( بقلم : أشرف ونيس )
إلام توجهنا رغباتنا و تطلعاتنا فى أيامنا هذه ، أفلا نتعقل نحن البشر ؟ كلا ! فلقد أثبتت الدهور بخبراتها التي زينت رؤوسنا ب أبيض اللون ؛ بأن الإنسان كما هو على طول أزمانه ، لم يغيره تقدمه كما لم ينقذه تأخره !!!
لحقه الخطأ ؛ من جعل من غابر الأزمنة السالفة نبراسا لحميد الأخلاق دون غيرها من الأزمان ، فلكم طوت الدهور الماضية جما و كما من الجرائم التي تندت لها أجبنة الشاخصين لها ، حين شخصوا و حدقوا أنظارهم فى بحور الآثام ، فكانت لهم الدهشة و الصاعقة التى جعلت من عقولهم و أذهانهم قلعة لسوء الخبرات التى شوهت منهم أنفس الكثيرين ، بينما صقلت نفوس الباقين من البشر و إن كانوا أقلاء دون غيرهم !!!
لم يكن بقديم السنوات و أيامها الضياء الذي تحتاجه بواطن البشر ، فتستنير به أرواحهم و تستضئ منه أخلاقهم ، حتى يتجلى ذلك فى معاملات الإنسان و أخيه الإنسان ، لكنه الشر حينما تباطأت خطاه ثم تسارعت إلى حيث يقصد و يؤول ، صور عدم النقاء وقتما تعثرت خطواتها ب أصول و عادات ، فأخذت - الشرور - قسطًا ليس بهين من الوقت حين صوبت سهامها فأصابت ما قصدته و رمته من أهداف ، نعم ؛ إنها طرق و طرائق عدم النقاء حين تغيرت أشكالها و سرعة وصولها إلى مراكز القلوب ، فجعلت منها أحجارًا لا تلين مع أصوات الحكمة و وخز الضمائر قبل انتقالها إلى مثواها الأخير ، و هكذا كان و لايزال الإنسان على طول عهوده ، لم يردعه القديم كما لم يحجم آثامه الحديث !!!
لن تأتي الإرادة بالايجاب على أصحاب العقول المريدة و ذوي الإرادة العاقلة مالم تعد بالنفع التام على من خُلِقوا لها و تواجدت هى لهم ، لكنها الفاجئة المروعة التي أذهلت غير عواقل الأرض قبل من اتخذوا لهم العقل دربا ؛ أن الكثيرين و الكثيرات - بدءا ف ختاما - قد اتخذوا من الإرادة سبيلا للسير فيما لا سبيل له ، بل نهاية و صدامًا و هلاكًا ، أتو بكامل رغباتهم من كل حدب و صوب بكل ما لا ترغبه او تستسيغه الإنسانية التى جُبِلوا هم عليها ، بدأوا بالقتل و سوف ينتهون به ! و ما بين قايين القاتل و هابيل أخيه المقتول إلى عصورنا الآنية و ما لم يأتي بعد ؛ كم دمروا و زهقوا الأرواح و استحلوا الدماء و أحضروا من الهاوية كل الوسائل التى تودى بانسانيتهم ل وهدة الهلاك ، فضلا عن أجسامهم المحفوظة ليوم سقوطها و طرحها فى نار ضارمة ، خلقوها و ابتدعوها هم بأنفسهم لأنفسهم ، و هكذا كان التاريخ و مفرداته التي تقر إقرارا بظلامية و قتامة المنهج البشري التي لم تتغير فصوله أو أحداثه منذ أن وُجِدت نسمة الحياة بالإنسان مارًا بعصوره و أيامه المنصرمة و المنقضية إلى الآخرة و الانتهاء و الاختتام .
نتطلع إلى ذلك العصر الذي تعانق فيه إنسانيتنا سحب السماء فى سموها لا لجج الجحيم فى تدنيها ، الذي تعلو فيه أحلامنا الحالمة فوق تلك الأبحر الهائجة المزبدة بالتشويش و الفوضى ، لتدرك مأربها و ما تشتاق له ...... ، فها هى خيالاتنا بل أعماقنا ؛ تتوق إلى أيام فيها نرنو ركضًا لخدمة من يشاركنا و يقاسمنا الهواء عيشا ، لا سعيا وراء استحضار و إيجاد ما يلوث الكل حتى الهواء اختناقا ف موتا و اندثارا ، ليت الفضائل القابعة فى محبسها دون انفراجة لها أن تخرج طليقة الأيدي ، حرة الأجساد ، ساعية فى مسعاها دون قيد لها أو أغلال .