خالد منتصر
مصر تملك أكبر بئر نفط إبداعية وهو فن التمثيل، ثروة حقيقية من المواهب الحقيقية والمتميزة.
موهبتان من مسلسل «صوت وصورة» لفتتا نظرى بشدة، الأولى نجلاء بدر فى دور جديد تماماً عليها، هجرت فيه دور العشيقة أو المستهترة.. إلخ، هى هنا الأم والزوجة التى تدافع عن بيتها وأولادها بكل قوة وعن سمعة زوجها الذى كانت تعرف عيوبه وخطاياه لكنها تدافع عن الكيان الأسرى قبل كل شىء، بشراسة القطة التى تحمى وليدها وبيتها، إيقاع الشخصية لا بد أن يكون بميزان الذهب، وهى نجحت فى الحفاظ على هذا الإيقاع بمنتهى الذكاء والانضباط، الدور كان يسمح بصراخ وعويل وانفعالات أوڤر، لكنها حافظت على الهدوء الظاهرى الذى يخفى بركاناً.
الموهبة الثانية هى رامى الطمبارى فى دور الضابط، ودائماً دور الضابط يغرى بالنمطية، لأننا قد شاهدنا من قبل آلاف الأقنعة التمثيلية لشخصية وأداء الضابط، لكن رامى فى هذا المسلسل وصل إلى خلطة سحرية وتركيبة مدهشة للضابط الذى يؤدى عمله بكل كفاءة لكنه يحمل فى داخله رادار تعاطف وبوصلة حميمية مع المتهمة المقتنع ببراءتها رغم أدلة الإدانة.
وبرغم ذلك ما زال يحافظ على تلك المسافة الآمنة، صوت هادئ، ثقة، عينان تنطقان بمكنون الروح، عينان تنتميان لعالم محمود المليجى، فالممثل نافذته التى يطل منها على الجمهور ويطل عليه الجمهور منها، هى العين، ورامى الطمبارى لديه هذه العين التى ستضمن له النجاح والترجمة الفورية لمشاعره العميقة.
مبروك لهاتين الموهبتين، ومرحباً بالإبداع.الفن هو الحل.
نقلا عن الوطن