CET 00:00:00 - 22/09/2009

كلاشينكوف

بقلم: فيولا فهمي
الجلوس أمام القنوات الفضائية ومتابعة البرامج أحد أهم الفرص المتاحة للاستمتاع بأجازة عيد الفطر، ولان الريموت كنترول –سامحه الله- أحيانًا يأتي إليك بما لا تشتهيه ولا ترغبه، فلقد توقف فجأة عند إحدى القنوات الفضائية الدينية التي تعرض فقرات متتالية من عروض شيوخ الفتاوى وقذائف الأفكار المتطرفة، وبحكم المناسبة السعيدة لعيد الفطر المبارك خصص العديد من كبار الشيوخ والفقهاء فقراتهم حول كيفية قضاء العيد على الطريقة الإسلامية وحدود التعامل مع أصحاب الديانات الأخرى وبعض الطرق الإرشادية لتعليم الأبناء الهدف والمغزى من الأعياد الدينية وغيرها، ولأن طلقات الفتاوى النارية لا تنته بل تزداد اشتعالاً في المناسبات الدينية فلقد كانت قطيعة للآخر والتحريض عليه من أهم سمات تلك الفتاوى الداعية للتطرف والتخلف، فقد رفض أحد الشيوخ الأفاضل فكرة تبادل أطباق الكعك والبسكويت بين المسلمين والمسيحيين على اعتبار أن تهنئة العيد يجب أن تكون بين المسلمين وبعضهم فقط!! إلى جانب الأحكام الدينية في قضايا مثل اختلاط النساء بالرجال في المتنزهات والحدائق والأماكن العامة، وكذلك التهنئة بالمعانقة بين المسلمين في العيد، ومشاركة أبناء المسلمين والمسيحيين في الملاهي وغيرها من القضايا -التي تبدو من وجهة نظرهم- مصيرية وفي غاية الأهمية!
هذه كانت نماذج من القضايا التي ناقشها بعض شيوخ الفضائيات خلال الأيام القليلة الماضية، وفي الواقع ما أحوجنا إليها، فهي بالتاكيد سوف تساهم في إضفاء روح السعادة والمحبة والسلام على قلوب المواطنين خلال تلك المناسبة الدينية السعيدة، إلى جانب أنها قد تساعد في تخفيف مستنقع الأزمات المجتمعية الذي نعيش فيه، بالإضافة إلى قدرة تأثير تلك الفتاوى على إنهاء التوترات الإقليمية في المنطقة!!
والحقيقة أن متابعة تلك القنوات ومشاهدة البرامج الدينية التي لا تسعى سوى لتعميق الفرقة والقطيعة بين المواطنين، قد أفسدت علينا بهجة إجازة العيد وجعلتني أتأكد أن أغنية "العيد فرحة" للمطربة صفاء أبو السعود كانت قبل طوفان الفتاوى الغارق الذي انهال على عقولنا، ولكن الآن يمكن أن نردد أغنية "العيد فتوى"!

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٤ صوت عدد التعليقات: ١ تعليق