محرر الأقباط متحدون
"أشجعكُنَّ على الاستمرار في كونكنَّ شهودًا شجعانًا للتضامن الإنجيلي، في زمنٍ يختبر فيه الكثيرون التشرذم والانقسام. وتكتسب هذه المسؤولية أهمية أكبر في ضوء المسيرة السينودسيّة التي تقوم بها الكنيسة جمعاء" هذا ما قاله قداسة البابا فرنسيس في كلمته إلى المشاركات في المجمع العام لراهبات مدارس نوتردام
استقبل قداسة البابا فرنسيس صباح اليوم الاثنين في قاعة كليمينتينا في القصر الرسولي بالفاتيكان المشاركات في المجمع العام ل مدارس نوتردام '>راهبات مدارس نوتردام وللمناسبة وجّه الأب الأقدس كلمة قال فيها أنتم تجتمعنَ لكي تشكرنَ الله على بركاته في الماضي والحاضر ولكي تُميِّزنَ المسار المستقبلي لرهبانيّتكنَّ. وأنتن تقُمنَ بذلك من خلال استخلاص الإلهام من إرث مؤسِّسَتكُنَّ، الطوباوية تريزا ليسوع غيرهاردينغر، التي تصادف ذكرى تطويبها يفي ١٧ تشرين الثاني نوفمبر، وهو اليوم الأخير من مجمعكُنَّ العام.
تابع البابا فرنسيس يقول لقد كانت حياة الطوباوية تريزا شهادة لإيمان مُحوِّل، وشجاعة في خلق دروب جديدة، وتفانٍ في تربية الشباب. لقد أرادت منهجيّتها التربوية أن تكون متكاملة: فإلى جانب التعليم الفكري، كان تتضمّن أيضًا رعاية الروح وتنشئة أشخاص رحماء ومسؤولين يتمركزون حول المسيح. وعلى خطاه، واصلتنَّ السير على هذه المسارات الثلاثة: التربية والخدمة والروحانية. كما نقرأ في قوانينكم، لقد أسّست الطوباوية تريزا الرهبانيّة على الإفخارستيا، وأرستها على الفقر وكرّستها للعذراء مريم. هذا الأساس المتين قد سمح ل مدارس نوتردام '>راهبات مدارس نوتردام بأن يذهبنَ إلى جميع أنحاء العالم ويشهدنَ للإنجيل، ويجعلنَ المسيح مرئيًا من خلال حضورهنَّ المملوء بالإيمان والرجاء والمحبة.
أضاف الأب الأقدس يقول إنَّ الموضوع الذي اخترتُنَّه لمجمعكنَّ العام: "أن نكون شهودًا نبويين للشركة الشاملة"، له أهمية كبيرة في سياق عصرنا. يقدم لنا الكتاب المقدس إشارات عديدة للدعوة النبوية للأفراد والجماعات الذين عززوا الشركة بين مختلف أعضاء شعب الله المقدس. أفكر، على سبيل المثال، في النبي إرميا، الذي كانت مهمته الانضمام إلى شعب إسرائيل في ألمه لكي يساعده لكي يتعرّف على محبة الله الذي يريد دائمًا أن يقيم عهدًا معنا ولكي يجيب عليها. نفكر أيضًا في القديس بولس الذي ذكّر المسيحيين الأوائل في روما بأننا "في كثرتنا جسد واحد في المسيح لأننا أعضاء بعضنا لبعض". في الواقع، إن موهبتكنَّ المتمثلة في "قيادة الجميع إلى الوحدة التي أُرسل المسيح من أجلها" تقوم على رغبة يسوع في الوحدة بين جميع الذين يؤمنون به.
تابع الحبر الأعظم يقول كنساء يعتنقن المشورات الإنجيلية، كنتن منذ زمن طويل رائدات في مُعانقة البعد النبوي للحياة المكرسة، التي تشكل ذكرى حية لأسلوب حياة يسوع وتصرفه كالكلمة المتجسد أمام الآب وأمام إخوته. إنَّ تفانيكُنَّ هو علامة، ليس فقط على عطيّة تقدمة ذواتكنَّ للرب، وإنما أيضًا على استعدادكنَّ لخدمة جميع إخوتنا وأخواتنا فيه.
أضاف الأب الأقدس يقول بينما تتأمَّلنَ الآن حول مسارات جديدة لمسيرة رهبانيّتكنَّ، وتبقَينَ مُتجذرات في الأساس المتين الذي وضعته المؤسسة، أشجعكُنَّ على الاستمرار في كونكنَّ شهودًا شجعانًا للتضامن الإنجيلي، في زمنٍ يختبر فيه الكثيرون التشرذم والانقسام. وتكتسب هذه المسؤولية أهمية أكبر في ضوء المسيرة السينودسيّة التي تقوم بها الكنيسة جمعاء. يشكّل مجمعكنَّ العام زمنًا مناسبًا لكي تُصغينَ بعناية أكبر إلى الروح القدس وإلى بعضكنَّ البعض، من أجل تحسين الروابط التي توحدكنَّ كأخوات وكأعضاء في جسد المسيح؛ وأود أن أؤكد على هذا: الإصغاء. نحن نحب التحدث طوال الوقت مع الجميع. وبالتالي من الصعب علينا جدًا أن نتعلم الاصغاء. إنَّ الرب يكلّمنا من أجل الآخرين أيضًا. لذلك علينا أن نصغي للآخرين، ولا أن نفكر بينما يتكلّم الآخر فيما يجب عليَّ أن أجيبه. لا علينا أن نصغي، وعلى هذا الإصغاء أن يأتي من القلب، وبعدها إذا شعرت بالرغبة في الرد، فعندها أُجيب. إنَّ الإصغاء هو فضيلة يجب علينا أن ننميها في جماعاتنا، وفي الحياة المكرسة. الإصغاء إلى الرب، وإنما أيضًا الإصغاء إلى الإخوة والأخوات أيضًا؛ وهذا أمر مهمٌّ جدًّا.
أيتها الأخوات العزيزات، أشكركنَّ على زيارتكنَّ. ليمنحكنَّ الروح القدس مواهبه بوفرة، لكي تُثمر هكذا مداولات وقرارات المجمع العام ثمارًا كثيرة في حياة جماعتكنَّ. لتحميكنَّ العذراء مريم، أم الكنيسة، ولتساعدكنَّ وتكون مُرشدتكنَّ الأمينة في المسيرة. أبارككنَّ من كل قلبي مع وجميع أخواتكنَّ المنتشرات في جميع أنحاء العالم. وأسألكنَّ من فضلكنَّ أن تُصلِّينَ من أجلي.