محرر الأقباط متحدون
ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي القداس الإلهي يوم أمس الأحد الخامس من نوفمبر في كنيسة الصرح البطريركي في بكركي، وقال في عظة ألقاها "نصلّي إلى الله كي يمس ضمائر المسؤولين عندنا، وبخاصة معطّلي انتخاب رئيس للجمهورية فيدركوا حجم جريمتهم بحق الدولة ومؤسساتها واللبنانيين".
 
ألقى البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي عظة في "أحد تقديس البيعة" بعنوان "وأنتم من تقولون إنّي هو" (متى ١٦: ١٥)، وقال غبطته "على هذا السؤال يجيب كل واحد وواحدة منا، بلسان سمعان - بطرس: "أنت هو المسيح إبن الله الحيّ"، وأشار إلى أنه مع "أحد تقديس البيعة" تبدأ السنة الطقسية الجديدة. "وهي سنة كاملة بإثني عشر شهرًا، نحتفل خلالها بالأحداث الخلاصية المرتبطة بحياة يسوع المسيح على أرضنا: تجسّده ودنحه وصومه وآلامه وموته وقيامته، وتأسيس كنيسته وأسرار الخلاص والكهنوت، وإرسال روحه القدوس لتحقيق ثمار الفداء في النفوس، ولقيادة مسيرة الكنيسة حتى نهاية الأزمنة ومجيء المسيح الثاني ملكًا وديّانا".
 
وإذ أشار إلى المشاركة في أعمال سينودس الأساقفة في الفاتيكان في شهر تشرين الأول أكتوبر الفائت، قال البطريرك الراعي "كان الموضوع الأساسي: كيف تكون الكنيسة سينودسية في مقاربة المواضيع والأشخاص، والإصغاء والتمييز في ضوء كلام الله والصلاة والتأمل وسماع ما يقوله الروح القدس للكنيسة، وكانت مناسبة جمعتنا في لقاءات خاصة مع قداسة البابا وكبار معاونيه في أمانة سر دولة الفاتيكان، ومع سفراء دول ورئيسة مجلس الوزراء الإيطالي، وكان الموضوع إياه الضرورة الملحة لانتخاب رئيس للجمهورية فوق كل حاجة واضطرار؛ وعودة النازحين السوريين إلى بلادهم، ومساعدتهم على أرض سوريا. فلبنان غير قادر بعد اليوم على حمل عبئهم المالي والاقتصادي والاجتماعي والتربوي والأمني؛ والتضامن مع قضية الشعب الفلسطيني، وضرورة وقف النار ومسيرة الهدم والقتل في قطاع غزة".
 
وفي عظته مترئسا قداس الأحد، قال البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي "ها هي السنة الثانية تبدأ وسدّة رئاسة الجمهورية في فراغ، وما من كلام جدّي عند أحد بشأن إجراء انتخاب للرئيس. وكأن الفراغ مقصود من أجل المضي في تفكيك مؤسسات الدولة، والتلاعب في موظفيها، وتنفيذ الزبائنية في إداراتها. وهذا ما أفقد المسؤولين السياسيين ثقة العالم بهم، وبالتالي أهل لبنان. يجب، مهما كلّف الأمر، انتخاب رئيس للبلاد وحماية المؤسسات، بدلًا من التخطيط لإسقاط هذا أو ذاك، أو التلاعب في القيّمين على هذه المؤسسة أو تلك. ومن المعيب حقًا أن نسمع كلامًا عن إسقاط قائد الجيش في أدق مرحلة من حياة لبنان وأمنه واستقراره وتعاطيه مع الدول. مثل هذا الكلام يحط من عزيمة مؤسسة الجيش التي تحتاج إلى مزيد من المساعدة والتشجيع والاصطفاف حولها. وهي في الوقت عينه منبع ثقة المواطنين واستقرارهم النفسي والأمني".
 
وأضاف غبطته" وكيف نعبّر عن ألمنا عمّا يجري في غزة الجريحة بل المهدمة من حرب هدامة إبادية ينصب فيها الحقد والبغض بقوة القنابل والحديد والنار؟! وكذلك في الحرب بين روسيا وأوكرانيا. في الحرب الجميع خاسرون. والويلات قتلًا وتهجيرًا تصيب المواطنين الأبرياء الذين يخسرون منازلهم وكل جنى عمرهم. كيف يتبرّئ حكام الدول وأمراء الحروب من جرائمهم ضد الإنسانية؟ فإنّا نناشد ضمائرهم لإيقاف النار، وتكثيف الإسعافات الطبية والمساعدات الغذائية للمشردين والجرحى والجائعين والعراة. أمّا ما يختص بالحرب البغيضة الهدامة هناك فالحل الوحيد الذي يجلب السلام إنّما هو قيام الدولتين بنتيجة المفاوضات والحوار الهادئ والمسؤول. لقد آن الأوان لإعطاء الفلسطينيين حقهم. ان كل الذين التقيناهم في روما عبّروا عن تخوفهم من امتداد الحرب الى لبنان".
 
وفي ختام عظته مترئسا القداس الإلهي يوم أمس الأحد في كنيسة الصرح البطريركي في بكركي، قال البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي "نصلّي إلى الله كي يمس ضمائر المسؤولين عندنا، وبخاصة معطّلي انتخاب رئيس للجمهورية فيدركوا حجم جريمتهم بحق الدولة ومؤسساتها واللبنانيين، وكي يمسك يد أمراء الحرب في الأراضي المقدسة وسواها عن مواصلة ارتكابهم هذه الجرائم ضد الإنسانية. نلتمس رحمتك ومغفرتك يا رب، لك المجد والتسبيح الآن وإلى الأبد، آمين".