د. وسيم السيسي
أنا أَشَرّ إنسان بالنسبة لكم، دماء ودمار العراق في رقبتى، وإن كنت قد تنصلت منها «أنكرت دورى فيها»، لو كنت على قيد الحياة كنت أنكرت دورى في دماء غزة، رغم وقاحتى وقولى عنكم إنكم فاسدون مفسدون، ولابد من احتلالكم، وتقسيم بلادكم حتى تكون إسرائيل الكبرى محاطة بدويلات هشة خاضعة لها!. وُلدت 1916م سنة سايكس بيكو، حتى أُكمل تقسيم ما تم تقسيمه بعد الحرب العالمية الأولى.
وُلدت في لندن من أسرة يهودية، أتقنت العربية والعبرية والآرامية والتركية والفارسية واليونانية واللاتينية، درست التاريخ وأخذت الدكتوراه في تاريخ الإسلام والخلافة العثمانية سنة 1939م، وأنا الأجنبى الوحيد الذي كان له حق البحث في الأرشيف العثمانى.
قرأت تاريخ العالم، عرفت أن أوروبا تريد أن تتخلص من يهود العالم، كما تريد نهب ثروات الشرق الأوسط، فعملت على تحقيق الرغبتين، خصوصًا بعد معرفتى بطردنا من إسبانيا «مرسوم الحمراء 1492م»، وما قاله بنيامين فرانكلين عن اليهود «1706- 1790» إننا نمتص دماء الشعوب، وإذا تركونا فسوف نغزو أمريكا، وسوف يلعن الأحفاد الآباء والأجداد إذا لم يطردونا الآن من أمريكا، كذلك ما كان من شكسبير وروايته شيلوك أو تاجر البندقية «1605م».
كذلك رواية دون كيشوت للإسبانى سرفانتس، ولا أنسى الجندى اليهودى الفرنسى «دريفوس» وخيانته لفرنسا، ولا أنسى الكوميديا الإلهية لدانتى، ونحن نقوم الآن بالمظاهرات في إيطاليا نطالب بمنع عرضها، وأخيرًا مسرحية فولتير «التعصب». أحسست أن وجودنا مؤقت في أوروبا، خصوصًا أن أفران هتلر مازالت ماثلة أمامى «الهولوكوست» «الحرب العالمية الثانية 1939- 1945».
نظرت على الجانب الآخر، صحيح أنهم قراصنة ورعاة بقر، ولكنهم أصبحوا أقوياء بالعلم، الحروب الصليبية، الاحتلال البريطانى 1882م، تيودور هرتزل 1897م، سير هنرى كامبل بانرمان 1907 وتحالفه مع حاييم وايزمان 1874- 1952م، سايكس بيكو 1916، إسرائيل 1948، العدوان الثلاثى 1956، نكسة 1967م، رائعة أكتوبر 1973 التي هُزمنا فيها لولا أمريكا، نحن قطة صغيرة تموء في جلد أسد، وليس لها من الأسد إلا جلده!.
وجدت نفسى مبعوثًا من الشيطان حتى أحقق الهدفين، كانت مقالاتى في البيت الأبيض يدرسها جورج بوش الابن، وذلك لأنى تنبأت بانحسار العلمانية عن إيران، وتحقق هذا بوصول الخومينى للحكم، كما تنبأت بأفعال بن لادن قبلها بسنتين، فأصبحت نبيًّا للإدارة الأمريكية، وأذكر أنى علقت بعد كارثة البرجين: لقد جعلنى
بن لادن مشهورًا!.
تقدمت 1980م بمشروع تقسيم كل دولة عربية إلى دويلات صغيرة، إلى بريجنيسكى، مستشار الأمن القومى في ولاية جيمى كارتر، ظل الكونجرس الأمريكى يدرس هذا المشروع، وبعد ثلاث سنوات أقره بالإجماع، على الولايات المتحدة تنفيذه مهما طال الزمن!.
كما قسمت السودان إلى دويلة مسيحية عاصمتها جوبا، وقد تحقق هذا 2011م، دارفور «على وشك الانفصال»، دولة سُنية عاصمتها الخرطوم. كما قسمت العراق، سوريا، السعودية، ويمكنكم العودة إلى الهواتف التي في أيديكم: «برنارد لويس- الشرق الأوسط الجديد»، غادرت عالمكم 2018 وأنا في أرض شيول الآن، «أرض الظلمات»، في انتظار يوم الحساب، أريد أن أُكفر عن جرائمى وأخاطب الدول العربية: أفيقوا تعلموا من كليلة ودمنة حين سأل الأسد الثعلب: من أين أتيت بهذه الحكمة؟، قال الثعلب: من رأس الذئب الطائر!. الدور عليكم إذا تركتم غزة.
نقلا عن المصرى اليوم