كتب - محرر الاقباط متحدون
وجه الأنبا نيقولا أنطونيو، مطران طنطا للروم الأرثوذكس، والمتحدث باسم الكنيسة في مصر، رسالة بخصوص عيد دخول والدة الإله إلى الهيكل (21 نوفمبر)، وجاء بنصها :
لا نعرف شيئًا عن والدة الإله قبل أن يجيئها جبرائيل ليبشّرها بولادة المخلّص. لذلك دخولها إلى هيكل أورشليم وإلى قدس الأقداس ليس مذكورًا في الإنجيل المقدس، ولكنه ذُكر في أحد الأناجيل المسمّاة «منحولة» أي التي لم توافق الكنيسة على قانونيّتها.
قبل التقليد الرسولي والكنسي ما ورد في هذه الأناجيل عن العذراء مريم، مع عدم الاعتراف بقانونيّتها، ليؤكدا أنّ الله اختار مريم منذ طفوليّتها لتكون والدة المخلّص.
كان والداها يواكيم وحنة بارين امام الله. رأت والدة العذراء القديسة حنة أنها تقترب من نهايتها دون أن تنجب طفلًا. لهذا السبب توسلت مع زوجها الفاضل يواكيم بحرارة بالصوم والصلاة لله أن يرحم عقمها وينجبها طفلًا. حتى أنها وعدت أنه إذا وافق الله على طلبها فإنها ستكرس هذا الطفل لله.
مَنّ الرب الإله عليهما بثمرة البطن، مريم، فأخذاها إلى الهيكل لتقيم فيه وفاء لنذر كانا قد قطعاه على نفسيهما. كانت مريم يومها قد بلغت الثالثة من العمر. دعا زخريا رئيس الهنة الشريف بعض العذراى العبرانيات عريقات الجنس ليواكبنها بالمصابيح. فتقدمتهن مريم دونما خوف أو تردد. وبخلاف كل الأعراف، أدخل رئيس الكهنة الطفلة مريم إلى قدس الأقداس. وعاد يواكيم وحنّة إلى بيتهما وبقيت العذراء مريم في قدس الأقداس. وفي غضون إقامتها في الهيكل توفيا.
أمضت مريم في الهيكل تسع سنوات تحيا لله وحده، تتأمل جماله. وبالصلاة الدائمة واليقظة أنجزت نقاوة القلب واستحالت مرآة صافية تعكس مجد الله. وقد تزينت بزي الفضائل البهي كمثل عروس تتهيأ لتستقبل في ذاتها العريس السماوي الذي هو المسيح. يقول القدّيس غريغوريوس بالاماس، الّذي كتب عظة في دخول العذراء مريم إلى الهيكل: "إنّ الهدف أن تتهيّأ للمسيح بالصلاة الهدوئيّة وسماع كلمة الله".
لما بلغت مريم الرابعة عشرة (تقليد آخر يقول الخامسة عشرة) من عمرها، ولكونها فقدت والديها، أعتبر الكهنة بمثابة والديها، وبحسب العادة المتبعة ذاك العصر استدعوا أقرب أقربائها وألقيت القرعة عليهم فوقعت على يوسف الصدّيق فاعتبر خطيباً للعذراء مريم. وعادت إلى الناصرة حيث قبلت سرّ البشارة. وقد أخذها يوسف خطّيبها إلى بيته، بعد أن ظهر له الملاك. وظلت مع يوسف العفيف إلى كمال الساعة وولدت الرب يسوع المسيح الذي تجسد في أحشائها.
من صلاة الغروب الكبرى العيد:
"لقد بزغ نهار مبهج. وعيد كلي الوقار. لأن التي هي قبل الولادة عذراء، وبعد الولادة عذراء. تُقدم اليوم إلى الهيكل المقدس. فيفرح زخريا الشيخ والد السابق (يوحنا المعمدان). ويهتف بابتهاج، لقد اقتربت التي هي رجاء الحزانى إلى الهيكل المقدس بما أنها قديسة. لكي تُنذَر لسكنى ملك الكل. فاليُسر يواكيم الجَد ولتبتهج حِنة. لأنهما قد قدما لله السيدة البريئة من العيب، كعجلة ذات ثلاث سنين. فيا أمهات افرحن، ويا عذارى ابتهجن، ويا عواقر تباشرن معًا. لأن ملكة الكل السابق تحديدها، قد فتحت لنا ملكوت السماوات. فافرحن أيها الشعوب وابتهجوا".
طروبارية العيد (باللحن الرابع):
"اليوم البتول التي هي مقدمة مسرة الله وابتداء الكرازة بخلاص البشر قد ظهرت في هيكل الله علانية وسبقت مبشرة للجميع بالمسيح فلنهتف نحوها بصوت عظيم قائلين: افرحي يا كمال تدبير الخالق".
تاريخ العيد:
يُذكر أن ترتيب هذا العيد يعود إلى أواخر القرن السابع أو أوائل القرن الثامن، أما سمعان ميتافرست، وهو من رجال القرن العاشر، فقال إن هذا العيد رُتّب لأول مرة في القسطنطينية سنة 730م. ويبدو أنه اعتمد في القسطنطينية في القرن الثامن أيام البطريرك طراسيوس.
في القرن التاسع، صنف كل من جاوجيوس النيقوديمي وباسيليوس المكدوني نشائد للعيد لا تزال ترتل في الكنيسة إلى يومنا، وهي القانونان الأول والثاني في صلاة السَحَر. كل عام وانتم بخير، لتكن بركة العذراء مريم والدة الإله معكم.