ياسر أيوب
لا تتشابه مباريات كرة القدم وتبقى لكل مباراة حكاياتها الخاصة بها.. وهناك مباريات ينزل فيها التاريخ الكروى نفسه إلى أرض الملعب مع الفريقين فلا تبقى المباراة مجرد 90 دقيقة تنتهى بفائز ومهزوم أو تعادل الطرفين.. وكان هذا التاريخ حاضرا يوم الخميس الماضى في استاد بومبونيرا في العاصمة الأرجنتينية بوينس آيريس حين استضافت الأرجنتين منتخب أوروجواى ضمن التصفيات اللاتينية للمونديال المقبل.. وتحدث أو توقف كثيرون أمام مفاجأة فوز أوروجواى على الأرجنتين وهى تلعب على أرضها ووسط أهلها لتصبح الخسارة الأولى للمنتخب الفائز بالمونديال الماضى بقيادة ميسى والمصنف الأول كرويا على العالم حاليا.. ورغم أن الحساسية الكروية اللاتينية وفقا للثقافة الكروية السائدة في العالم كله هي التي بين الأرجنتين والبرازيل.. إلا أن الصراع الكروى التاريخى بين الأرجنتين وأوروجواى لا يقل حساسية وشراسة عن صراع الأرجنتين والبرازيل.
وهو الأقدم أيضا في أمريكا اللاتينية منذ لعب البلدان معا في 1902 وكانت المباراة الأولى سواء للأرجنتين وأيضا أوروجواى وفازت بها الأرجنتين بستة أهداف.. وانتقمت أوروجواى وفازت في 1959 على الأرجنتين بنفس النتيجة.. وفازت أوروجواى أيضا في 1916 بالكأس اللاتينية قبل الأرجنتين بخمس سنوات.. واستمر الصراع بين البلدين حتى المونديال الأول 1930 لتقوم بينهما أول حرب في تاريخ المونديال.. فالأرجنتينيون أغضبهم أن تفوز جارتهم الصغيرة بحق تنظيم هذا المونديال الأول.. واستقبل أهل أوروجواى منتخب الأرجنتين الذي جاء من أجل المونديال فيها الأرجنتين منتخب أوروجواى بالطوب والصراخ والشتائم وقرر الأرجنتينيون الانسحاب والعودة إلى بلادهم لكن نجح رئيس أوروجواى في إقناعهم بالبقاء.. وفى نهاية مشوار المونديال تأهل البلدان للنهائى.. واستعد جمهور أوروجواى للاحتفال بالفوز بكأس العالم رغم أنف الأرجنتين وملأوا استاد سنتيناريو منذ الصباح بعد قضاء الليل كله بجوار فندق المنتخب الأرجنتينى في صخب وصراخ حتى لا ينام الأرجنتينيون.
وعبر آلاف الأرجنتينيين نهر لابلاتا بمراكب صغيرة ليكونوا بجوار منتخبهم ويعودوا معه إلى بوينس آيريس بأول كأس عالم.. وبعد فوز أوروجواى بدأت محاولات اقتحام الملعب للتعبير عن فرحة الفوز على الأرجنتين التي كانت أكبر من فرحة الفوز بالمونديال الأول.. وعلى الفور تم نقل المنتخب الأرجنتينى سرا لميناء مونيفيدو، حيث كانت هناك مركب تنتظرهم للعودة بهم وتهشم زجاج الأتوبيس الأرجنتينى قبل الوصول إلى الميناء.. وتعرض أرجنتينيون آخرون للاعتداء بعدما فشلوا في العودة بسرعة لبلادهم.. وقام الأرجنتينيون في اليوم التالى بقذف قنصلية أوروجواى في بوينس آيريس بالحجارة وتم قطع العلاقات بين البلدين وظلت الأزمة الكروية بينهما قائمة لسنين طويلة ودامت الحساسية حتى الآن سواء كانت مباراة بطولة أو رسمية أو حتى مباراة ودية.
نقلا عن المصرى اليوم