في مثل هذا اليوم 10 نوفمبر1483م..
مارتن لوثر (10 نوفمبر 1483 - 18 فبراير 1546) راهب ألماني وقس وأستاذ لاهوت ومُطلق عصر الإصلاح في أوروبا من بعد اعتراضه على صكوك الغفران التي تصدرها الكنيسة الكاثوليكية. نشر في عام 1517 رسالته الشهيرة المؤلفة من خمسِ وتسعين قضيةً يتعلق أغلبها بلاهوت التحرير وسلطة البابا في الحل من «العقاب الزمني للخطيئة»، وقد أدى به رفضه التراجع عن نقاطه الخمس والتسعين تلك بناءً لطلب البابا ليون العاشر عام 1520 والإمبراطور شارل الخامس إلى النفي والحرمان الكنسي وإدانته مع كتاباته بوصفها مهرطقةٍ كنسيًا وخارجةٍ عن القوانين المرعيّة في الإمبراطوريّة.
أبرز مقومات فكر لوثر اللاهوتي أنّ الحصول على الخلاص أو غفران الخطايا هو هبة مجانيّة ونعمة من الله من خلال الإيمان بيسوع المسيح مخلصًا، وبناءً عليه فليس من شروط نيل الغفران القيام بأي عمل تكفيري أو صالح؛ وثانيًا رفض «السلطة التعليمية» في الكنيسة الكاثوليكية التي تُنيط بالبابا القول الفصل فيما يتعلق بتفسير الكتاب المقدس معتبرًا أنّ لكل امرئٍ الحق في التفسير؛ وثالثًا إنّ الكتاب المقدس هو المصدر الوحيد للمعرفة المختصة بأمور الإيمان؛ وعارض رابعًا سلطة الكهنوت الخاصة باعتباره جميع المسيحيين يتمتعون بدرجة الكهنوت المقدسة؛ وخامسًا سمح للقسس بالزواج. ورغم أن جميع البروتستانت أو الإنجيليين في العالم يمكن ردهم إلى أفكار لوثر، إلا أن المتحلقين حول تراثه يطلق عليهم اسم الكنيسة اللوثرية.
قدّم لوثر أيضًا ترجمة خاصة به للكتاب المقدس باللغة الألمانيّة بدلاً من اللاتينيّة التي كانت اللغة الوحيدة التي سمحت الكنيسة الرومانية باستخدامها لقراءة الكتاب المقدس، ما أثر كثيرًا على الكنيسة وعلى الثقافة الألمانيّة عمومًا، إذ عززتِ الترجمة من مفردات اللغة الألمانيّة وطورت أيضًا مبادئ الترجمة، وأثرت ترجمته لاحقًا على ترجمة الملك جيمس باللغة الإنكليزية للكتاب المقدس. ألّف لوثر عددًا كبيرًا من التراتيل الدينيّة التي أثرت في تطور فن الترنيم في الكنائس، وفي السنوات الأخيرة من حياته تزامنًا مع مرضه وتدهور حالته الصحيّة كتب لوثر ضد اليهود وطالب بالتضييق على حرياتهم وحرق كنسهم ومنازلهم، ما دفع إلى رشقه بتهمة معاداة الساميّة.!!!!!!