم العصور ( 1968 ) .
12-المسيحيون و القومية المصرية  في العصر الحديث ( سوف نعرض له  تفصيليا بعد الانتهاء  من عرض قائمة مؤلفاته ) .

كما شارك  بالكتابة في بعض الكتب الأخري مثل " التطور الاقتصادي لجمهوريات وسط أفريقيا ( 1967 )  وترجم كتاب "بلاط  ملك أفريقي " ضمن سلسلة الألف كتاب  ؛ وقد صدر في يناير   1967 .

كما دعي لإلقاء محاضرة في رابطة الأقباط بالإسكندرية موضوعها " أثر الكرسي المرقسي في العالم المسيحي " وكان تاريخ المحاضرة  يوم 27 يوليو 1959 .

 كما وجه خطابا مفتوحا لقداسة البابا كيرلس السادس نشر في مجلة التوفيق عدد شهري أكتوبر ونوفمبر 1960  يطلب فيه من قداسة البابا كيرلس السادس الاهتمام بأثيوبيا ؛ والتحذير  من محاولات الأرساليات الأجنبية السيطرة علي الشعب الأثيوبي هناك .

ولقد توفي زاهر رياض في عام 1980  عن عمر يناهز 72 عاما  .

( لمزيد من الشرح والتفصيل راجع مينا بديع عبد الملك :-أقباط في تاريخ مصر ( الجزء الأول ) ؛ نوفمبر 2017 ؛ جمعية مارمينا العجايبي بالاسكندرية ؛ الطبعة الأولي 2017 ؛ الصفحات من 139- 143 . وأيضا : مينا بديع عبد الملك ؛ الدكتور زاهر رياض ؛جريدة وطني ؛4 مارس 2001 ) .

ويبقي لنا في  نهاية المقالة قراءة سريعة في بعض كتبه ومقالاته ؛ ففي   كتاب " المسيحيون والقومية المصرية في العصر الحديث "  يعرض  لحكم مصر  في عدة عصور مختلفة  ؛ بدءا  من الحكم العثماني  ؛ ثم الحملة الفرنسية  ثم عصر محمد علي ثم عصر إسماعيل والاحتلال البريطاني وأخيرا الحركة الوطنية   منذ ثورة 1919 . وحول الهدف من كتابة هذا الكتاب  ذكر المؤلف في المقدمة  هدفين   الهدف الأول هو تدعيم الوحدة الوطنية ؛ أما الهدف  الثاني هو الوقوف  أمام سييء النية والحاقدين والدساسين الذين يسيئون إلي هذا الوطن بترديد دعوي دائما أن المسيحين  كانوا عونا للإستعمار الأجنبي  ؛ وإذا ظهرت بعض الفترات التي عاني فيها الاقباط من سؤ معاملة   فأني أرمي بذلك  إلي هدفين ؛ الهدف الأول هو التأكيد علي أن هذا لم يكن  في يوم من الأيام سياسة عامة تتنعبها الدولة ؛ بل سياسة بعض الولاة أو الخلفاء أو السلاطين من أجل دوافع شخصية أو استجابة لدعوات  أجنبية لظروف خاصة . أما الهدف الآخر فهو من أجل أن يقرأها المسيحيون فيشكرون الله علي ما يعيشون فيه من  أمن وطمأنينية .

ووطنية الاقباط وقوميتهم كانت سببا من الأسباب التي دفعت  بهم إلي  إعتناق المسيحية  كمظهر من مظاهر الثورة علي الامبراطورية الرومانية  التي سعت  إلي أهدار قوميتهم ؛ فلقد وجد الاقباط  في معتقدات الديانة الجديدة وفلسفتها التي تؤمن بوجود مدبر خفي ذو قوة مجهولة قادر علي كل شيء . ووطنية الاقباط وقوميتهم كانت سببا من الأسباب التي دقعتهم إلي أن يجهروا بمعتقداتهم دون رهبة ولا خوف أمام قوة الدولة الحاكمة ممثلة  في شخص دقلديانوس ؛ وأخيرا انتصر المصريون ممثلون في ديانتهم الجديدة علي الحكم الأجنبي حينما أعترفت الدولة  الرومانية بديانتهم ديانة رسمية للدولة .

ولقد كان الرهبان المصريون خير مثال للروح الوطنية ؛ مثل دعوة الانبا شنودة رئيس المتوحدين   حين حرم علي الاجانب  الالتحاق بالدير الابيض ؛ ووطنية الاقباط هي التي دفعت القديس كيرلس الكبير لدفع هجمات نسطور ليعلن الروح المصرية ممثلة في اتحاد الطبيعتين في السيد المسيح .وفي تحدي ديسقوروس للامبراطور عندما قال  له " إن صلتي ببلادي أقوي من صلة الامبراطور بها " ولم يكن يتردد    أبدا في  معارضة كل أمر يتعارض  مع صالح البلاد الديني والسياسي . ولقد حفظ لنا التاريخ خلال القرن السادس  أنواعا شتي من مقاومة الشعب تنصيب أسقف غريب للاقباط .

كما كان الدكتور زاهر رياض مداوما علي الكتابة  باستمرار في جريدة وطني الأسبوعية ؛ وفي مجلة مدارس  الأحد .  فلقد كتب في مجلة مدارس الأحد عدد  شهري فبراير ومارس 1960 مقالين :- المقال الاول بعنوان "أثر الكرسي المرقسي علي العالم المسيحي " أوضح في دور الكنيسة المصرية علي العالم ؛ فمصر من أوائل البلاد التي  آمنت بالمسيح ؛ وظهر هذا الدور في مدرسة الاسكندرية اللاهوتية ممثلة في فلاسفتها العظام مثل ديديموس الضرير الذي جاء إليه علماء الغرب ليتعلموا منه ؛ وأوريجانوس الذي  أقام علم اللاهوت علي أسس علمية صحيحة . كما ظهر اثرها في مقاومة الاضطهادات ؛ وفي ميدان الرهبنة ظهر رهبان  أتقيياء مثل القديس العظيم الأنبا انطونيوس  والانبا بولا والانبا باخومويس  . كما ظهر أثر الكرسي المرقسي من ناحية الدفاع عن العقيدة  في المجامع المسكونية الثلاث . كما ظهرت جهود الكنيسة المصرية في نشر المسيحية في بلاد أثيوبيا والنوبة . ولقد تميزت كنيسة الإسكندرية  أخيرا  انها لا تستند  إلي سلطة الملوك ؛ ولا تتطلع إلي أن تكون لها سلطة زمنية .

المقال الثاني بعنوان " مصر مركز إشعاع  في أثيوبيا منذ القدم " أوضح فيها دور الكنيسة المصرية في بناء الكنائس ؛ والعادات الشعبية المرتبطة بعيد الغطاس وعيد الصليب . كما كان للكنيسة المصرية دور كبير في ترجمة الكتب المقدسة وكتب القوانين لابن العسال  و الميامر وسير الشهداء والقديسين . وفي العصر الحديث ساهمت الكنيسة المصرية في التعليم والتجارة والنواحي المالية ؛ فعندما افتتح بنك اثيوبيا عام 1944 ؛أشترك بعض المصريين في مساعدتهم .

وفي عدد شهر فبراير  1961 ؛  كتب مقالا عن "قداسة البابا كيرلس الرابع " ؛ اظهر فيه اهتمام البابا كيرلس الرابع بالمرأة  والكتب والعلاقات مع أثيوبيا ومحاولة التقرب بين الكنائس واللغة القبطية  والرهبنة ... الخ .

وفي عدد شهر اكتوبر   1961 ؛ كتب مقالا بعنوان " تطور المسيحية  في   افريقيا "  شرح فيه مراحل دخول المسيحية في اثيوبيا والنوبة وشرق وغرب أقريقيا  . وفي نهاية المقالة طالب الكلية الإكليركية  بتطوير  برامجها بحيث تتلائم  مع هذه المهمة الجديدة ؛  فتنشيء  قسما للإرساليات  تدرس فيه  اللغات الافريقية ؛ وان تفتح الأديرة أبوابها لقبول من يريد أن يترهبن في أديرتها .

وعلي الحكومة ان تطور من مناهجها في معهد الدراسات الأفريقية ؛ وأن توفر  للبعثات التبشيرية القبطية العمل ما دام هذا العمل  يجري في حدود قوانين تلك البلاد .
ومن بين المقالات الأخري التي تم رصدها في مجلة مدارس الأحد :-
1-اللغة القبطية دين في أعناقنا :- مايو 1960 .
1-قدوم المسيح إلي مصر –  عدد شهر أغسطس 1962 .
2-الكنيسة المصرية والاستعمار الأوربي :- عدد شهر سبتمبر 1962 .
3-الكنيسة المصرية والاستعمار الأوربي :- عدد شهر أكتوبر  ونوفمبر 1962 .

4-شهداء المسيحية  في أفريقيا :- عدد شهر يناير 1964 .
5-شهداء المسيحية في  أفريقيا ( نيجريا ) :- عدد شهر اغسطس 1964 .
6- شهداء المسيحية في افريقيا :- عدد شهر  أكتوبر 1964 .
7-مشاكل أفريقية :- عدد شهر يناير 1965 .
8-التفرقة العنصرية :- عدد شهر فبراير 1965 .

9-مشاكل أفريقية – القبلية :- عدد شهر مارس 1865 .
10- مشاكل أفريقية – التخلف الثقافي :- عدد شهر مايو 1965 .
11-مشاكل افريقية – انهيار المستوي الأخلاقي  :- عدد  شهر يونيو 1965 .
12- مشاكل افريقية – التخلف الاقتصادي :- عدد شهري سبتمبر واكتوبر  1965 .

13-  مشاكل أفريقية – هدف الدراسة :- عدد شهر نوفمبر 1965 .
14-بطاركة مصر  أمثلة من الوطنية الصحيحة  :- عدد شهر مايو 1966 .
15- ماذا فعلت الكنيسة من أجل تحرير العبيد ؟ :- عدد شهر سبتمبر و أكتوبر 1966 .
16- أ سقفية الخمس مدن الغربية :- عدد شهر نوفمبر 1966 .
17-أسقفية الخمس مدن الغربية ( 2 )  :- عدد شهر ديسمبر 1966 .

18-الكنيسة القبطية  في السودان :- عدد شهر يناير 1967 .
19-صفحة من التاريخ – ثيؤدورا :- عدد شهر فبراير ومارس 1967 .
20-هيلانة  :- عدد شهر أبريل 1967 .
21- صفحة من التاريخ – الأبا كيرلس :- عدد شهر مايو ويونيو 1967 .
22- ماذا فعل المستعمرون بالبلاد العربية :- عدد شهر أكتوبر ونوفمبر 1967 .

23-كالب الملك الذي  انتقم لشهداء نجران :- عدد شهر ديسمبر 1967 .
24-الله عند بعض القبائل الافريقية :- عدد شهر يناير 1968 .
24-الاسكندرية كما وجدها مارمرقس :- عدد شهر فبراير 1968 .
25- أضواء علي حياة مارمرقس :- عدد شهر  أبريل 1968 .

26-أضواء علي استشهاد مارمرقس :- عدد مايو ويونيو 1968 .
27-الله عند قبائل الأبالويا :- عدد شهري يناير وفبراير1969 .
( مجلة مدارس الأحد – الصفحة الرسمية علي الفيس بوك )  .

كما يوجد في أرشيف وطني تحب باب " وطني من زمن فات "  أربع مقالات هم :-
1-ثقافة الله عند القبائل الأفريقية :-  3 أبريل 2020 .
2-الحزن في أغانينا :-29  يونيو 2021 .
3-كيف أستعمر الفرنسيون الشمال الافريقي  :-  21 سبتمبر 2021 .
4-ثورة المليون شهيد :- وطني   2 نوفمبر 2021 .
( ارشيف وطني  - باب وطني من زمن فات  ) .

بعض مراجع ومصادر المقالة :-
1-مينا بديع عبد الملك :- أقباط في تاريخ مصر ( الجزء الأول ) ؛ ؛ جمعية مارمينا العجايبي للدراسات القبطية ؛نوفمبر 2017  ؛ الصفحات من ( 139- 143 ) .

2-قاموس التراجم القبطية :- جمعية مارمينا العجايبي بالإسكندرية ؛ الطبعة الأولي ؛ 1995 ؛ صفحة ؛ 107 .
3-ملاك لوقا :-  أقباط القرن العشرين :- مطبوعات آنجيلوس ؛  صفحة 459 .

4-زاهر رياض :- المسيحيون والقومية المصرية في العصر الحديث – مكتبة  نور .
5- أرشيف مجلة مدارس الاحد .
6-أرشيف وطني .