مودي حكيم
عزيزى الإنسان.. أخاطبك من حيث أنت إنسان.. لا يهم إن كنت مسلما أو مسيحيًا أو يهوديًا.. أو بوذيًا أو هندوسيًا.. عابدا للأصنام أو ملحدًا، متدينا أو علمانيًا.. امرأة أو رجلا.. أو.. أنا متأكد من أنك، مثلى، منزعج بشدة من الخسارة المأساوية وغير الضرورية في الأرواح في غزة وإسرائيل. إننا نحزن مع أولئك الذين فقدوا أرواحهم. نحن نتشفّع من أجل أولئك الذين فقدوا الاتصال بأحبائهم. ونحن نتشفّع من أجل الرهائن المحتجزين، حتى يتم إطلاق سراحهم قريبًا. وندعو لرجال الطوارئ والخدمات الطبية بعدم إعاقة وصولهم إلى الجرحى أو المحاصرين، وأن يكون لديهم كافة المعدات والإمدادات اللازمة لرعاية الجرحى. ونصلى ضد من يدعو للانتقام. طوبى حقًا لصانعى السلام، ونحن في أمس الحاجة إليهم.
عزيزى الإنسان مهما كان دينك ومعتقداتك، فالدين الصحيح ينبغى أن يكون أقرب إلى فطرة الإنسان الأولى التي تمثل الفضائل والسجايا الخيرة في الإنسان، لنتطلع إلى أن نكون محفزين لصنع السلام، خاصة عندما تتعرض الأقليات للاضطهاد، أو حيث يتم حرمان العدالة، أو قمع حقوق الإنسان، أو عندما تكون هناك حاجة إلى المصالحة، بعد أن استأسدت المنظومة الإيرانية في المنطقة، واختفى مشروع القوة الدولية للمحافظة على الأمن في غزة، وفشل مشروع قرار صاغته روسيا في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يدعو إلى وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية في الحرب بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية في غزة، في الحصول على الحد الأدنى من تسعة أصوات مطلوبة في المجلس المؤلف من 15 عضوا. ويضاف لهذا الإخفاق سلسلة من المحاولات الفاشلة للمنظمة الدولية في اتخاذ قرار ملزم تتمخض عنه خطوات عملية تسهم في حل القضايا الشائكة في الشرق الأوسط منذ بدء النزاع الفلسطينى الإسرائيلى.
ثم يأتى ما ذكره أنطونيو جوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، في بيانه المخيف المثير للقلق هو الآخر، حيث ذكر أن دول العالم قد دخلت بالفعل في مرحلة «الغليان العالمى»، وتوترات طال أمدها. في خضم هذا السيناريو الحافل، أتابع وبقلق عميق انتشار واستمرار الصراعات في جميع أنحاء العالم. فعلى سبيل المثال تظل محنة الفلسطينيين في حق تقرير المصير كما هي، كيف؟.. لا يستطيع العالم إعطاء الأولوية لمناقشة كيفية تهدئة التوترات بين الدول، ووقف الحرب المستمرة، وإنهاء الاحتلال الإقليمى، وإعطاء الحق في تقرير المصير، والحد من ارتفاع مستوى التسلح المستمر والتخفيف من آثاره.
«دعونا نصلّى» من أجل تطبيق القانون الدولى ونبذ العنف، إن سكان غزة ليس لديهم مكان يهربون إليه. إنهم مسجونون تحت حصار قاسٍ، ويقصفون بأحدث الأسلحة الحديثة، ثم يُهاجمون في شوارعهم ومنازلهم. يا الله أين يجدون ملجأ. ولم يستمع أحد إلى معاناتهم منذ أكثر من 60 عاما.
يا إله المظلومين والمعذبين.. نراكم في جرحى غزة.. نسمع صراخكم من الألم- نشارككم دموعكم. نرجو ألا نصمت أبدًا في مواجهة مثل هذا الألم.
يا الله، ليسمع قادة العالم أخيرًا صرخات الأطفال ومعاناة غزة. نرجو أن يفك الحصار. سيتم فتح البوابات. أتمنى أن يُسمح لهم بالحصول على الغذاء والماء والدواء وحقوق الإنسان والكرامة والعدالة والديمقراطية. يا الله اسمع صراخ غزة. عسى أن تأتى الحرية، عسى أن يأتى الشفاء، عسى أن يأتى الأمل. نرجو أن يعاملوا كما نحب أن نعامل.
ونحن نُصلى من أجل شعب إسرائيل لأنه لن يكون هناك سلام لهم حتى ينتهى الاحتلال وينتهى الحصار، ولا سلام لهم حتى تتحقق العدالة لفلسطين. ونحن نصلى من أجل أن يأتى السلام قريبًا وأن يدرك كل شخص قيمة الآخر، وأن تصبح إسرائيل وفلسطين أرضًا مقدسة مرة أخرى. آمين.
«دعونا نصلّى» معًا من أجل العالم، من أجل الضحايا الأبرياء، نُصلِّى لإله الحياة، نُصلِّى من أجل جميع ضحايا الحرب، للعديد من ضحايا كراهية الإنسان للإنسان.
نقلا عن المصرى اليوم