حمدي رزق
والمعنى: صعبة، وحاجزة، وطريق وعر كالجبل يصعب أن تمروا عليه.. هكذا يوصف التهجير القسرى لسكان غزة'> الموقف المصرى من خطة التهجير القسرى لسكان غزة.
لاءات مصر معلومة ومعلنة على الكافة، «لا للتهجير.. ولا للتوطين.. ولا لفكرة الوطن البديل.. ولا لتصفية القضية الفلسطينية»، هذا ما يوغر صدر الإسرائيليين، ويهرفون بأكاذيب ملفقة، ويرمون الموقف المصرى الراسخ العتيد بما فى نفوسهم من غل وحقد.
للرئيس الأمريكى الأسبق «جيمى كارتر» مقولة معتبرة فى الأدبيات السياسية: «يصبح العدوان مرضًا شديد العدوى إذا لم تتم مقاومته»، وهكذا العدو الإسرائيلى أصبح شديد العدوى (الخطورة)، ومستوجب مقاومته.
نباح نفر من الساسة الإسرائيليين على الموقف المصرى يعالجه لسان مصرى يعبّر عن صلابة الموقف الوطنى من مخطط إسرائيلى خبيث أفصح عنه وزير المالية الإسرائيلى «بتسلئيل سموتريتش»، وخلاصته: خطة تسمح بحركة جماعية للاجئين من قطاع غزة إلى بلدان توافق على استقبالهم.
ويقول ببجاحة سياسية: «هذا هو الحل الإنسانى الصحيح لسكان قطاع غزة والمنطقة بأكملها بعد ٧٥ عاما من اللجوء والفقر، والمخاطر.. الحل الوحيد الذى سيضع حدًا للمعاناة والألم بين اليهود والعرب على السواء».
لم يمررها أسد الخارجية المصرية الوزير سامح شكرى، حاسمًا: «هذا التصريح يعد تعبيرًا عن سياسة الحكومة الإسرائيلية المخالفة للقوانين الدولية.. وأى محاولة لتبرير وتشجيع تهجير الفلسطينيين خارج قطاع غزة أمر مرفوض مصريًا ودوليًا، جُملةً وتفصيلًا».
واستهجن الوزير شكرى الحديث عن عملية النزوح وكأنها تحدث بشكل طوعى، نزوح المواطنين فى غزة هو نتاج الاستهداف العسكرى المتعمد للمدنيين بالقطاع، وعمليات حصار وتجويع مقصودة تستهدف خلق الظروف التى تؤدى إلى ترك المواطنين منازلهم ومناطق إقامتهم، فى جريمة حرب مكتملة الأركان وفقًا لأحكام اتفاقية «چنيف الرابعة لعام ١٩٤٩».
الوزير شكرى كان حاسمًا فى رده، وألقم الوزير الإسرائيلى حجرا ثقيلا: «على من يدعى الاهتمام بالوضع الإنسانى فى غزة أن يعمل على وقف العمليات العسكرية التى أدت إلى قتل المدنيين من الأطفال والنساء».
موقف مصر واضح جلىّ، ومن منطق قوة، وأرضية وطنية، والرئيس السيسى قالها مرارًا وتكرارًا وبوضوح وشفافية قطعيًا: «لن تقبل مصر تصفية القضية على حساب آخرين.. ولا تهاون ولا تفريط فى الأمن القومى المصرى».
مصر (على لسان الوزير شكرى) سوف تواصل جهودها من أجل الحفاظ على الحقوق المشروعة وغير القابلة للتصرف للشعب الفلسطينى، ومنها: حقه فى البقاء على أرضه، وإقامة دولته المستقلة القابلة للحياة ومتصلة الأراضى على حدود ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية.
مصر «عَقَبَةٌ كَؤُودٌ» تقف كالجبل فى وجه مخطط الإبادة الجماعية لشعب غزة، وفى ظهر الشعب الفلسطينى الصامد فى أرضه مدافعًا عن وجوده، قضية وجود، المخطط الصهيونى كما هو معلوم محو شعب غزة من الوجود، وتسوية غزة بالأرض، مخطط الأرض المحروقة يهدد الوجود الفلسطينى، وهذا ما تخشاه مصر، وتقف صامدة كالطود الشامخ فى عين العاصفة.
شعب غزة فى قلوبنا المفطورة على ضحاياه، وقبل التعزية دعم، وقبل الدعم إنقاذ الأرواح.. كل ذلك لا يروق لجماعات الضغط الإسرائيلية فى الكنيست، وكأن الهدف من إشعال الحرب فى الأرض المحتلة فتح الحدود المصرية، وتفريغ شعب غزة فى سيناء.. وتدور أسطوانة التوطين المؤقت، والاستيعاب الإنسانى الاضطرارى، وهكذا يفصحون عن نواياهم الخبيثة.. فعلا اللى اختشوا ماتوا عرايا من الخجل.
نقلا عن المصرى اليوم