أندرو اشعياء
قال أحد التلاميذ للرابي إسماعيل: «إن المصريين لو كانوا قد تحملوا الضربات العشر فقط دون ترك بني اسرائيل يمضون لكان ذلك كافيًا، ولكنهم تحملوا الضربات وتركوهم يمضوا. ولو كانوا تحملوا الضربات وتركوهم يمضوا دون سلب أموالهم لكان هذا كافيًا، لكنهم تحملوا الضربات وتركوهم يمضوا وسُلبت أموالهم!»
فأجاب الرابي: «هذا الأمر يشبه ملك أمر عبده أن يذهب يشتري له سمكة من السوق، فرجع العبد وأحضرَ سمكة دبّ فيها العفن. فقال الملك للعبد: لقد أقسمت أنك تأكل هذه السمكة نيئة أو تُجلد مائة جلدة أو تدفع مائة منًا»
أجاب العبد: «سأكل السمكة»، فبدأ يأكل ولكنه لم يستطع أن يكملها، فقال: «دعني أنال مائة جلدة» وبعد أن نال ستين جلدة خارت قواه فقال: «أدفع المائة منًا» فما كان منه إلا أنه أكل السمكة العفنة، وجُلدَ، ودفع الغرامة!. هكذا كان الأمر مع المصريين: لقد نالوا الضربات واطلقوا بني اسرائيل واُخذت أملاكهم!»
من خلال هذا المثل يتضح الآتي:
- بالغ الرابيون في استخدام الأمثال إذ وضعوها خلال سياق يشرح نفسه لا يحتاج إلى هذا التفسير.
- المثل لا يتطابق إطلاقًا مع الواقع إذ في قصة خروج بني إسرائيل لم يُخير الله المصريين بين ثلاثة عقوبات.
- شبه المثل بأن الملك رجل قاسي لا يشفق إذ لا يوجد عنده سوى عقوبات صعبة في حين أن امثال الرب يسوع شبهت الملك أو السيد أو الأب أو صاحب الأرض بالرجل الرحيم الذي يفهم ويحنو ويتأنى ويهب فرص.
- كثرة استخدام الرابيين للأمثال افقتدها قيمتها لدى الشعب، وخصوصًا كونها لا تتطابق في تفاصيلها مع الواقع أو احتياجات الشعب العميقة.
- استخدم الرب يسوع أمثالًا أكثر واقعية واقعية، لم تتأثر بالثقافة الهيلينة (كما سنرى في أمثلة اخرى)، بالإضافة أن كلامه حمل قوة شخصه..