ياسر أيوب
منذ أن بدأت الدورات الأوليمبية في العصر الحديث 1896.. أصبحت الميدالية الأوليمبية بالنسبة لأى لاعبة '> لاعبة أو لاعب هي دائما الجائزة الرياضية الأكبر والأجمل والأغلى والأشهر.. وبعد 120 سنة.. قررت اللجنة الأوليمبية الدولية منح جائزة أخرى لا يفوز بها فقط من هم في الملاعب يتنافسون ويفوزون.. إنما هي جائزة رفيعة المقام لتكريم كل من قام باستخدام الرياضة لتحقيق أي إنجاز حقيقى في التعليم أو الثقافة أو التنمية أو السلام.
وتم تشكيل لجنة لهذه الجائزة مهمتها اختيار أول فائز بها في 2016 ضمت خمسة أسماء: جاك روج كرئيس سابق للجنة الأوليمبية الدولية، وفومزيل ملامبو نائبة سكرتير عام الأمم المتحدة، وميشيل جان سكرتير منظمة الفرانكوفون، وخوسيه هورتا الرئيس السابق لتيمور الشرقية والفائز بجائزة نوبل، والأديب البرازيلى العالمى باولو كويلو.
وربما لا يعرف كثيرون ممن يقرأون لباولو كويلو وأحبوا رواياته الجميلة أنه أحد العشاق الكبار للرياضة.. وعقب اختياره قال الأديب الكبير إن من يفوز بهذه الجائزة لابد أن يكون إنسانا حرص وحاول ونجح في تغيير حياة آخرين ليساعد في بناء عالم أفضل لا تضيع فيه حقوق الحياة العادلة للجميع.. وكان الكينى كيب كينو هو أول من فاز بهذه الجائزة وتم اختياره بالإجماع.. فهو عداء سابق وبطل أوليمبى في دورتى 1968 و1972.
وبعد اعتزال اللعب.. تفرغ كينو لرعاية الأطفال الذين لا أهل لهم أو بيت.. وأقام لهم بيتا يعيشون فيه وأسس مدرسة ابتدائية في منطقة نائية في كينيا ليست بها أي مدرسة التحق بها 300 طفلة وطفل.. ثم أقام مركزا رياضيا لرعاية المواهب الرياضية دون مقابل ووفر لهم كل احتياجاتهم من مال ورعاية وطعام وعلاج وحماية.. وقال كينو، بعد الفوز، إننا نأتى لهذه الدنيا ونحن لا نملك أي شىء.. ونغادرها أيضا دون أن نأخذ معنا أي شىء.
وتبقى بطولتنا الحقيقية هي ما قدمناه بين الميلاد والموت لمساعدة من كانوا يحتاجون لهذه المساعدة حتى يعيشوا حياتهم.. وغير كيب كينو، هناك أيضا لاعب الكرة الإسبانى مانويل ماتا، الفائز بدورى أبطال أوروبا مع تشيلسى الإنجليزى وكأس العالم مع منتخب إسبانيا، وأثناء زيارته لمدينة بومباى بالهند.. رأى مانويل صغارا كثيرين محرومين من فرحة ومتعة كرة القدم.
فقام بدعوة بعضهم لزيارة إنجلترا على نفقته وفتح لهم ملعب مانشستر يونايتد.. وحين رأى الفرحة في عيونهم.. أنشأ مؤسسة لمساعدة الصغار والمحرومين الفقراء في أي مكان في العالم.. واستثمار شعبية كرة القدم وإعلامها وأموالها في تحسين حياة أكبر عدد ممكن ممن حرمتهم حياتهم من مباهجها وأفراحها.
نقلا عن المصرى اليوم