ياسر أيوب
اعتزلت لاعبة التنس الأمريكية بيللى جين كينج فى 1990 حين كانت المصرية هايدى الطباخ لا تزال فى الرابعة من عمرها.. ولم تتوقع هايدى أو أى أحد آخر أن يجرى الزمن سنة بعد أخرى لتصبح هايدى فى 2019 المديرة الفنية لمنتخب كندا للتنس، والذى قادته منذ أيام قليلة إلى الفوز لأول مرة بالبطولة الدولية الكبرى التى تحمل اسم بيللى جين كينج.
وكان كثيرون قد اختاروا بيللى كأعظم لاعبة تنس فى التاريخ ليس فقط لبطولاتها الكثيرة.. 39 بطولة جائزة كبرى، منها 12 بطولة فردية و16 «زوجى سيدات» و11 «زوجى مختلط»، وأصبحت المصنفة الأولى عالميًّا فى 1966.. إنما كان اختيارها أيضًا لأنها أول لاعبة تنس تثبت أن المرأة فى ملاعب التنس ليست أضعف أو أقل من اللاعبين الرجال.
فقد بدأ هذا التحدى فى 1888 حين أُقيمت أول مباراة تنس بين لاعبة ولاعب وكانت بين شارلوت دود وإرنست رينشو، الفائزين ببطولة الويمبلدون وخسرتها شارلوت.. ثم خسرت سوزان عام 1922 وهيلين ويس عام 1928 ودوروثى راوند عام 1936. وجاء عام 1973 لتفوز النساء أخيرًا بفضل بيللى، التى انتصرت على روبرت ريجز فى مباراة تاريخية فى هيوستن، تحولت إلى فيلم سينمائى شهير.
وتوالت بعد اعتزالها جوائز تكريم وتقدير بيللى، وفى 2020 تم إطلاق اسمها على بطولة الاتحاد الدولى للتنس لمنتخبات السيدات التى بدأت أصلًا فى 1963.. وكانت الولايات المتحدة هى الأكثر فوزًا بالبطولة قبل تغيير اسمها.. وبعدما أصبحت تحمل اسم بيللى جين كينج فازت بها روسيا ثم سويسرا.. ولم يكن هناك مَن يتوقع أن تفوز بها كندا فى 2023 ولم يكن ذلك هو رأى هايدى الطباخ، التى قادت لاعبات كندا إلى الفوز بالبطولة.
فبعد أن هاجرت هايدى مع أسرتها إلى كندا فى 1994، ظلت تلعب 11 عامًا باسم مصر، ولعبت بعدها باسم كندا.. ومن المؤكد أن موهبة هايدى كلاعبة كانت أقل كثيرًا من موهبتها وقدرتها كمدربة تنس.. وكانت هايدى ابنة الإسكندرية بشهادة الصحافة الكندية والأمريكية شريكة أساسية فى كل انتصار حققته أى لاعبة كندية منذ تولت هايدى منصبها كمديرة فنية للمنتخب الكندى، وأجمع الصحفيون المتابعون لمنتخب التنس الكندى أن هايدى لم تكن مدربة تقود لاعباتها فنيًّا.
لكنها نجحت فى أن تغرس تحت جلد كل لاعبة منهن إحساس الثقة، وأنها ليست أقل من أى لاعبة تنس أخرى فى العالم.. وهو ما أكدته لاعبات المنتخب الكندى حين أكدن أن هايدى الطباخ لم تعلمهن كيف يلعبن التنس، لكنها بالتأكيد علمتهن كيف يفزن مهما كانت التحديات ومستوى وتصنيف المنافسات فى كل ملعب.
نقلا عن المصري اليوم