كتب - محرر الاقباط متحدون
وجه نيافة الأنبا نيقولا أنطونيو، مطران طنطا للروم الأرثوذكس، والمتحدث باسم الكنيسة في مصر، رسالة بخصوص "المعمودية في كنيسة الروم الأرثوذكس"، وجاء بنصها :
طقس إدخال طفل حديث الولادة إلى الكنيسة والمعمودية المقدسة والدهن بالميرون المقدس في كنيسة الروم الأرثوذكس
إدخال الطفل/الطفلة الكنيسة:
في كنيسة الروم الأرثوذكس يُدخل الطفل أو الطفلة إلى الكنيسة في يوم الأربعين من ميلاد أي منهما. ويُشترط أن يكون للطفل المُقدم للدخول إلى الهيكل والمعمودية إشبين (عراب) ذكر روم أرثوذكس، وأن تكون للطفلة المُقدمة للدخول إلى الهيكل والمعمودية إشبينة (عرابة) أنثى روم أرثوذكس.
ذلك أن الإشبين هو أب روحي للطفل المُعتمد، والإشبينة هي أم روحية للطفلة المُعتمدة. وفي المستقبل عندما يكبر الطفل يكون أقرب نفسيًا لذَكر مثله ليبوح له بمكنوناته، وكذلك الطفلة تكون أقرب نفسيًا لأنثى مثلها لتبوح لها بمكنوناتها. ومن مهام الإشبين/الإشبينة هو متابعة الأبوان في تربية الطفل/الطفلة مسيحيًا أرثوذكسيًا وحضورهما بالطفل/الطفلة إلى الكنيسة.
في يوم الأربعين من ميلاد الطفل/الطفلة تأتي به/بها أمه/أمها إلى الكنيسة ويكون حاضرًا معها المزمع أن يتقبل الطفل/الطفلة من جُرن المعمودية (أي الإشبين/الإشبينة). وتقف الأم مع طفلها/طفلتها في النَرْثِكّس (أي صحن الكنيسة) أمام باب الكنيسة. فيتقدم الكاهن لابسًا بطرشيله، فتحني الأم رأسها مع طفلها فيرسم الكاهن عليها شكل صليب، ويلمس بيمينه رأسها ويباركها، ويقرأ إفشين (صلاة) لتنقيتها كي تستحق تناول الأسرار المقدسة. ثم يرسم بيمينه علامة الصليب على رأس طفلها/طفلتها ويباركه/يباركها ويقرأ إفشين (الصلاة) ليبارك الرب هذا الطفل/الطفلة، وضارعًا إليه أن يؤهله/ يؤهلها لإعادة الولادة بالماء والروح.
إذا كان الطفل/الطفلة لم يتعمد فلا يُدخل إلى الكنيسة. أما إن كان الطفل/الطفلة تعمد/تعمدت، فيتناول الكاهن الطفل/الطفلة وهو واقف في النَرْثِكّس ويرسم به/بها شكل صليب أمام باب الكنيسة ثم في وسط الكنيسة أمام البابا الملوكي، وهو يقول: "يُدخل عبد/عبدة الله (فلان/فلانة)إلى الكنيسة باسم الآب والابن والروح القدس.آمين".
ثم إذا كان الطفل ذكرًا يَدخل به الكاهن إلى داخل الهيكل ويرسم به وهو يطوف حول المائدة المقدسة شكل الصليب عند كل جانب من جوانبها. أما إذا كان الطفل أنثى فلا يدخل بها إلى داخل الهيكل.
ذلك أن الطفل الذكر أمام الكنيسة هو مشروع كاهن في المستقبل، وليس لأن الطفلة نجسة لا يجوز دخولها الهيكل.
خدمة سر المعمودية، أربعة أقسام:
القسم الأول: خدمة ما قبل المعمودية المقدسة، أي الصلاة على الموعوظ (المتقدم للمعمودية).
يقف الإشبين/الإشبينة حاملاً الطفل/طفلة في النَرْثِكّس (أي صحن الكنيسة) أمام باب الكنيسة وإلى جواره/جوارها أم الطفل/طفلة، فيتقدم الكاهن لابسًا بطرشيله ويتلوا على (الموعوظ) الذي سوف يتم تعميده ثلاث استقسامات لطرد الشيطان. ثم يُعلن الإشبين/الإشبينة عوضًا عن طفل/طفلة ثلاث مرات رفض الشيطان وقبول المسيح ربًا وإلهًا، ويتلو/تتلو دستور الإيمان المسيحي.
القسم الثاني: خدمة سر المعمودية المقدسة.
بعد الانتهاء من الصلاة على الموعوظ يتجه الكاهن الإشبين/الإشبينة وهو/وهي يحمل الطفل/الطفلة المتقدم/المتقدمة للمعمودية، وجموع الحاضرين إن كان يوجدوا، إلى أمام البابا الملوكي حيث يكون جُرن المعمودية.
بعد الطلبات السلامية يتلوا الكاهن إفشين (صلاة) تبريك ماء المعمودية وفيه يطلب حلول الروح القدس على ماء المعمودية وأن يكون موهبة للقديس ومبيدًا للشياطين.
ثم يرسم الكاهن على الماء شكل الصليب بتغطيس أصابع يمينه فيه وهو يقول: "لتنسحق تحت علامة رسم صليبك جميع القوات المضادة" (ثلاث مرات).
بعد ذلك، يتناول وعاء زيت ويتلوا صلاة لتقديسه، ثم يسكب قليلاً منه على شكل صليب في الماء. ثم يدهن المُعمد/المُعمدة وهو/وهي على يدي الإشبين/الإشبينة. ثم يدهن الطفل/الطفلة من هذا الزيت بشكل صليب على: الجبهة، الأذنين، الأنف، الفم، الصدر، القلب، الظهر، اليدَيّن، الركبتَيّن، أخمص القدمَيّن. وهو يتلوا صلاة تختص بكل جزء من هذه الأجزاء من الجسم.
بعد دهن الطفل/الطفلة بالزيت يأخذ الكاهن من الإشبين/الإشبينة الطفل/الطفلة وهو واقف أمام جُرن المعمودية ويضبطه مستقيمًا موجهًا نحو الشرق (جهة المائدة المقدسة) ويُعمده مغطسًا إياه كله في الماء ثلاث مرات على اسم الآب والابن والروح القدس، وينتشله ويضعه على المنشفة التي على يدي الإشبين/الإشبينة.
ثم يتناول الكاهن، عادة، قميص أبيض للطفل وثوبًا أبيض للطفلة، ويلبسه/يلبسها إياه وهو يتلوا صلاة خاصة بذلك. بعد أن يُلبَس المُعتمد/المعتمدة اللباس الأبيض يضع الكاهن في عنقه/عنقها صليبًا صغيرًا معلقًا بسلسلة أو شريط دلالة على أن المسيحي يجب عليه أن يحمل صليبه ويتبع المسيح.
القسم الثالث: خدمة سر المسحة المقدسة (زيت الميرون)
يتلوا الكاهن إفشين (صلاة) على رأس المُعتمد/ المُعتمدة يطلب فيه من الله أن يمنح المُعتمد ختم تقديس وموهبة الروح القدس والتناول من جسد ودم المسيح المقدسين الكريمين. ثم يمسح المُعتمد/ المُعتمدة بالميرون المقدس على شكل صليب على أجزاء جسده/ جسدها التي سبق وذُكرت في دهنه/ دهنها بالزيت.
ثم يدور الكاهن حول جُرن المعمودية حاملاً المبخرة ثلاث مرات يتبعه الإشبين/الإشبينة حملاً الطفل/الطفلة والمرتل والحاضرين وهم يحملون الشموع، ويرتلون: "أنتم الذين بالمسيح اعتمدتم، المسيح قد لبستم.
بعد ذلك يتلوا القارىء فصل من رسالة بولس الرسول (روميا 3:6-11). والكاهن يتلوا فصل من البشائر الأربعة (متى 16:28-20).
القسم الرابع: خدمة صلاة الغسيل وقص الشعر والتناول.
جرت العادة أنه بعد سر المعمودية وسر المسحة تُجرى حالاً "صلاة الغسيل" و"صلاة قص الشعر"، فمناولة المُعتمد الأسرار الإلهية.
خدمة صلاة الغسيل:
بعد تلاوة الكاهن الأفاشين الخاصة بهذه الخدمة، يأتي بمنشفة ويبلل طرفها بالماء ويمسح الميرون المقدس من على جميع أجزاء الجسم الممسوحة به للمُعتمد/المعتمدة، قائلاً: "قد اصطبغت، قد استنرت، قد تبررت، قد تقدست،قد اغتسلت، باسم الآب والابن والروح القدس. أمين".
خدمة صلاة قص الشعر:
بعد تلاوة الكاهن الأفاشين الخاصة بهذه الخدمة، يقص شعر رأس المعتمد/المعتمدة على شكل صليب، قائلاً: "يُقص شعر عبد/عبدة الله (فلان/فلانة) باسم الآب والابن والروح القدس. أمين".
في إشارة رمزية أن هذا الشخص هو جندي مِلّك للمسيح.
التناول:
بعد ذلك مباشرة يقف الكاهن أمام البابا الملوكي للهيكل حامل الجسد والدم المقدسين المُكرمين ويتقدم منه الإشبين/الأشبينة حاملاً الطفل المعتمد/المعتمدة، ويُناول الكاهن المعتمد/المعتمدة من الجسد والدم المقدسين المُكرمين.
ثم والكاهن واقف أمام البابا الملوكي يقف أمامه كل من أم الطفل/الطفلة والإشبين/الإشبينة حامل الطفل/الطفلة، فيباركهما الكاهن وتتسلم الأم من الإشبين/الإشبينة طفلها/طفلتها.
من كتاب الأفخلوجي، المتروبوليت نقولا مطران إرموبوليس (طنطا) وتوابعها.