د. ممدوح حليم
التقدم في الطب لا يتوقف، ومن أهم الإنجازات التي حدثت فيه منذ عقود إمكان نقل قلب من إنسان لآخر ، لقد تم ذلك لأول مرة عام ١٩٦٧. وتجرى عمليات زراعة قلب حالياً على نطاق واسع، وفي عام ١٩٨٦ أي منذ عقود أجريت ١٠٥٠ عملية زراعة قلب أي نقل قلب من شخص لآخر عبر العالم.
أما الشخص المنقول له القلب فهو يعاني من تلف دائم في عضلة القلب، فصارت هذه العضلة متليفة مما جعل انقباضاتها لا تدفع دما يلبي احتياجات الجسم.
وأما الشخص المأخوذ منه القلب، فهو شخص حديث الوفاة، أو هو شخص في حالة موت إكلينيكي أي توقف المخ عن العمل بينما القلب مازال ينبض.
ويشوب هذه العملية تعقيدات قانونية وأخلاقية ودينية، مما يجعل انتشارها محدودا بل وتمنع في بعض البلاد بما في ذلك مصر. فما هو الموت؟ هل توقف المخ فقط نهائيا أم والقلب معه. ومن يحدد توقف توقف المخ عن العمل بلا رجعة ، هل تتوافر الكفاءات دائما دون جدال؟
وفي سياق آخر ، قد يتلف قلب الإنسان أدبيا وروحيا. قال الرب : " تصور قلب الإنسان شرير منذ حداثته" تكوين ٨ : ٢١ ، ولقد شخص إرميا النبي كطبيب روحي حالة قلب الإنسان ، فقال في نبواته: " القلب أخدع من كل شيء وهو نجيس من يعرفه" إرميا ١٧: ٩ . ولقد هتف المرنم : " قلبا نقيا أخلق في يا الله " مزمور ٥١ : ١٠
لقد وعد الله أن يزرع في الإنسان قلبا جديدا : " وأعطيهم قلبا جديدا ، وأجعل روحا جديدة في داخلهم ، وأنزع قلب الحجر من لحمهم، وأعطيهم قلب لحم " حزقيال ٣٦: ٢٦
يحدثنا الكتاب أن الله أعطى شاول قلبا آخر جديدا ( ١ صم ١٠ : ٩ ) . لقد صار هذا الأمر ممكنا في العهد الجديد ، عندما يحل المسيح بالإيمان في القلب ( أفسس ٣ : ١٧ ). إنها جراحة روحية تحدث نتيجة عمله نتيجة وجوده في القلب.