الأب رفيق جريش
تتحجج إسرائيل بأن المستشفيات التى تدمرها وتقتل مرضاها هى مواقع لحركة حماس، والتى ينطلق منها هجومها على جيشها، كما هاجمت مستوطناتها فى غلاف غزة يوم 7 أكتوبر الماضى، ورأينا بأم أعيننا قتلها للأطفال والمبتسرين لأنها تريد قتل شعب بأكمله وقتل مستقبله أيضا، لا أعرف إن كان من ضمن جنود الاحتلال من هم آباء وأمهات عندهم أطفال، فبأى دم باردٍ يستطيعون قتل هؤلاء الأطفال الأبرياء؟.
كذلك يستهدف جيش إسرائيل الصحفيين والمراسلين ليس فقط العرب، لكن أيضا الأجانب، وهذا دليل آخر على أن الاحتلال يريد أن يقتل «الكلمة» الناطقة والمرئية والمسموعة حتى لا تصل إلى العالم صارخة من ويلات هذا الجيش، وحقيقته بأنه جيش لا يتحلى بأخلاقيات القتال التى ينظمها القانون الدولى والقانون الإنسانى، ولا الفطرة الإنسانية التى تنهى عن قتل النساء والأطفال وأخذ ذنب هؤلاء بهؤلاء.
كذلك استهدف الجيش الإسرائيلى مدارس «الأونروا» التابعة للأمم المتحدة، مما أدى إلى قتل من لجأوا إليها هربا من القصف، وأيضا موظفو الإغاثة رغم تمتعهم بحصانة خاصة، حيث قتل حتى أمس 101 من موظفى الأمم المتحدة، وبهذا يقتلون أى إغاثة تذهب للفلسطينيين، ويعملون فى جميع مناطق الصراع فى العالم، كذلك سيارات الإسعاف والمسعفون، ولا ننسى رطل سيارات الإسعاف التى كانت متجهة إلى معبر رفح المصرى حاملة المصابين لعلاجهم فى مستشفيات مصر. وهذا دليل آخر على أن الجيش الإسرائيلى يجهز حتى على المصاب حتى لا يعود غزة صحيحا معافى، كل هذا، وغيره، دلائل على وحشية الجيش والحكام فى إسرائيل الذين يمتدحون ديمقراطيتهم، وينزفون ليلا ونهارا الدموع على قتلاهم فى المحارق النازية، وها هم يفعلون ما هو أسوأ بلا رحمة ولا إنسانية والعالم الغربى المساند لإسرائيل حتى فى وحشيتها يتأرجح ما بين السكوت التام أمام هذه الوحشية أو يطلق مبادرات عن وقف إطلاق النار، لكن دون حسم وفاعلية، رغم أن كثيرا من شعوبه بدأوا يفهمون ويتحركون ويتظاهرون ضد سياسة حكامهم تجاه غزة وتدليلهم لإسرائيل.
هذه الجرائم لا يجب أن تمر بدون حساب عسير لمن أعطوا الأوامر لحرب الإبادة الجماعية أسوة بحكام سابقين للصرب والأفارقة الذين تمت محاكمتهم لاغتصابهم حقوق الإنسان، لذا يجب أن يطالب الجميع بهذا، شعوبا وحكاما، حتى لا يظهر فى تاريخ الإنسانية مجرمون فى صور حكام بابتسامتهم البلاستيكية الذين يبطنون الحرب والإبادة لغيرهم. هكذا يقتل جيش إسرائيل «الكلمة» و«المستقبل» و«الشفاء» أى العناصر الثلاثة التى تحترم الإنسان حتى فى زمن الحرب.
كذلك جاء الوقت الحثيث لإيجاد حل نهائى لهذا الصراع الفلسطينى (العربى)- الإسرائيلى بإقامة دولة فلسطين على أرض فلسطينية بعد ٧٥ سنة من الاحتلال الغاشم، ويكون «حل الدولتين» هو الحل النهائى، حتى تنعم منطقة الشرق الأوسط بالسلام.
نقلا عن المصري اليوم