محرر الأقباط متحدون
مع اقتراب موعد الزيارة التي سيقوم بها البابا فرنسيس إلى دبي من الأول وحتى الثالث من كانون الأول ديسمبر المقبل أجرى موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني مقابلة مع عميد الدائرة الفاتيكانية لخدمة التنمية البشرية المتكاملة الكاردينال مايكل شيرني الذي تحدث عن مؤتمر الأطراف حول المناخ Cop28 الذي ستبدأ أعماله في المدينة الإماراتية يوم الخميس المقبل، لافتا إلى أن حضور البابا سيكون له وقع قوي من أجل حثّ أقوياء الأرض على عدم ترك كوكب مدمّر للأجيال الجديدة.

ما لا يقل عن سبعين ألف شخص سيشاركون في قمة المناخ في دبي في نسختها الثامنة والعشرين، من بينهم عدد كبير من رؤساء الدول والحكومات ولعل الشخصية الأبرز التي ستشارك في اللقاء ستكون البابا فرنسيس الذي سيوجه خطابا إلى المؤتمرين في مدينة المعرض أو Expo City، كما ستتخلل الزيارةَ البابوية لقاءات ثنائية بالإضافة إلى افتتاح ما يُعرف بـ"جناح الإيمان" أو Faith Pavillion.

مما لا شك فيه أن مواجهة ظاهرة التبدلات المناخية وما يترتب عليها من نتائج على الإنسان والبيئة هي المواضيع الرئيسة التي تناولها البابا في إرشاده الرسولي الصادر حديثاً Laudate Deum "سبحوا الرب"، والذي جاء بمثابة تتمة للرسالة العامة Laudato Si "كن مسبحاً" والتي صدرت في العام ٢٠١٥. كما أن مؤتمر الأطراف حول المناخ Cop28 في دبي يمثل بطرق عدة مناسبة بالغة الأهمية قد تتمخض عنها اتفاقات ملزمة لجميع الأطراف فيما يتعلق بمصادر الطاقة. في هذا السياق أجرى موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني مقابلة مع عميد الدائرة الفاتيكانية لخدمة التنمية البشرية المتكاملة الكاردينال مايكل شيرني الذي حدثنا عن التزام الكرسي الرسولي في هذا الإطار المتصل بالقمة العالمية الهامة.

ردا على سؤال بشأن الأولويات التي يعطيها الكرسي الرسولي في وقت تتوجه فيه أنظار العالم إلى قمة الأطراف حول المناخ في دبي، قال نيافته إن تلك الأولويات تم التعبير عنها بشكل معمق في الإرشاد الرسولي الأخير للبابا فرنسيس "سبحوا الرب"، معتبرا أن نص الوثيقة يمثل برنامج الكرسي الرسولي، وهو مفصل جداً وقد أبصر النور قبل شهرين على موعد مؤتمر دبي. ما يعني أن الكرسي الرسولي سبق أن عبر عن موقفه بهذا الشأن، لكن يمكن القول إن الهدف الأساسي من مؤتمر الأطراف حول المناخ يكمن في تطبيق اتفاق باريس لعام ٢٠١٥، ما يعني تنفيذ ما سبق أن اتفقت عليه الدول من أجل الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري.

بعدها سُئل الكاردينال شيرني عن الأسباب التي يمكن أن تُقنع قادة العالم بضرورة التدخل سريعاً من أجل حماية الخليقة وهي مسألة شدد عليها البابا فرنسيس في أكثر من مناسبة. قال نيافته إن المفهوم الأساسي الذي يجب أن نتذكره هو مفهوم الخير العام، الذي ينبغي أن يحفز الجميع على بذل المزيد من الجهود من أجل التوصل إلى اتفاق. وبالإضافة إلى الرسالة العامة "كن مسبحا" يتوجه البابا فرنسيس مباشرة إلى أقوياء الأرض مشجعاً إياهم على التفكير بأبنائهم وأحفادهم، ويدعوهم إلى الإجابة على السؤال التالي: كيف تتركون عالماً مدمراً لأبنائكم وأحفادكم؟

في ختام حديثه لموقعنا الإلكتروني أكد عميد الدائرة الفاتيكانية لخدمة التنمية البشرية المتكاملة أن الحبر الأعظم سيتوجه في الأول من كانون الأول ديسمبر المقبل إلى مؤتمر الأطراف Cop28 في دبي ليسلط الضوء ويشدد على ما سبق أن كتبه وشرحه في الإرشاد الرسولي الأخير "سبحوا الرب"، وأعرب الكاردينال مايكل شيرني عن أمله بأن تتسلح العائلة البشرية، لاسيما أقوياء العالم، بالأدوات السياسية الملائمة من أجل مواجهة المشاكل المشتركة، التي هي مشاكل تسببنا بها نحن. وقال: إنه تحد علينا أن نواجهه ونحل ما تسببنا به من مشاكل.