ياسر أيوب
لم تكن مجرد مباراة لكرة القدم، ولا تشبه أيًا من مباريات كثيرة يتابعها العالم حاليًا.. مباراة ضمن تصفيات مونديال 2026.. مباراة لم تكن نتيجتها أهم ما فيها ولم تنشغل جماهيرها فى المدرجات بما يجرى فى الملعب، وكانت التحية الأكبر والأجمل للفريق المهزوم وليس الذى انتصر.. فالمباراة كانت أمس الأول بين فلسطين وأستراليا ضمن تصفيات المجموعة الآسيوية التاسعة، وأقيمت فى استاد جابر الأحمد الدولى فى الكويت.. وكان من المقرر أن تقام فى رام الله لتكون المباراة الأولى لمنتخب فلسطين فى الضفة الغربية منذ 2019، لكن اضطر الفلسطينيون لملاقاة أستراليا فى الكويت بعد أن لعبوا مباراتهم الأولى فى التصفيات أمام لبنان فى الإمارات. وقبل إقامة المباراة، أعلن لاعبو أستراليا تبرعهم بمكافآتهم لصالح ضحايا الحرب فى غزة. وقال النجم الأسترالى جاكسون إيرفين، إنه وزملاءه يعرفون أن نتائج كرة القدم لم تعد تهم لاعبى فلسطين فى هذه الأوقات.. أما جراهام أرنولد، المدير الفنى للمنتخب الأسترالى، فقد حرص قبل المباراة على تأكيد تعاطفه مع لاعبى فلسطين وما يعانيه الناس هناك فى غزة، حتى إن كان تعاطفه لن ينسيه أنها فى النهاية مباراة يتمنى أن يفوز بها.. فأستراليا فازت فى مباراتها الأولى على بنجلاديش بسبعة أهداف، ويعنيها الفوز على فلسطين لتتصدر المجموعة.
وفى المقابل، أكد التونسى مكرم دبوب، المدير الفنى للمنتخب الفلسطينى، أنه لم يستطع مطالبة لاعبيه بالتركيز الكامل فى مباراتهم أمام أستراليا، وتركهم معظم الوقت مع تليفوناتهم يتابعون أخبار الحرب ضد شعبهم والاطمئنان على عائلاتهم.. ولم يتمكن ثلاثة لاعبين فلسطينيين من الانضمام للمنتخب؛ لأنهم لم يستطيعوا الخروج من غزة وهم: (خالد النبريص وأحمد لكايد وإبراهيم أبوعمير).. وبدأت المباراة الثلاثاء الماضى بحضور 14537 متفرجًا، حملوا كلهم أعلام فلسطين والهتاف لها، واستقبلوا لاعبى منتخبها الذين دخلوا أرض الملعب وكل منهم يضع الكوفيه الفلسطينية على كتفيه.. ووقف لاعبو الفريقين دقيقة حدادًا على الفلسطينيين ضحايا الحرب فى غزة.. ومثلما ضم المنتخب الفلسطينى لاعبين فى الدورى المصرى: محمود وادى فى المقاولون، ومحمد صالح فى الاتحاد السكندرى، فقد اقتدت الجماهير فى المدرجات بما تقوم به جماهير الأهلى والزمالك التى أحالت الدقائق لتحية شهداء الناديين.. وهكذا توقفت الجماهير فى استاد جابر الأحمد فى الدقيقة 7 موعد بدء انتفاضة الأقصى، والدقيقة 13، تحية لـ 13 ألف شهيد فلسطينى، والدقيقة 75 ذكرى النكبة واحتلال إسرائيل لفلسطين.
وقد فاز المنتخب الإسترالى بهدف وحيد، أحرزه هارى سوتار فى الدقيقة 18، ولم يكن هناك أى حزن كروى، ولم يكن للخسارة أى تأثير، وظلت الجماهير حتى النهاية تهتف لفلسطين.
نقلا عن المصرى اليوم