محرر الأقباط متحدون
قال المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس، إننا نقدر ونثمن مواقف الأحرار في العالم الذين يخرجون للشوارع رافعين شعار "فلتتوقف الحرب". هؤلاء الأحرار ينتمون لكافة الأديان والأعراق والخلفيات الثقافية، وقد وحدتهم معاناة شعبنا الفلسطيني، وخاصة ما يحدث في غزة من عدوان مستمر ومتواصل منذ 44 يوماً.

وأضاف المطران حنا: "نكرر نداءنا ومناشدتنا والتي نتمنى أن تصل لكل مكان في هذا العالم بضرورة العمل لوقف هذه الحرب وهذا العدوان الهمجي الوحشي الذي خلف دماراً وخسائر كبيرة لا يمكن وصفها بالكلمات".

وتابع: "شهداءنا ليسوا أرقاماً، والدمار في غزة إنما يشير وبوضوح لوحشية وهمجية يعامل بها الفلسطينيون. ونحن نعتقد بأن العالم بأسره مطالب بأن يتحرك نصرة لهذا الشعب لكي تتوقف هذه المأساة وهذه المعاناة التي لا يمكن وصفها بالكلمات".

وواصل المطران حنا: "لقد قلنا مرارا وتكرارا إن البشر جميعاً ينتمون لأسرة بشرية واحدة خلقها الله. فلا يوجد هنالك ما يسمى (بشعب الله المختار). فكل الشعوب بكافة أديانها وقومياتها وألوانها وأجناسها هم خليقة الله وهم أولاد الله وأبناءه. فلا يوجد هنالك إنسان مصنف على أنه درجة أولى وإنسان مصنف على أنه درجة عاشرة. فالبشر جميعاً سواسية وجب احترامهم وصون حقوقهم وحريتهم وكرامتهم وحياتهم. وما يحدث مع شعبنا الفلسطيني هو استخفاف بهذا الشعب الذي هو شعب مثل باقي شعوب العالم وبشر مثل أي إنسان في هذا العالم".

واستطرد المطران حنا: "يبدو أن الإنسانية فقدت إنسانيتها في ظل هذه الوحشية. والمؤيدون لهذه الحرب والصامتون والمتفرجون الذين لا يحركون ساكنا هم شركاء في هذه الجرائم المرتكبة. نحن نقول بإننا لا نؤمن بالقتل والعنف والإرهاب وثقافة الموت. فثقافتنا هي ثقافة حياة وليست ثقافة موت. وشعبنا الفلسطيني الذي عانى ولسنوات طويلة من الظلم والقمع يحق له أن يعيش بحرية وسلام بعيداً عن الحروب وبعيداً عن كل هذه المظاهر اللا إنسانية واللا حضارية".

وأكد المطران حنا: "لن نفقد الأمل مهما كانت الصورة قاتمة. وسنبقى نطالب ونناشد بأن يتوقف هذا العدوان. لا بل سنبقى نطالب ونناشد بأن ينعم الفلسطينيون بحل عادل لقضيتهم والتي في سبيلها قدموا كماً هائلاً من التضحيات".

واختتم المطران حنا: "سنبقى متمسكين بالرجاء ولن نستسلم للإحباط والقنوط الذي يريدنا الأعداء أن نكون غارقين فيه. فإيماننا يعزينا ويقوينا. ونسأل الله القادر على كل شيء أن يرحم البشرية كلها وأن يرأف بشعبنا وينير عقول وضمائر وبصائر جبابرة هذا العالم لكي يكونوا أكثر عدلا وإنسانية".